التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الرد الإستراتيجي اليمني.. تأكيد المؤكد 

لم تأخذ السعودية كافّة التهديدات التي يطلقها الشعب اليمني ممثلاً بجيشه واللجان الشعبية، حول خيارات الرد الإستراتيجي على محمل الجد، معتقدةً أن هذا الكلام يدخل في سياق التهويل الإعلامي، وبالتالي لا خيار أمام اليمنيين سوى إستكمال مرحلة “الصبر الإستراتيجي”.

حتى أن العديد من الشعوب العربية التي تقف إلى جانب الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي، باتت في شك من أمرها حول قدرة الجيش واللجان على الرد بإعتبار أن العدوان إقترب من شهره السادس، فلو كان في جعبة الجيش وحركة أنصار الله أسلحة ردع جديدة لاستخدمت في صد المعتدي. ولكن كيف أصبح حال أشقاء الشعب اليمني بعد أن أطلق الجيش واللجان الشعبية صاروخ توشكا البالستي على مطار صافر في محافظة مأرب؟ وهل إقتنعت الرياض بأن أول الغيث كان صاروخ سكود على قاعدة الأمير خالد السعودية في خميس مشيط؟ وما هي إجراءات الردع الإستراتيجي المقبلة في وجه المعتدي السعودي؟

 

الصواريخ الإستراتيجية

قبل الدخول في الإجابة على الأسئلة المطروحة، لابد من مقدمة توضيحية عن صاروخ توشكا، وكذلك قد يكون من المفيد التطرق إلى الصواريخ الإستراتيجية اليمنية الأخرى. 

صاروخ توشكا الذي يسميه الناتو SS-٢١ هو صاروخ أرض- أرض، تكتيكي، قصير المدى، مجهز على عربة، وعربة خاصة بالتعمير الميداني. أقصى مدى للتوشكا ١٢٠ كم، ونصف قطر التدمير يبلغ ١٦٠ م، وهو صاروخ روسي المنشأ، عالي الدقة برأس حربي ٥٠٠ كغ، وهو من بين أدق الصواريخ التي تملكها بعض الجيوش العربية، ومنها الجيش اليمني .

ويمتلك الجيش اليمني عددا من هذه الصواريخ، ضمن ترسانة الصواريخ البالستية التي زعم النظام السعودي أنه دمرها في الأيام الأولى للعدوان. ويعد إطلاقه في هذه المرحلة المتقدمة من الحرب إنجازا كبيرا يحسب للجيش اليمني؛ خصوصا مع امتلاك السعوديين أجهزة رصد، واستعانتهم بالقدرات الأمريكية التي تستطيع منع إطلاق أي صاروخ بالستي .

وقد يعتقد البعض أن صاروخ توشكا هو “الخرطوش” الأخير في جعبة اليمنيين، إلا أن مصدراً روسياً أكّد امتلاك الجيش اليمني وتحديدا قوات الحرس الجمهوري لصواريخ سرمات الروسية المتطورة والتي اشترى منها الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح نحو ٩٠ صاروخا ابان فترة حكمه لليمن .

والى جانب هذا النوع من الصواريخ اكد المصدر امتلاك الحرس الجمهوري اليمني ما لا يقل عن ٧٠٠ صاروخ كوري متطور بعيد المدى .

وصرح الشيخ ياسر العواضي الامين العام المساعد للموتمر الشعبي العام يوم امس في تغريدة على تويتر ان الجيش اليمني يمتلك ثلاثين الف صاروخ توشكا ولونا وان الرئيس صالح اعد الجيش اليمني ليقاتل خمسين عاما لان المؤامرة ستكون كبيرة على اليمن على حد قوله .

اذاً، يتضح أن الجيش اليمني يمتلك حالياً صواريخ أقوى من تلك التي إستخدمها، كما أن أي جيش في العالم لا يفصح عن كامل ما في جعبته، ما يفتح باب التساؤل حول نوعية الصاروخ الإستراتيجي الثالث في مواجهة العدوان، أي بعد سكود وتوشكا.

 

إلى أين؟

بعد الرد الحاسم على مطار صافر الذي أدى إلى مقتل أكثر من ٩٠ مقاتل، نصفهم من الإمارات، مقابل معلومات مؤكدة للجيش اليمني توضح أن حصيلة القتلى فاقت الـ٣٠٠، باتت السعودية على مفترق طرق، بإعتبار أن مقولة “الرد الإستراتيجي” باتت أمراً واقعاً لا مناص منه.

وفي الحقيقة، لم يعد تجاهل السعودية لتهديدات أنصار الله والجيش اليمني يجدي نفعاً، لأنه بات في حكم المؤكد لدى الشعوب العربية، قبل أنظمتها، وبالتالي فإن الجميع بإنتظار المرحلة المقبلة من الرد أو إنهاء العدوان.  

وعند الحديث عن المرحلة المقبلة للعدوان، لا بد من النظر إلى العمق السعودي الذي بات ضمن معادلة الرد، كما أن معركة صنعاء سترسم مستقبل اليمن لعشرات السنين. ومن جانبها تستعد أنصار الله للتقدم في داخل العمق السعودي، في حين أن هناك معلومات عن قيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح لمعركة صنعاء.

القيادة العامة للحرس الجمهوري دعت كافة الشعب اليمني للوقوف صفاً واحداً لمساندة قوات الجيش والامن والمرابطين في جميع المناطق والاستعداد لأشرس معركة واخر معركة وهي معركة نكون او لا نكون . وأضاف بيانها: “نتوعد ونعاهد الله ونعاهدكم جميعاً ان ردنا على العدوان سيكون بمثل عدوانهم على الشعب اليمني وان الدماء اليمنية لن تروح هدراً واننا سوف نكون عند حسن ظن الوطن وظن الشعب اليمني وسنحطم كل المخططات الارهابية التي تستهدف السيادة اليمنية” .

اذاً، إن مقولة الرد الإستراتيجي باتت في حكم المؤكد لدى المعتدي السعودي، الذي يبحث حالياً عن الخيارات المقبلة لحركة أنصار الله والجيش اليمني في محاولة منه لتفاديها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، هل سيكون الرد اليمني، على الأراضي اليمنية، أم السعودية؟ أم ستدخل الإمارات ضمن دائرة الرد المباشر؟ دعونا ننتظر ولا نستبق الأمور.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق