التحديث الاخير بتاريخ|السبت, يوليو 6, 2024

معبد بل الأثري شاهدٌ آخر على جرائم تنظيم داعش الإرهابي بحق الحضارة 

 منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة تدمر في ٢١ من أيار/مايو وهو يستخدم سياسة ممنهجة تعتمد على التخريب التدريجي والممنهج لآثار أقدم حضارة ومملكة عرفتها المنطقة والتي تعرف بمملكة تدمر وعاصمتها تدمر التي تقع في الصحراء في وسط سوريا، واعتمد داعش منذ اليوم الأول لسيطرته على مدينة تدمر الأثرية على تخريب آثارها من خلال تفخيخها بالعبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد والتي كانت آخر جرائمه بحق التراث والحضارة السورية العريقة استهدافه “معبد بل” الأثري (بعل بالفينيقية) الذي يعد من أكبر وأهم المعابد الأثرية على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.

 

وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأحد بأن تنظيم داعش الإرهابي قام باستهداف معبد تاريخي في مدينة تدمر الأثرية في سوريا، وأضاف المرصد معتمداً على مصادره في المدينة بأن التخريب الذي طال المعبد كبير حيث تهدمت أجزاء كبيرة من المعبد نتيجة الانفجار، وأفادت قناة الجزيرة القطرية أيضاً بأن تنظيم داعش الإرهابي قام بتدمير معبد بل الأثري (بعل بالفينيقية) الذي يقع في مدينة تدمر وسط سوريا والمدرج على لائحة التراث العالمي، كما يعتبر “معبد بل” من أهم وأكبر المعابد الموجودة في المدينة والعالم والذي يعود للعصر الروماني حيث تم بناؤه عام ٣٢ للميلاد.  

 

وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن داعش قام بتفخيخ أجزاء كبيرة من المعبد بأطنان من المتفجرات وذكرت أيضاً وكالة الأناضول للأنباء بأن التنظيم الإرهابي قام بتفجير المعبد عن بعد مما أدى الى تدميره بشكل كامل.

 

وجاء تخريب “معبد بل” بعد أسبوع تقريباً على تدمير تنظيم داعش الإرهابي لمعبد “بعل شمين” الأثري في المدينة نفسها الى جانب المتحف الوطني الذي تم تدميره في وقت سابق بالإضافة الى الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية المهمة في هذه المدينة.

 

وقبل نحو أسبوعين قام تنظيم داعش الإرهابي بإعدام العالم الأثري والمدير السابق للآثار في مدينة تدمر خالد الأسعد (٨٢ عاماً) والمعروف في العالم بأكمله بخبرته بتاريخ المنطقة وآثارها إذ قام التنظيم بقطع رأسه وتعليق جثمانه على أحد الأعمدة الأثرية في المدينة.

 

اذاً ما الذي يفسر قيام التنظيم الإرهابي بمثل هذه الممارسات؟

أولاً: يعمل تنظيم داعش الإرهابي وفق سياسة واستراتيجية خبيثة تعتمد على طمث الهوية الحضارية والثقافية للدول الإسلامية وتدمير إرثها الثقافي والتاريخي وإلغاء هويتها من خلال سيطرته على المدن الأثرية في كل من سوريا والعراق وتدميره لآثارها ومواقعها التاريخية وتفجيره لإرث حضاراتٍ كان لها الفضل في تفجير ثورات العلم والمعرفة عبر التاريخ.

ثانياً: الايديولوجية التي يقوم عليها الفكر الوهابي الإرهابي والتي تقوم على رفض الآخر وتكفير كل من يخالف عقيدته ولا يعمل بها، بالإضافة الى اعتباره الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية ضرباً من الشرك بالله على اعتبار أن الآثار القديمة تتمثل بالأصنام وأن السياح والزوار الذين يأتون الى زيارتها يأتون هنا لعبادة الأصنام والتقرب اليها.

ثالثاً: تأييد الكيان الإسرائيلي للتدمير الممنهج لآثار وحضارة الدول الإسلامية على يد تنظيم داعش الإرهابي وتشجيعه على القيام بهذه الأفعال الشنيعة التي تمس هوية وثقافة دول المنطقة، وذلك لأن هدف الكيان الإسرائيلي يتطابق مع هدف الفكر التكفيري والإرهابي الذي يجتاح المنطقة ويعيث فيها فساداً، حيث يسعى هذا الكيان الى مسح الحضارة والتاريخ على يد تنظيم داعش الإرهابي لأن من ليس له حضارة ولا تاريخ يسعى لأن يكون أعدائه أيضاً بلا حضارة وتاريخ فيسهل عليه محاربتهم من خلال غزوهم ثقافياً والنفوذ الى عقول شبابهم وتخريبها.

رابعاً: سرقة ونهب تاريخ وحضارة الدول الإسلامية والذي يمتد لآلاف السنين في عمق التاريخ وذلك بدعم من دول غربية طامعة في ثروات الدول الإسلامية وإرثها الحضاري، إذ يتم تخريب وتدمير جزء من الآثار وبيع وتهريب الجزء الأكبر منها الى دول طامعة ليس لها أي تاريخ أو حضارة ليتم نسب هذه الآثار لها لتمثل حضارتها.

 

وقد اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” أن ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي في تدمر هو جريمة تاريخية وحضارية داعيةً الى التحرك لوقف مثل هذا التخريب الممنهج للمواقع الأثرية على يد التنظيم في سوريا، ووفقاً للأمم المتحدة فقد تعرض أكثر من ٣٠٠ موقع أثري سوري للدمار أو النهب خلال النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.

 

يذکر أن تدمر تعتبر من أهم المدن الأثرية على لائحة اليونسكو للتراث العالمي في سوريا وتقع في الصحراء في وسط هذا البلد حيث تبعد ٢١٠ كيلو متر عن العاصمة السورية دمشق وتعود هذه المدينة الأثرية الى العصر الروماني حيث قامت فيها حضارات عديدة من أهمها حضارة التدمريين التي ازدهرت في عهد الملكة زنوبيا.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق