السعودية تعترف بمقتل ١٠ من جنودها في مأرب، والامارات تعيش حالة الصدمة على ضحاياها
أعلن المتحدث باسم قوات العدوان على الشعب اليمني، أحمد عسيري، ان ١٠ جنود سعوديين لقوا مصرعهم في انفجار مخزن الأسلحة في مدينة مأرب اليمنية، الجمعة والذي راح ضحيته ٤٥ جندي أماراتي، في وقت تؤكد فيه المعلومات والتقارير المحلية من المنطقة أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، في حين سادت الأمارت حالة من الاحباط والذهول خلال تشييع قتلاها.
وقال عسيري، الذي يشغل منصب مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الجنود السعوديون قتلوا في معسكر صافر، اثر استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية لمخزن أسلحة تستخدمه القوات اليمنية والسعودية مركزاً لتجميع قواتها ومرتزقتها، في المدينة اليمنية، مشيراً في الوقت ذاته الى أن الجنود البحرينين الخمسة التي اعلنت المنامة عن مقتلهم امس، سقطوا في المنطقة أيضاً.
وبرر المسؤول العسكري السعودي تباطؤ بلاده في الاعلان عن قتلاها في مأرب بسرعة على غرار الامارات “بسبب انشغال القوات السعودي بنقل جنودها القتلى والجرحى من مكان الانفجار”، واضاف عسيري أن هدف قوات العدوان السعودي هو تحقيق “أمن واستقرار اليمن”، مشددا على أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقق أهدافها، لافتا إلى أنه “لن يكون هناك أي تهاون في مواجهة اليمنيين”.
ويأتي تصريح المتحدث باسم قوات العدوان السعودي على اليمن بعد ساعات من اعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية ارتفاع عدد قتلاها في اليمن الى ٤٥ جندياً خلال يوم الجمعة ٤ أيلول/سبتمبر، مشيرة الى أن الحصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع، وأضافت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، أن الجنود لقوا مصرعهم أثناء مشاركتهم في العدوان الذي تشنه السعودية على الشعب اليمني، مقدمة بتعازيها ومواساتها إلى أقارب القتلى .
من جانبها أفادت مصادر يمنية محلية أن انفجارا ضخما وقع أمس الجمعة، بمخزن عسكري في صافر بمحافظة مأرب نتج عنه مقتل عدد من جنود السعودية وعشرات الجنود الإماراتين وأفرادا من مليشيات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، مشيرة الى إغلاق منطقة صافر في مأرب عقب هجوم صاروخي من نوع “توشكا” من قبل الحوثيين على معسكر التحالف بمأرب.
وأكدت وسائل الاعلام اليمنية أن قتلى الجنود السعوديين في المنطقة بالعشرات، متحدثة في الوقت ذاته عن وجود جسر جوي بين مدينة مأرب والرياض وأبو ظبي والمنامة لنقل القتلى من المنطقة، منوّهة في الوقت ذاته الى وجود عشرات القتلى من المرتزقة السنغاليين وجنسيات أخرى في المنطقة لم تعترف قوات التحالف السعودي بهم حتى الآن.
الى ذلك نشرت وزارة شئون الرئاسة بالإمارات بياناً صادراً عن الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الإمارات، نعى فيه قتلى الجيش الاماراتي الذين لقوا مصرعهم في مدينة مأرب اليمنية، مؤكدة وصول جثمان الجنود الاماراتيون الـ٤٥ الى مطار البطين في العاصمة الإماراتية أبوظبي فجر السبت على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي يرافقها ضباط وضباط صف من القوات المسلحة، واقامت القوات المسلحة الاماراتية مراسم عسكرية خاصة لاستقبال جثث قتلاها على أرض المطار حيث كان عدد من كبار ضباط القوات المسلحة في الاستقبال، مؤكدين ان الضربة التي تلقتها الامارات في اليمن ليست قليلة.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعنلت أن أفرادا من الجيش نفذوا عملية نوعية بإطلاق صاروخ باليستي من نوع “توشكا” على معسكر بمنطقة صافر ما أدى إلى اشتعال النيران في المعسكر مخلفا عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من طائرات الأباتشي التي كانت تتمركز في مطار صافر، كما تم تدمير عدد من الآليات والمدرعات الإماراتية واحتراق مخازن الأسلحة.
وفي سياق متصل، تصاعد الغضب الجماهيري في الامارات ضد مشاركة قوات بلاده في الحرب على اليمن حيث عبر عدد من المواطنيين الامارتيون على مواقع التواصل الاجتماعي،فيسبوك وتويتر، عن ضرورة حسب الجنود الاماراتيين من المغامرة التي تقودها السعودية في اليمن، مؤكدين أن هذه الحرب لاناقة للامارتيين فيها ولا جمل، في حين أكدت مصادر أمارتية الى ان أحد القتلى في اليمن هو من أل زايد وهو ضابط رفيع المستوى.
في حين حاول عدد من المسؤولين الامارتيين تهدئة الشارع الامارتي بعدحالة الذهول والفاجعة التي اصابته، محملين الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المسؤولية الكاملة عن الضحايا في اليمن، فيما ذهب آخرين الى حد توعد الشعب اليمني، ووصل لحقد في بعضه الى المطالبة باحراق مدينة صعدة عن بكرة ابيها، فيما طالب آخرين بقتل ثلاثة آلاف يمني رداً على مقتل الجنود الاماراتييون على الاراضي اليمنية.
الى ذلك أكد عدد من المحلليين المتخصصين في الشأن الخليجي أن ما حصل في مدينة مأرب اليمنية امس ضربة قاصمة وكارثة بالنسبة لدولة الامارات (مقتل ٤٥ جنديا اماراتيا في اليمن) وايضا بالنسبة للسعوديين، مشيراً الى أن الامارات كدولة صغيرة غير قادرة على تحمل مثل هذه التكلفة الباهظة في الارواح، وهي بلد محايد زج به في هذا التحالف، مؤكديين ان الحرب على اليمن واضحة منذ البداية لن تؤدي الى اي حسم سياسي اطلاقا، مع استمرار دوامة القتل حتى التوصل الى مخرج عن طريق الحوار اليمني اليمني بمعزل عن التدخل السعودي.
بدوره قصف سلاح الجو الاماراتي عدد من المواقع المدنية في العاصمة اليمنية صنعاء، فجر السبت، بالاضافة الى استهداف مقر الوزارات االيمنية المدنية، حسب ما ذكرت مصادر محلية، في حين عملت وسائل الاعلام الخليجية على اظهار القوات الاماراتية وكأنها تمكنت من الرد على خسائرها في اليمن في محاولة لرفع الروح المعنوية المنهارة داخل صفوف القوات المعتدية.
الى ذلك استهدفت الغارات الاماراتيو والسعودية تجمعات مدنية يمنية في جامعة الإيمان ومنطقة صوفان شمالي صنعاء، ومستوعدات للمساعدات الانسانية وأمكان تخزين مياة الشرب عدة محافظات باليمن .
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق