التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

التواجد العسكري الغربي في الدول الخليجية (١) – السعودية والبحرين 

بالرغم من أن أمريکا تنشر قواعد عسكرية في أكثر من ١٣٠ بلداً حول العالم، إلا أن قواعدها العسكرية في الدول الخليجية تبقى الأكثر جدلية، وذلك بسبب دورها في الصراعات التي حصلت في المنطقة سواء خلال الحرب العراقية الإيرانية، أو خلال حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء) إبان غزو العراق لكويت، أو أثناء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عام ٢٠٠١ وللعراق عام ٢٠٠٣، حيث تسببت الحملات العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية والغربية التي انطلقت من هذه القواعد، بقتل وتشريد ملايين الأبرياء، وبث بذور الصراع بين دول المنطقة، والتي مازالت شعوبها تحصد المزيد من المآسي والويلات حتى يومنا هذا.

ويعود وجود القواعد العسكرية الغربية في الدول الخليجية، إلى الأربعينيات من القرن الماضي، خاصة في السعودية التي ربطتها علاقة استراتيجية بأمريکا منذ زمن الملك عبدالعزيز. إلا أن حرب الخليج الثانية في عام ١٩٩١، شكلت قفزة كبيرة في عدد وحجم هذه القواعد.

 في هذا التقرير نستعرض بعضاً من المعلومات حول أماكن وانتشار أهم القواعد العسكرية الأمريكية والغربية في الدول الخليجية، وطبيعة مهامها وتاريخ تأسيسها:

 

السعودية

في الأربعينيات من القرن الماضي تعاونت أمريکا عسكريّاً مع السعودية، حيث أُنشئ مطار عسكري أمريكي في الظهران، كما توطّدت العلاقات العسكريّة بين الدّولتين منذ تلك الفترة، وتطوّر التعاون الثنائي العسكري بينهما خلال الغزو العراقي (١٩٩٠-١٩٩١) حيث استعانت السّعوديّة بالقوّات العسكريّة الأمريكيّة.

وتعتبر السعودية من أهم المراكز الأمريكية في منطقة الخليج الفارسي، حيث كان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية عند وقوع أحداث ١١ سبتمبر ١٣ مرفقاً خاصاً بها في السعودية، بالإضافة إلى حقها في استخدام ٦٦ مرفقاً تابعاً للقوات المسلحة السعودية، أما مقرها، فقاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث توجد طائرات التجسس U-٢ أيضاً.

وتتوزع القواعد الأخرى التي تستخدمها أمريكا بانتظام في الظهران (قاعدة الملك عبد العزيز)، والرياض (قاعدة الملك خالد)، وفي خميس مشيط وتبوك والطائف، وكانت السعودية قد استضافت منذ عام ١٩٩٠ عدداً من القواعد العسكرية الأمريكية شبه الدائمة، ودفعت أكثر من خمسين بالمئة من كلفة العمليات غير القتالية ضد العراق، وفي عام ٢٠٠٣، قامت ٣٠٠ طائرة حربية أمريكية مختلفة الأصناف بدك العراق انطلاقاً من تلك القواعد، وسمح لها بالتالي بحرية الحركة في الأجواء السعودية، وبالقيام بعمليات التقصي والإنقاذ، كما سمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية وغيرها أن تنطلق من الجوف في شمال السعودية باتجاه العراق.

المنشآت التي كوّنت البنية التحتية العسكرية للقوات الأمريكية:

١-١: المناطق العسكرية:

البرنامج العسكري الأمريكي ينقسم إلى ثمان مناطق عسكرية:

١ـ الشمالية الغربية (تبوك) – ٢ ـ الجنوبية (خميس مشيط) – ٣ ـ الغربية (جدة) –  ٤ـ الشرقية (الظهران) – ٥ ـ الوسطى (الرياض) – ٦ ـ الطائف (مركز الطائف) – ٧ ـ المدينة (المدينة المنورة) – ٨ ـ الشمالية (حفر الباطن).

وتشرف قيادة هذه المناطق على مجمل التشكيلات العسكرية في المنطقة من قواعد برية أو جوية أو بحرية أو مفارز جوية وغيرها.

١-٢: المدن العسكرية:

١ـ مدينة (الملك) خالد العسكرية في الشمالية (حفر الباطن) وهي أكبر المدن العسكرية في البلاد ومن أكبر المدن العسكرية في العالم حيث بلغت تكاليفها (١٨) مليار ريال وتستوعب (٥٠) ألف نسمة ومساحتها (٢٤٠٠) كم مربع، تضم مقراً لأركان القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية، وغرف عمليات تحت الأرض، ومركزاً للقيادة العامة، ومدرسة لسلاح الهندسة، وتحميها أنظمة صواريخ وأسراب عدة من الطائرات، وكانت هذه القاعدة هي مركز القوات الأمريكية في مواجهتها للقوات العراقية وإجلائها عن الكويت وتحطيم البنية التحتية في كامل العراق.

أما المدن العسكرية الأخرى فهي: ٢ ـ مدينة (الملك) فيصل العسكرية في خميس مشيط. ٣ ـ مدينة (الملك) عبد العزيز في تبوك. ٤ ـ مدينة (الملك) فهد في الظهران. ٥ ـ مدينة أم الساهك العسكرية لقوات الدفاع الجوي، والتي دخلت الخدمة إبان حرب الخليج الثانية.

١-٣: القواعد العسكرية:

١ـ قاعدة (الملك) عبد العزيز الجوية بالظهران، وهي القاعدة الأم لجميع القواعد الأمريكية في الشرق والرابط الأساس بين القواعد الأمريكية في أوروبا وغرب آسيا، وقد أنشأها الجيش الأمريكي باتفاق مع الملك عبد العزيز آل سعود ضمن شروط بين الطرفين أبرزها تعهد امريكا حماية النظام السعودي من أي تهديد داخلي أو خارجي، وما تزال القاعدة منطلق الطائرات الحربية الأمريكية.

٢ ـ قاعدة (الأمير) عبد الله بن عبد العزيز الجوية بجدة.

٣ ـ قاعدة (الملك) فهد الجوية بالحوية (الطائف).

٤ ـ قاعدة (الملك) فيصل الجوية في تبوك.

٥ ـ قاعدة (الملك) خالد الجوية في خميس مشيط.

٦ـ قاعدة (الأمير) سلطان الجوية في الخرج، وتعمل كمقر للقوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

٧ ـ قاعدة الرياض الجوية في مدينة الرياض: للطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والطائرات المحلية، وكذلك لطائرات التزود بالوقود، وطائرات الأواكس، وطائرات النقل، ومن هذه القاعدة كانت تنطلق صواريخ باتريوت أثناء حرب الخليج الثانية.

٨ ـ قاعدة حفر الباطن الجوية: يوجد بها قاعدة خاصة بطائرات إف ١١١ المتقدمة جداً في أعمال التجسس، واستعملت للطائرات العمودية الفرنسية وطائرات الإسناد الجوي القريب، وطائرات التدريب الأمريكية.

٩ ـ قاعدة (الملك) عبد العزيز البحرية بالدمام.

١٠ ـ قاعدة (الملك) فهد البحرية بالجبيل.

١١ ـ القاعدة البحرية في جدة.

١٢ـ تم إنشاء قاعدة تموين وإمداد أثناء حرب الخليج الثانية إلى الشمال من قرية النعيرية (شمال شرق) حيث تمتد سلسلة من التلال على بعد ٦٠ كم من الحدود، وقد تم حفر كهوف في بطون هذه المرتفعات لتموين الوقود والذخائر بأنواعها وغيرها.

١-٤: المطارات المدنية

تم الاستفادة من المطارات المدنية الواحد والعشرين المنتشرة في البلاد، حيث أضيفت لها مدارج جديدة وعدّلت أطوال بعض المدارج القديمة في هذه المطارات لتصبح صالحة لاستقبال طائرات النقل العملاقة C-٥ ، وأنشئت أعداد كبيرة من المهابط الإضافية في المنطقة الشرقية وفي مدينة (الملك) خالد العسكرية بحفر الباطن.

البحرين

يعود التّواجد الأمني الغربي في البحرين إلى منتصف القرن التاسع عشر مع الاستعمار البريطاني، وقد تمّ ملء الفراغ الأمني الأجنبي الذي خلّفه رحيل البحريّة البريطانية؛ بالتّواجد الأمريكي، ففي عام ١٩٧١ وبعد إعلان استقلال البحرين عن بريطانيا؛ وقّعت حكومة البحرين مع أمريکا اتفاقيّة أمنيّة، سمحت بتأجير المرافق البحريّة والعسكريّة إلى القوّات الأمريكيّة.

وتُعدّ البحرين مقرّاً للأسطول الخامس للسّلاح البحري الأمريكي، وفي ديسمبر ٢٠١٤ أعلنت لندن والمنامة عن إقامة قاعدة عسكرية بريطانية جديدة في البحرين، لتكون أول قاعدة دائمة لبريطانيا في الشرق الأوسط منذ انسحابها من المنطقة عام ١٩٧١.

وستشكل القاعدة موطئ قدم عسكرياً محورياً للغربيين إلى جانب القاعدة العسكرية التي تستخدمها البحرية الأمريكية كمركز قيادة للأسطول الخامس في البحرين، إلى جانب قواعد عسكرية أخرى منتشرة في دول خليجية عدّة، أبرزها قطر والكويت.

أهم القواعد العسكرية في البحرين

قاعدة الجفير: تقع جنوب شرق العاصمة البحرينية المنامة، وتتمركز في قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس، حيث أن البحرين من أكثر الدول العربية تعاوناً مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الأمريكية وقد قدمت البحرين التسهيلات للبحرية الأمريكية منذ عام ١٩٥٥، وتوجد فيها قواعد دائمة لتخزين العتاد الأمريكي، ومنذ ١/٤/١٩٩٣ أصبحت المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الأفريقي.

واعتمد الوجود العسكري الأمريكي في البحرين حتى أحداث ١١ سبتمبر على سبعة مرافق عسكرية أمريكية، وحق استخدام مائة وعشرة مرافق عسكرية بحرينية، وتقع معظم المراكز القيادية البحرية الأمريكية في البحرين في المنامة في قاعدة دعم العمليات البحرية الممتدة على مدى عدة كيلومترات مربعة، والمحتوية على حوالي أربعين مركز قيادي أمريكي ترتبط بالقيادة المركزية للمنطقة الوسطى، وفي ١/٣/٢٠٠٠ وضعت بشكل دائم في المنامة كاسحة الألغام البحرية يو إس إس أردنت USS Ardent ، وكانت تلك القطعة البحرية الأمريكية الأولى التي تجعل من الخليج الفارسي مقراً دائماً لها. أما مرفق ميناء السلمان البحري الأمريكي، فمهمته لوجستية بالكامل، لتهجع فيه السفن الحربية وتتزود بالوقود.

ويعتبر مطار البحرين الدولي في المحرق منفذاً رئيسياً للحركة العسكرية الأمريكية، أما قاعدة الشيخ عيسى الجوية، فهي الحقل الجوي الأمريكي الرئيسي، وتستضيف حالياً طائرات الاستطلاع والمخابرات الأمريكية بشكل أساسي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق