التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

محلل اسرائيلي: على الکيان الاسرائيلي ان يستعد لمرحلة تقليل الاهتمام الامريكي بالمنطقة 

نشر مركز دراسات الامن الداخلي في الكيان الاسرائيلي مقالا للباحث الاسرائيلي رون تيرا اقترح فيه قيام الكيان الاسرائيلي باتخاذ إستراتيجية جديدة لمحيطه الجديد مع تداعي بعض الدول العربية و”ذوبان منظومة سايكس بيكو” في المنطقة وقيام امريكا بتقليل اهتمامه لمنطقة الشرق الاوسط.

 

ويقول تيرا ان المنظومة الجديدة في المنطقة مكونة من أربع دول قومية (الكيان الاسرائيلي ومصر وإيران وتركيا)، حسب تعبيره، ويضيف ان هناك ايضا الممالك الجنوبية التي تصارع من أجل البقاء بالاضافة الى عدد كبير من اللاعبين غير الحكوميين الذين يملأون الفراغ الذي خلفته الدول المتداعية.

 

ويضيف تيرا: ان الصراع العربي الإسرائيلي قد تلاشى ايضا (ما عدا الصراع مع الفلسطينيين)، وخط الصدع الجديد هو بين “لاعبي الوضع الراهن” الذين يريدون إبقاء الحال على ما هو عليه وبين أولئك الذين يريدون فرض التغيير غير التوافقي على الواقع (إيران والى حد ما تركيا وقطر والجهاديين وجزء من الفلسطينيين)، وان إسرائيل كلاعبة ذات قدرات منخفضة في هندسة الجوانب السياسية والأحزاب والموارد المحدودة يجب ان تركز على “استراتيجية القلعة” الدفاعية، غير ان الواقع الجديد يسمح لها أيضًا بالقيام بتعاون غير مسبوق مع لاعبين إقليميين، بما في ذلك كبح إيران، وفي ذات الوقت على إسرائيل ان تبني قوتها للمواجهة المباشرة مع إيران نفسها.

 

ويقول المحلل الاسرائيلي: ان كل واحدة من هذه الدول الأربع تواجه تحديات حقيقية، ولكن للدول الأربع مستوى جيد من التضامن القومي والأدوات الحكومية التي تمنحهم فرصة لمواجهة هذه التحديات، عندما تحدث اهتزازات سلطوية أيضًا (إيران ١٩٧٩، ومصر ٢٠١١ و٢٠١٣، وثورة أردوغان) وسيظل البناء الحكومي صامدًا، وتحد كل من هذه الدول الأربع دولة وطنية واحدة فقط من الثلاث الاخريات، بمعنى انه يمكن تحديد طريقة تعامل كل من هذه الدول مع الدول التي ليست على حدودها، وان “إسرائيل” ومصر هما اليوم “لاعبتا الوضع الراهن” وتريدان منع الاهتزازات، بينما إيران والى حد ما تركيا تريدان أن تجددا ترتيب المنظومة الإقليمية لصالحهما، وعلى وجه الخصوص تبرز إيران بتفعيل منظومة من المبعوثين والقوات السرية، الذين يعتبرون لاعبين مهيمنين في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن، ولايران أذرع تصل الى الشرق الافريقي والى وسط آسيا.

 

ويتابع هذا الباحث الاسرائيلي ايضا: في القسم الشيعي من المنطقة هناك أهداف سياسية محددة واستراتيجية عقلانية وبنية هرمية منظمة ويد إيرانية موجهة، والتحديات الماثلة أمام الشيعة ثقيلة الوزن، وسيما في الأماكن التي يمثلون فيها أقلية، غير ان إيران تزودهم بدعم استراتيجي وامكانيات صناعية وعلمية، وعندما يكون الأمر عمليًا فإن المنظومة الشيعية تطمح الى تواصل جغرافي لمناطق نفوذها في الإقليم، وهكذا أصبحت القصير – التي تربط المنطقة الشيعية في لبنان بالمنطقة العلوية في سوريا – مركز ثقل في الحرب الحالية.  

 

ويقول تيرا ايضا: خلال الـ ١٥ عامًا التي بدايتها حرب الخليج الأولى كانت أمريکا هي المهيمنة على الشرق الأوسط، ويمكن ان نصفها بـ “سنوات السلام الأمريكي” غير ان حروب أفغانستان والعراق أدت بحكم بوش الثاني في نهايات توليه، وأكثر من ذلك حكومة أوباما، الى النقطة التي عندها الثابت الامريكي هو تراجع استعداد أمريكا لتحمل التكاليف والمخاطر وان المتغير الامريكي هو الغاية من السياسات ( بحيث اصبحت محددات السياسة والمصالح ترتكز على تخفيض التكاليف والمخاطر)، ويعتبر الملف النووي الإيراني نموذجًا على ان أمريکا موصومة بعدم الاستعداد للمخاطرة، ولذلك فإنها ليست موصوفة بالأهداف السياسية والأهداف اصبحت في مرحلة التقلص الدائم، فأمريکا تجد صعوبة في قراءة الخارطة (الربيع العربي كمثال) تجاه الأسد مثلًا، وتجد صعوبة في تحويل سياساتها الى واقع، ومن غير الواضح فيما إذا كانت أمريکا في ظل حكومة أوباما مازالت ترى العالم من زاوية جبهة الحلفاء الذين يجب التمسك بهم في مواجهة محور الخصوم الذين يجب إضعافهم.  

 

ويعتبر المحلل الاسرائيلي تيرا ان واشنطن وتل أبيب مختلفتان في رؤيتهما لمواضيع مركزية كثيرة مثل النووي الإيراني وعملية “الجرف الصامد” وأزمة السلاح الكيماوي في سوريا أو دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومن غير المعروف ما ستكون عليه سياسة أمريکا في حقبة الرئيس القادم، غير ان الواقع الامريكي يتغير بطريقة تجعل من الخطورة بمكان الافتراض ان ما كان قبل أوباما قد يعود من بعده فأمريکا تمر بثورة جيواستراتيجية بتحولها الى الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة والى منتجة رائدة لها، والديموغرافية الامريكية تتغير ومعها تتغير أيضًا رؤية العالم ولذلك يصبح على الكيان الإسرائيلي ان يتجهز لواقع يصبح فيه الاهتمام الأمريكي به وبالشرق الأوسط أقل.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق