مشروع قوى العدوان السعودي في جنوب اليمن.. إلى أين ستتجه الأمور؟
الجنوب اليمني الذي وجدت فيه قوى العدوان السعودي بصيص أمل لتحقيق مشروعها بعد فشلها في الشمال اليمني، كان نقطة التحول الكبيرة في مسار العدوان، فقد تحول الجنوب اليمني إلى خيبة وانهزام مشروع قوى العدوان السعودي، فقوى العدوان لم تأخذ في الحسبان طبيعة الشعب اليمني، هذه الطبيعة التي تمتاز بالعداء للقوى الخارجية المستغلة، والتآخي والتقارب مع أبناء البلد في المحنة والشدة، وهذا ما برز بوضوح في مدينة عدن اليمنية، فبعد أن بانت نوايا قوى العدوان السعودي التي تمثلت بالإجرام والقتل والتدمير والمخطط التقسيمي وزرع بذور الفتنة والشقاق، انقلبت بعض الجماعات والحركات اليمنية على قوى العدوان التي انخدعت بزيف ادعاءات السعودية خلال الأشهر الأولى لبدء العدوان، والحراك الجنوبي هو أحد الأوجه الفاعلة الجديدة على خط المواجهة ضد قوى العدوان لينضم عوناً إلى الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية الأخرى كأنصار الله وغيرهم.
أسئلة برسم الإجابة
قوى العدوان السعودي التي دخلت بعدوانها على الشعب اليمني شهرها السادس أعلنت أن هدفها إعادة الشرعية السياسية ونشر الأمن وتحسين الوضع الإقتصادي، هذا ما ترجم خلافه نتائج العدوان حتى يومنا هذا. فأين الأمن والإستقرار الإقتصادي في عدن بعد أن تراجع الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المساندة له تكتيكيا منها؟ وهل أن الجماعات التخريبية وتلك المرتبطة بهادي والمدعومين من قوى العدوان السعودي قادرون على إيجاد الثبات الأمني فيه؟ وهل من بديل للجيش والتشكيلات الشعبية أبناء الأرض من وجهة نظر قوى العدوان السعودي؟ وهل يمكن اعتبار الأمن هو ما يحدث اليوم من اشتباكات بين مرتزقة قوى العدوان السعودي والجماعات اليمنية فيها؟ وهل ضرب المرافئ الإقتصادية والموانئ البحرية والبنى التحتية هو السبيل لنمو الإقتصاد اليمني؟ وهل يعد قصف المدنيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ إلى قوى الجيش اليمني بما فيها تشكيلاته الشعبية اسلوباً من أساليب نشر الأمن والهدوء في عدن واليمن كله؟ والأهم من كل ذلك ما هي تداعيات مشهد الجنوب اليمني وإلى أين ستتجه الأمور؟
مشهد جنوب اليمن وإلى أين يتجه
١- فشلت قوى العدوان السعودي في جنوب اليمن بعد شماله، والحراك الجنوبي الذي اعلن انفصاله عن مخطط هذه القوى ومواجهتها ومرتزقتها هو بداية الطريق، فقوى العدوان السعودي عوّلت في عدوانها على سراب سينقشع وتتضح الرؤية ولو بعد حين، فقوى العدوان بعد أن صار هدفها الرئيسي من كل القصف والدمار والقتل الذي تنفذه بحق الشعب اليمني هو السيطرة على مدينة عدن الصغيرة نسبة إلى غيرها من محافظات اليمن البالغ عددها ٢٢، وبعد أن فشلت حتى في هدفها الأخير هذا، فإن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تكاملاً في الرؤية المستقبلية الشعبية اليمنية، وإدراكاً أوضح لدى المواطن اليمني إلى حجم المؤامرة والعدوان المُشَن عليه، وبالتالي تنامي المساندة الشعبية للجيش اليمني ومزيداً من انخراط في صفوفه ليتجه إلى تعبئة عامة ستشهدها البلاد.
٢- تبدّل في محور الحديث الذي كان سائداً منذ بدء العدوان حتى وقت قريب حول حوار يتطلبه اليمن لمعالجة قضيته والخروج من الأزمة، أما اليوم فالأمور تتجه شيئاً فشيئاً نحو الحديث عن أن القضية تتلخص في عدوان شنته قوى مجتمعة على الشعب اليمني خدمة لمشروع غربي استعماري وأن لا حديث عن خلافات وتشعب رؤى بين الشعب اليمني كما حاولت قوى العدوان وإعلامها توجيه الأمور إليه، وبالتالي فهذا العدوان يتطلب الصبر في مواجهته لإضعافه وإبطاله، فالقضية اصبحت واضحة من أن جماعات تخريبية عابرة للحدود كتلك الموجودة في العراق وسوريا وغيرهما تعمل على ضرب الوحدة اليمنية وتفتيتها كمقدمة لتقسيم اليمن، وهذه الجماعات ايضاً توضع ضمن نفس الدائرة التي توضع فيها قوى العدوان.
٣- ازدياد التحركات الشعبية العالمية والمظاهرات المناهضة للفكر الإجرامي الذي جسدته قوى العدوان، ويقظة شعبية أكبر من أي يوم مضى لا سيما لشعوب المنطقة العربية والإسلامية إلى مستوى الخطر الذي يجسده العدوان على اليمن، ومن أن هذا المشروع الذي تجسد بعدوان في اليمن يراد له أن ينتشر ويتعمم على كافة شعوب المنطقة، كما أن حركة الفعاليات السياسية للدول المؤثرة سيرتفع، وسيزداد مستوى الإدانات الدولية والمنظمات الحقوقية الفاعلة والمؤثرة، كل هذه المؤثرات الشعبية والدولية والمنظماتية ستوجه الأمور إلى إحداث مزيد من الضغوطات لوضع حد لقوى العدوان السعودي، وستكون المطالب قوية بضرورة محاكمة هذه القوى التي اعتدت على الشعب اليمني، خاصة أن توقف العدوان سيعطي الفرصة لإنكشاف الواقع الذي خلفه العدوان، وستبين حجم الدمار والقتل والمخالفات لحقوق الإنسان الذي ارتكبته قوى العدوان.
٤- ازدياد الشعبية المؤيدة للجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المؤيدة له والتي ستساهم بوضع حد لتدخلات الغرب الإستعماري الذي تؤدي مهامه قوى العدوان السعودي، سيدفع للمساهمة في تدعيم محور المقاومة والممانعة في المنطقة لهذا المشروع الغربي، وسيكون له التأثير الإيجابي على سوريا والعراق لوحدة الأهداف الشعبية لهذه الدول، هذا ما سيدفع بالجماعات التخريبية وليدة الغرب الإستعماري للتوجه والبحث عن خيارات بديلة لمشروعها لن تكون السعودية ودول العدوان المشاركة بعيدة عنها، بل ستكون في قائمة الصدارة، وهذا ما تثبته الكثير من المعطيات والمقدمات والأحداث التي بدأت بوادرها في بعض الدول كالسعودية وغيرها.
٥- تردي الوضع الإقتصادي للعديد من الدول الداعمة للعدوان، سواء تلك التي بَنَت أمورها على قمع الشعب اليمني لسلب خيراته وموارده الإقتصادية، أو تلك التي وظِفَت اليوم لشن العدوان على الشعب اليمني، هذا إلى سياساتهم الخاطئة على مدى الأعوام المنصرمة اتجاه اليمن، كله سيصب في خانة الضعف الإقتصادي لهذه الدول إن كان بسبب التكلفة التي تُدفع لضرب اليمنيين أو بسبب خسارة قبضتهم الحديدية التي احكموها على اليمنيين ومواردهم لعقود.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق