التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

هل ستُفضي اللقاءات السعودية الأمريكية المُرتقبة لمؤامرةٍ جديدة على اليمن؟ 

على الرغم من أن النتائج المُرتقبة للزيارة التي سيقوم بها الملك السعودي الى واشنطن نهاية الأسبوع الحالي لن تكون بالمستوى المتوقع نتيجة تراجع التأثير السعودي وكذلك الدور الأمريكي في المنطقة، إلا أنه لا يمكن التغاضي عما قد تُفضي إليه، وبالتحديد فيما يتعلق بالحرب على اليمن. ولأن الحديث عن المسائل الشائكة بين واشنطن والرياض أصبح معروفاً وتحديداً فيما يتعلق بالإتفاق النووي مع إيران، فلا بد من الإشارة الى مسألة الحرب على اليمن، لما تتصف به من حساسيةٍ من الناحية السياسية وكذلك الإنسانية. فماذا في الزيارة والمواضيع التي سيتم بحثها؟ وكيف يمكن تحليل نقاش الطرفين الأمريكي والسعودي حول المسألة اليمنية؟ 

 

أولاً: تقرير حول الزيارة والمواضيع قيد البحث:

بحسب ما تنقله وسائل الإعلام والصحف الغربية والعربية عن مصادر في واشنطن، فإن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سيزور العاصمة الأمريكية في نهاية الأسبوع الحالي، تلبية للدعوة التي تلقاها من الرئيس باراك أوباما ونقلها وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خلال زيارته السعودية في منتصف تموز الماضي. وكان الملك سلمان التقى أوباما في الرياض عند قيام الرئيس الأمريكي بأداء واجب العزاء برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتعتبر هذه أول زيارة للملك سلمان لأمريكا منذ توليه الحكم في كانون الثاني ٢٠١٥. ومن المتوقع أن يضم الوفد المرافق للملك السعودي وزراء الخارجية عادل الجبير، والتجارة والصناعة توفيق الربيعة، والمالية إبراهيم العساف، والصحة المهندس خالد الفالح، ومحافظ الهيئة العامة للإستثمار عبد اللطيف العثمان. وبحسب المحللين فإن المواضيع التي سيتم مناقشتها تتعلق بالإتفاق النووي بين الغرب وإيران، الى جانب التطرق لمسألة الحرب التي يشنها التحالف السعودي الأمريكي على اليمن، وكذلك الحرب ضد الإرهاب لا سيما تنظيم داعش. وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أشهر على قمة كامب ديفيد التي غاب عنها الملك السعودي، فيما كان من أهدافها ترسيخ التعاون الأمريكي الخليجي على المستويات كافة لا سيما الأمنية والإستخباراتية. وهي تأتي قبل أسبوعين من تصويت الكونغرس الأمريكي على الإتفاق النووي الإيراني. 

 

ثانياً: النقاش حول اليمن:

إن الإختلاف السعودي الأمريكي حول الإتفاق النووي مع طهران لم يعد موضوع بحثٍ بين الطرفين بالمستوى الذي يُروَّج له، لسبب يتعلق بأن الطرف الأمريكي ماضٍ في خياراته التي يعتبرها إستراتيجية. وبالتالي فإن مسألة إدارة العلاقة مع إيران فيما يخص الإتفاق، تعتبر من أولويات واشنطن اليوم للدور والمكانة التي تتمتع بها طهران في المنطقة والعالم. لذلك فإن مسألة الحرب على اليمن هي المسألة التي قد يستطيع السعودي الجدال حولها، لما يملكه من أوراقٍ تنفيذية، كونه أحد المخططين والمنفذ الأساسي لهذه الحرب. وهنا نقول التالي فيما يخص الشأن اليمني:

– غرقت السعودية في حربها على اليمن، بعد أن ظنت أنها بهذه الحرب ستعوِّض عن خساراتها في سوريا. لكن اليوم وبعد أشهرٍ من العدوان، أصبحت السعودية في موقع العاجز على كافة الأصعدة. فمصاريف الحرب أنهكتها إقتصادياً مما أجبرها على الإستدانة، كما أن ثبات اليمنيين وقدرتهم على المواجهة أنهكت السعودية عسكرياً، الى جانب الأثمان السياسية التي دفعتها الرياض إن على الصعيد الخارجي أو الداخلي. وهو الأمر الذي يعني أن السعودية قد تحاول طلب الدعم الأمريكي في اليمن.

– ولأن واشنطن ليست مُكترثة لما يجري في اليمن، في حين قد تختلف مع الرياض في الملفات الأخرى ومنها الأزمة السورية. فيما يعتبر تأثير الرياض اليوم شبه معدومٍ في الملفات المتعددة في الشرق الأوسط بعد أن خسرت رهاناتها كافة، فمن الممكن أن يكون الملف اليمني ضحية عودة العلاقة السعودية الأمريكية لما كانت عليه مُسبقاً. وهو الأمر الذي يجب الوقوف عنده لما له من أثمانٍ سياسية وإنسانية. فالشعب اليمني يقع تحت وطأة الحرب السعودية الخليجية ويعاني على كافة الأصعدة وهو الأمر الذي يجري في ظل صمتٍ دوليٍ مريب.

– فاليمن جارة السعودية تقع في صلب إهتمامات الأمن القومي السعودي، مما يعني أن الرياض ستُعطي الملف اليمني الإهتمام الأكبر في جلب الدعم لا سيما الأمريكي. وهنا قد يتصدر النقاش العسكري الملف، حيث أشارت تقارير الى أن السعودية تسعى لزيادة المبيعات العسكرية الأمريكية لها، وتحديث مقاتلاتها من طراز إف ١٥ الى جانب الحصول على أسلحة أخرى متقدمة. وهو الأمر الذي يُشير محللون الى قلق تل أبيب منه، وهو ما أدى الى إثارة المخاوف حوله خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر الأخيرة للمنطقة. فعلى الرغم من أن العلاقة الحميمية بين الكيان الإسرائيلي والرياض خرجت الى العلن، لكن من المعروف أنه من غير المقبول الإضرار بالتفوق العسكري الإسرائيلي.

– وهنا لا بد من الإشارة الى أنه ولو قدمت واشنطن المساعدة للرياض في حربها على اليمن، فإن الواقع الحالي للحرب يُفضي لنتائج وإستنتاجات تؤكد مضي الشعب اليمني في مقاومته، وهو ما أرعب الرياض لا سيما فيما يتعلق بإشعال الحدود. فالحرب على اليمن كانت مُكلفةً للسعودية أكثر من ناحية أنها ضربت الإستقرار الداخلي. ولن تستطيع واشنطن تقديم أي مساعدة فيما يتعلق بضمانة عدم إشعال الحدود بين السعودية واليمن، لأن هذا الأمر يتحكم به اليمنيون أكثر من أي طرفٍ آخر. 

 

لا يمكن القول إن الزيارة التي سيقوم بها الملك السعودي الى اليمن ليست بالمهمة، لكن لجوء الطرف المُفلس أي السعودية للدولة الفاقدة الدور أي أمريكا، يعني بحد ذاته أن النتائج لن تكون ذات أهمية. فيما يبقى الخوف من أن يدفع الشعب اليمني ثمن مغامرات السعودية وإستهتار واشنطن، التي لا تعرف سوى مصالحها. فالرياض لم تعد تكترث سوى لبقائها ولو على حساب دم الأبرياء التي يتم سفكها كل يوم. فيما تسعى أمريكا لمزيدٍ من الإستغلال فيما يخدم مصالحها فقط.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق