التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الإمارات تعيش هَوْل “رسالةٍ صغيرة” 

رسالة صغيرة”، هذا ما وصفت به القوات اليمنية الهجوم الصاروخي الذي شنته على قاعدة عسكرية إماراتية سعودية في مأرب وسط اليمن، الهجوم أسفر عن مقتل ٤٥ جنديًا إماراتيًا بالإضافة إلى ١٠ جنود سعوديين، هذه “الرسالة الصغيرة” تملك وقعًا كبيرًا على صناع القرار في الإمارات التي أعلنت الحداد ثلاثة أيامٍ على جنودها الذين راحوا ضحية سياساتٍ متسرعة وغير مدروسة اتخذتها حكومتهم، فالرسالة ذاتُ مضمونٍ كبير ودلالاتٍ خطيرة لجميع دول العدوان وخاصةً الإمارات .

 

أن تخسر دولة في يومٍ واحد قرابة ٥٠ جنديًا بالإضافة إلى عددٍ كبير من الآليات والمعدات يعتبر خسارة كبيرة وفق المقاييس العسكرية والميدانية، الأمر الذي يدل على أن قوات الإمارات لم تدرك طبيعة المعركة وحجم القوة التي تتمتع بها حركة “أنصار الله” والقوات اليمنية، فالعمليات النوعية التي صدمت قوات التحالف لم تنتهِ، وهذه العملية قد لا تكون الأخيرة، وخاصةً أن القوات اليمنية و”أنصار الله” اتّبعت في ردها طيلة العدوان على اليمن سياسة التصعيد البطيء، ما ينبئ باحتمالية وجود مفاجآت تفوق صاروخ “توشكا” الذي استخدموه في عملية “صافر” ضد القوات الغازية .

 

هذه الخسارة التي تكبدتها الإمارات ليست شيئًا غريبًا أو مستبعدًا، فالحرب ليست “نزهة”، وعلى الإمارات أن تجهز نفسها للمزيد من الخسائر والتي قد تكون أشد من أن تُحتمل، وعلى أبو ظبي أن تستعد لنتائج السياسات الخاطئة التي تتبناها تجاه اليمن والتي لن تُجني أي فائدة للشعب والدولة في الإمارت، فالمشاركة في العدوان على اليمن لا يخدم إلا مصالح الرياض إذ أنه يخفف العبء السياسي والعسكري الذي يمكن أن تواجهه السعودية، وهذا ما حصل فعلاً في “مأرب”، إذ أن السعودية خسرت ١٠ جنود فقط –حسب ما أعلنته- والبحرين خسرت خمسة جنود، مقابل ٤٥ جندياً خسرتهم الإمارات!.

 

هذه الخسارة الكبيرة التي تكبدتها الإمارات في مأرب من الممكن أن تُدخل الحكومة في صراعٍ مع الشعب، وخاصة إذا ما ارتفعت تكاليف الحرب وازدادت الخسائر، فلا أحد جاهز أن يقدم المزيد من الأرواح في سبيل حربٍ غير ضرورية لا تنفع البلاد بشيء، ومن الممكن أن تواجه الإمارات نداءات شعبية تُحمّل الحكومة مسؤولية مقتل الجنود، ولهذا نجد الإمارات سارعت إلى إعلان الحداد في محاولة لإرضاء الشعب، وخوف حكومة الإمارات من الغضب الجماهيري سيضطرها إلى أن تعيد النظر في حساباتها، وتجدد سياستها تجاه اليمن، فحكومة أبو ظبي غير جاهزة للدخول في صراعٍ داخلي مع الشعب في حال استمرار الخسائر البشرية والمادية، ولتفادي هذا قد تلجأ الإمارات إلى تقليل دورها في العدوان على اليمن وتهميشه تفاديًا لتكبد خسائر إضافية.

 

ليست خسارة الإمارات هذه نهاية الخسائر، ومن المؤكد أن هناك المزيد طالما هناك إصرارٌ في الاستمرار بالعدوان، وخاصةً أن انتقال الحرب إلى الشمال اليمني سيسهل على أنصار الله والقوات اليمنية إلحاق هزائم أكبر وأشد بالقوات الغازية، كما أن المعركة الحقيقية البرية بين الجانبين لم تبدأ بعد، ومن يراقب الساحة الميدانية في اليمن يدرك أن قوات الإمارات والسعودية ستكون عاجزةً تماماً أمام أنصار الله والقوات اليمنية التي لا تستخدم تكتيكات الجيوش النظامية في المعارك، وهذا ما يُعيق استهدافها ويُصعّب الصمود أمامها .

 

وفي النهاية، لابد للإمارات وللدول المشاركة في العدوان ملاقاة نتائج أعمالهم، وعليهم أن يتوقعوا أي شيء، فالدخول إلى اليمن ليس نزهةً في أبراج دبي، وقتال أهل اليمن ليس رحلةً إلى شواطئ فرنسا، وعلى الإمارات ومن معها أن يكونوا مستعدين لكل الخسائر التي يمكن أن يتكبدوها، وعليهم أن يتحملوا تبعات القرارات التي اتخذوها، ونتائج الهجمات التي نفذوها ضد أطفال ونساء اليمن الأبرياء.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق