حراك إيراني روسي موسع لحل الأزمة السورية
مرة أخرى وليس الأخيرة تستضيف العاصمة الروسية موسكو مجموعة من الاجتماعات التشاورية لترسيخ الحل السياسي في سوريا. روسيا فتحت أبوابها مجددا لجميع الأطراف المعنية بالحل السياسي للأزمة السورية. تحرك بدا هذه المرة أكثر ديناميكيا من قبل الروس، وعلى شبه اتفاق بين الدول الأوروبية، بانت ملامح حل للملف السوري.
خطة المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان ديمستورا أسست لقاعدة نقاش جاد مع أطياف المعارضة السورية، نقاش لتمكين النقاط الراسخة والمتفق عليها لاسيما إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب.
من طرف العقدة في الأزمة السورية إلى جهة الحل، نهض الرقم الروسي ضمن المعادلة السورية، فأمسكت موسكو بزمام المبادرة بعد تحسن علاقاتها المتوترة مع الدول الغربية باستثناء أمريكا التي تتعامل معها وفق مسك العصا من الوسط، ولعل زيارة الملك السعودي المنتظرة لموسكو هي أكبر دليل على انفراج إقليمي مرتقب.
ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أعلن أن الاستعدادات لمؤتمر “جنيف ٣” بدأت وذلك بعد أن توصلت موسكو والرياض إلى اتفاق بشأن التنسيق من أجل المساهمة في توحيد صف المعارضة السورية.
جميع أطياف المعارضة السورية في موسكو تذهب وتجيء وتتحاور مع حكومة موسكو لكن النوايا عند بعضها متقلبة خاصة فيما يتعلق بخطة ديمستورا بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات، جميعهم يترقبون الحل السياسي لكن يبقى الترقب بالنسبة للشعب السوري أصعب وأقسى في ظل الظروف الراهنة.
ايران من المشرق حتى المغرب لحل الأزمة السورية
المشرق:
من الكويت ومنذ شهر تقريبا، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الدول الخليجية لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب والتطرف فالشعب الإيراني وقيادته يدعمان كل الشعوب المقهورة، واستراتيجية الجمهورية الإسلامية الايرانية ومنذ تصاعد مشروع الإرهاب والتطرف في المنطقة قامت على مبدأ تعاون في مواجهة التحديات المشتركة وكان هذا في أساس تفاهمات بين طهران وموسكو، بحثا عن عمل فعال ومتكامل ومتوازن من الناحيتين السياسية والعسكرية.
المغرب:
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يبدأ جولته على دول المغرب العربي وتحديدا الجزائر وتونس حيث المكان الذي يتنامى فيه خطر تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى كانت نائمة في الماضي فاستفاقت اليوم وأثبتت حضورها عبر مشروع تنظيم داعش.
وفي ذات الوقت سيكون موضوع تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب من بين الموضوعات التي سيناقشها رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني خلال مشاركته في المؤتمر الرابع لرؤساء برلمانات دول العالم في نيويورك.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تخلصت مبدئيا من ضغوط الغرب حول الملف النووي، تجد في ملف مواجهة الإرهاب أولوية تتحقق بجبهة موحدة، حقيقة أطلقتها طهران بعد إخفاق الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وهي استراتيجية غير مجدية أبدا وهذا ما صرح به المسؤولون الأمريكيون أيضا.
والتنسيق الإيراني الروسي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وبناء مسار إقليمي لتعزيز مواجهته، هو الذي يدفع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتوجه نحو المغرب العربي. فالتعاون الإيراني الروسي الذي تم تتويجه بالاتفاق على منظومة الدرع الصاروخية، يتطور بمنحى استراتيجي أولويته مواجهة الإرهاب الذي يذر الرماد في عيون الجميع ولا يمكن لدولة بمفردها مواجهته. هذا المنحى الاستراتيجي يتضمن تحت أولوية تنظيم داعش الإرهابي، تكثيف الجهود السياسية لحل الأزمات في دول المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية. وتستند استراتيجية حل الأزمات تحت أولوية مواجهة المخاطر الوجودية إلى إخفاق استراتيجية تحالف واشنطن التي اقتصرت على حلول أمنية وقع في فخها بعض الأطراف في المنطقة.
كثيرون في القيادات العسكرية الأمريكية أشاروا إلى إخفاق التحالف ليصفوه بماكينة الحرب الباردة واتهامات موجهة لتركيا التي خدعت واشنطن وتنظيم داعش هو الذي يجني الثمار. حراك مسار الاستراتيجية الإيرانية الروسية يلقى قبولا متزايدا في المنطقة وربما سيطغى على مسار الاستراتيجيات المتداولة في المنطقة خاصة في سوريا.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق