المشهد اليمني: مزيد من الدماء ولا افق للحل!
مضى على الحرب على اليمن ستة أشهر منذ نشأة التحالف الذي تقوده مملكة آل سعود ضد الثورة في اليمن المتمثلة بحركة انصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية. وفي الايام الأخيرة شهدت الحرب تطورا ملحوظاً تمثل بتقدم لقوات الرئيس المستقيل هادي وتدخل لقوات برية سعودية واماراتية في بعض المناطق. فهل التحولات الميدانية من الممكن أن تساعد في تسريع الحل السياسي ام ستزيد من تعقيداته؟ وهل ايران ملتزمة الصمت بعد توقيعها الاتفاق النووي؟ ماذا عن المواقف الدولية لاسيما الموقف الروسي والامريكي في هذا الصدد ؟ وما مدى مصداقية التحليلات التي تتحدث عن صفقات تسوية بين ملف وآخر في المنطقة؟
“مجزرة بشرية” هكذا وصفت صحيفة Foreign policy الأمريكية ما أسمته الحرب السعودية على اليمن. ستة أشهر من الغارات والمدنيون لايزالون يقتلون ويشوهون كل يوم، وما يميز رأي الصحيفة مخاوف جدية بشأن تجاهل واضح لحياة المدنيين وللمبادئ الأساسية للقوانين الدولية.
يعتبر محللون سياسيون ان دخول القوات السعودية مدعومة بالقوات الاماراتية على الأراضي اليمنية ليس الا تعقيداً للعملية العسكرية والسياسية، حيث كان البعض يظن أنّ دخول هذه القوات ربما يحدث معادلة لتتفاوض عليها الأطراف المتنازعة في اليمن، أو ربما تريد السعودية أن تعطي المبرر الكافي للعالم أنها تريد تحقيق انتصار نوعي “كالذي حققته في عدن بتحرير جميع الأراضي اليمنية من أنصار الله”، لكن هذا لم ولن يتحقق حيث يعتقد خبراء عسكريون أن هذا الانتصار صعب المنال ويعتبرون أنّ انسحاب أنصار الله والجيش اليمني من المناطق الجنوبية لا يعني الهزيمة ولا التقهقر بل انسحاباً تكتيكياً نظراً للطبيعة المنبسطة للارض في الجنوب. وهنا تجدر الاشارة الى أن حركة أنصار الله ما لبثت أن وضعت معادلة الجنوب السعودي مقابل الجنوب اليمني. اما على الصعيد السياسي فهناك اخطاء الرئيس المستقيل هادي منصور عندما ربط الحل السياسي والعودة الى الحوار بقبول انصار الله قرار الامم المتحدة ٢٢١٦ الذي يقضي بانسحاب أنصار الله والجيش اليمني من جميع الاراضي اليمنية، وتسليم انصار الله السلاح وحل الجيش اليمني.
وعلى الصعيد الاقليمي تستمر مساعي الدول المجاورة لليمن ومنها ايران بمحاولات حثيثة لايجاد حل سياسي حيث قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إن بإمكان طهران والرياض التعاون لإيجاد حل لأزمة اليمن، مجددا اعتراض إيران على العمليات العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني.
اما على الصعيد العالمي فتكتفي القوى العالمية كأمريكا بالنظر الى ما يحدث في اليمن وكأنها تنتظر شيئاً لا يعلم به الا الله، أو انها تريد ان تغرق السعودية في الرمال اليمنية وتستنزف جيشها أكثر من اجل مصالحها الاقتصادية حيث قامت السعودية في الآونة الأخيرة بعقد صفقات سلاح مع دول الغرب تقدر بـ١٢٠ مليار دولار أمريكي. فيما تعمل بعض الدول الأخرى كروسيا على انزال السعودية عن الشجرة التي صعدت عليها وذلك عبر عملية مبادلة بين سوريا واليمن بتقديم تنازلات في اليمن وايحاء بان السعودية انتصرت مقابل تقديم تنازلات في سوريا.
كل اللاعبين في الساحة اليمنية يتحدثون عن أن الآتي أقسى مما سبق فالمشاهد الواردة من الجنوب السعودي ينبئ بحرب إستنزاف لا أفق لنهايتها، واذاما استمرت الحرب على اليمن ستقضي على الدولة كليا، ولا يمكن لاي قوة عالمية بعد ذلك ان تمسك بالوضع السياسي والعسكري في اليمن، والحل يجب ان يكون يمنيا يمنيا وعلى الاراضي اليمنية وبوضع حد للتدخلات الاجنبية خصوصا السعودية التي تورطت مثل الکيان الاسرائيلي بدماء المسلمين، والا فاليمن على طريق الجمر لفترة طويلة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق