التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

من الذي يسعى إلى تخريب العلاقات بين إيران والكويت، ولماذا؟! 

منذ انتصار ثورتها الاسلامية عام ١٩٧٩ سعت إيران إلى اقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة لاسيما دول الجوار على الرغم من المواقف السلبية لبعض هذه الدول خصوصاً خلال حرب الثماني سنوات التي شنها الاستكبار العالمي على إيران في ثمانينيات القرن الماضي. 

 

ومن أبرز الدول التي أولتها وتوليها إيران أهمية خاصة في المنطقة هي دولة الكويت التي تربطها معها أواصر تاريخية وثقافية ودينية واجتماعية عريقة فضلاً عن قربها الجغرافي. 

 

وعند احتلال الكويت من قبل العراق أبان حكم صدام في آب/أغسطس ١٩٩٠ رفضت إيران هذا الاحتلال ودعت العراق لسحب قواته وأكدت أنها لن تسمح باستمرار هذا الاحتلال حتى وإن فشلت الدول العربية في التعامل مع هذه القضية بشكل حاسم. وخلال تلك الازمة وقفت إيران حكومة وشعباً إلى جانب الشعب الكويتي وقيادته واستقبلت كبرى المدن الايرانية اعداداً كبيرة من الكويتيين ومن بينهم بعض أفراد الاسرة الحاكمة في الكويت.

 

وبعد تسلم الدكتور حسن روحاني لمنصب رئاسة الجمهورية في إيران عام ٢٠١٣ كثرت الزيارات الدبلوماسية بين مسؤولي البلدين.

 

وتستضيف إيران حوالي ٢٠٠,٠٠٠ زائر كويتي سنوياً. ويزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين عاماً بعد آخر. وفي نوفمبر ٢٠١٤، قام وفد الصداقة الإيرانية الكويتية بزيارة طهران ووضع برنامج عمل للسنوات المقبلة يتضمن جميع أشكال التعاون من خلال إنشاء خمس لجان في المجالات الاجتماعية والقانونية والثقافية والاعلامية والاقتصادية.

 

وبعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) هنَّأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني بالاتفاق، معرباً عن تطلعاته لإسهام الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ونهضة دولها، وكذلك فعل ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.

 

وبعد إنجاز الاتفاق النووي بادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للقيام بجولة الى عدد من دول المنطقة بدأها بالكويت لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين وبحث سبل تطويرها في مختلف المجالات بالاضافة إلى بحث أهم القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين لاسيما ما يتعلق بسبل مواجهة التطرف والارهاب. 

 

وطيلة المدة التي استغرقتها الازمة النووية بين إيران والسداسية الدولية كانت الكويت تؤكد دوماً على أهمية الحوار والطرق الدبلوماسية بإعتبارها الخيار الوحید لحل هذه الازمة. وصرّح عدد من المسؤولين الكويتيين بأن الغاء الحظر عن إيران سيساهم في تحقيق التقدم والازدهار الاقتصادي والتجاري في المنطقة بأسرها، فيما اعتبره مسؤولون آخرون بمثابة فتح اقتصادي من شأنه أن یخدم فکرة تحویل الکویت الی مرکز مالي وتجاري، متمنین قیام تحالف بین ایران ودول مجلس التعاون يأخذ على عاتقه تعزيز الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.

 

وكانت الزيارة التي قام بها أمير الكويت إلى إيران منتصف العام الماضي العنوان الأبرز لنمو هذه العلاقات كونها فتحت آفاقاً أوسع للتعاون في كل المجالات وأثمرت عن توقيع ست اتفاقيات يتعلق بعضها بالجانب الاقتصادي خصوصاً في مجال النقل الجوي والتعاون الجمركي والسياحي والتبادل التجاري.

 

ودأبت طهران على إدانة أي عمل ارهابي يستهدف أمن واستقرار الكويت ومن بينها الاعتداء الذي استهدف مسجد الامام الصادق (ع) في منطقة الصوابر في ٢٦ حزيران الماضي وأسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المصلّين. 

 

ولكن ما يؤسف له هو أن بعض الجهات في الكويت توجه اتهامات بين الحين والآخر إلى إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية أو إتهام عناصر ارهابية تستهدف أمن واستقرار الكويت بالارتباط بإيران، وهو ما تنفيه طهران بشدة وتؤكد أن وراء هذه التهم أطرافاً مغرضة تسعى إلى تعكير صفو العلاقات بين البلدين. فمن هي هذه الأطراف؟ ولماذا تسعى لذلك؟! 

 

الاجابة عن هذه التساؤلات تكمن في معرفة الجهات المستفيدة من طرح هذه المزاعم والاهداف التي تسعى لتحقيقها من وراء ذلك. وتشير أصابع الاتهام إلى أن أمريكا وبعض الدول الغربية والاقليمية الحليفة لها هي التي تقف وراء ذلك للأسباب التالية: 

١ – إعادة نفس الاسطوانة المشروخة (إيران فوبيا) التي تسعى من خلالها هذه الأطراف إلى بث السموم وإثارة الفرقة والنعرات الطائفية بين دول المنطقة لتبرير عدائها لإيران الداعم الرئيس لمحور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة. 

٢ – تسعى بعض دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية إلى عزل الكويت عن إيران بشتى الطرق لأنها تظن أن العلاقات القوية بين إيران وأي من دول مجلس التعاون تمثل إدانة صريحة لسياسات الرياض المتهمة بدعم الجماعات الارهابية في المنطقة لاسيما في العراق وسوريا، ولعدوانها المتواصل على اليمن الذي تطالب إيران بوقفه واعتماد الطرق السلمية لحل الازمة في هذا البلد. 

٣- ترى بعض الأطراف وفي مقدمتها أمريكا والسعودية في التقارب الإيراني – الكويتي بأنه يمهد الأرضية لتقوية العلاقات بين طهران وباقي العواصم العربية، وهو ما تخشاه واشنطن والرياض وتبذلان كل ما بوسعهما لمنع حصوله من خلال إطلاق مزاعم لا أساس لها ضد إيران خصوصاً فيما يتعلق بالأزمة السورية والوضع في العراق ومحور المقاومة في المنطقة. 

٤- ترى بعض الأطراف في تنفيذ بنود الاتفاق النووي بين إيران والسداسية بأنه سيتيح الفرصة لطهران لتعزيز علاقاتها العلمية والتقنية مع دول الجوار لاسيما الكويت ولهذا تسعى هذه الأطراف وفي مقدمتها السعودية لإثارة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي رغم تأكيد الدول الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية على سلمية هذا البرنامج. 

 

لكن وبفضل حكمة وتدبير المسؤولين في طهران والكويت باءت بالفشل جميع المحاولات التي تسعى لتعكير صفو العلاقات بين الجانبين، وتحطمت أحلام الساعين لإثارة الخلافات بين دول المنطقة نتيجة الادراك العميق الذي تتمتع به القيادة السياسية في كل من إيران والكويت بشأن أهمية تطوير العلاقات في مختلف المجالات لخدمة شعبي البلدين وباقي شعوب المنطقة، وضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في ربوعها بعيداً عن أي تدخل أجنبي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق