الاحتجاجات المناهضة للعدوان على اليمن، يقظة شعبية وتحديات جديدة
قوى العدوان السعودي منذ يومها الأول فاقدة للأهداف في عدوانها، فهي وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء العدوان لم تستطع تحقيق أي من أهدافها سواء المعلنة منها أو الخفية، وجل ما تمكنت منه تمثل بضرب المدنيين وتدمير البنى التحتية والإقتصادية والمرافئ والموانئ والمدارس والمستشفيات. صحيح ان ضرب الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية هدف من أهداف العدوان السعودي، إلا أنه وسيلة للوصول إلى اركاعه وسلب الإرادة منه لتطبيق المشروع الغربي الإستعماري وهو ما لم يحصل حتى الان ولن يحصل.
في المقابل فاليمنيون وأمام هذا العدوان وبالرغم من حجم الضرر المترتب عليه صمدوا وأعلنوا منذ اليوم الأول للعدوان أنهم بصدد الدفاع عن بلدهم ليس إلا، وهم اعتمدوا لذلك استخدام كافة الوسائل بشكل تكتيكي تصاعدي، وتركوا المفاجآت في زمانها المناسب وبهدف اعطاء الفرصة للمخدوعين والمغرر بهم من مرتزقة جلبوا من بلدان متعددة، وآخر هذه المفاجآت کان قيام الجيش اليمني باستهداف معسكر لقوى العدوان السعودي في صافر اليمنية بصاروخ توشكا ما أدى لإنفجار المخازن فيها ومقتل أكثر من ١٣٠ جندياً من قوى العدوان السعودي فضلا عن الجرحى وتدمير الآليات. هذه المفاجآت تولد تحركاً شعبياً ناقماً من قبل شعوب البلدان التي تشارك أنظمتها في العدوان على اليمن.
تبرير عدوان لا مبرر له، أمثلة تدحض الادعاءات ويقظة شعبية
قبل بدء العدوان السعودي على الشعب اليمني وجيشه وما بعده ضخت وتضخ قوى العدوان في وسائل اعلامها الحديث عن ان هذا العدوان يأتي في سياق الواجب الوطني والحس الأمني الذي يفرضه واقع التطورات، فهي تتحدث حيناً عن خطر تشكله حرکة أنصار الله اليمنية والجيش اليمني وعن خطر ايراني ينمو في اليمن حيناً آخر، والسؤال الأكبر الذي يطرحه الشعب السعودي بالدرجة الأولى مقابل اعلام العائلة الحاكمة هو عن الدليل الذي يبرر العدوان في سياق الواجب الوطني والأمني، ومما يزيد من أهمية هذا السؤال حجم الخسائر التي تتكبدها قوى العدوان السعودي على كافة الأصعدة.
الشعب السعودي يرى يوماً بعد يوم أن أنصار الله والجيش اليمني وبالرغم من الإعتداء على بلدهم إلا أن أکثر من خمسة اشهر على بدء العدوان لم تجرهم لإطلاق أي صاروخ على المناطق المدنية في السعودية فضلا عن الدول الأخرى المشاركة كالإمارات. وبالرغم من امتلاكهم امكانات صاروخية كتوشكا الأخير إلاّ أن الأهداف بقيت باستهداف القوى والعناصر المسلحة المعتدية ليس إلا. والشعب السعودي كما الإماراتي وغيرهم يدركون اليوم جيداً أن لا وجود لأي تدخل ايراني في اليمن ولا غيرها من البلدان، بل العكس تماماً حيث قوات العائلة الحاكمة في السعودية والإمارات هم من يعتدون على الشعب اليمني ويتدخلون في مجريات صنع الحوار، وهم الذين دمروا بناه التحتية وأزهقوا الاف الأرواح حتى الان ويفاوضون على ذلك في وقف العدوان، وهم الذين انتهكوا سيادة البحرين ويتدخلون في العراق وسوريا وغيرها من بلدان الجوار وأن لا صحة لكل الأكاذيب حول خطر ايراني في المنطقة، بل على العكس ايران تعمل على نقل تجاربها الدبلوماسية التي ترجمت اخيرا في الاتفاق النووي، وصمودها للحصول على حق شعبها في بناء تطور تكنولوجي علمي مثمر، وايران هي التي تريد وتعمل على بث روح السلام والمحبة والتعاون من خلال جهودها بدعم القضايا المحقة وارسال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني والفلسطيني.
قمع الحريات والتعمية الاعلامية مقابل اليقظة الشعبية
أمام اليقظة الشعبية السعودية الإماراتية والرغبة للتعبير عنها والإعتراض على سياسات أنظمتهم اتجاه العدوان على اليمن وغيرها من السياسات التي لم تجر حتى الان إلا تدهور الأوضاع في بلدانهم على كافة الصعد لا سيما قتلى جنودهم، في مقابل ذلك فالشيء الذي يقف حائلا ومانعا في رغبتهم للتعبير هو طبيعة أنظمة بلدانهم العائلية الإرثية الدكتاتورية، هذه الطبيعة تولد كبتاً وشعوراً رافضاً لخنق الحريات خاصة بالنسبة لعوائل الضحايا الذين يتألمون ألما لفقد فلذات اكبادهم فضلا عن الم تدهور أوضاع بلدهم. وما يزيد الوضع سوءا هو التعمية الإعلامية على المستويين الداخلي والخارجي، خارجيا تخفي وسائل اعلام العائلة الحاكمة في السعودية والإمارات اعداد القتلى والخسائر الهائلة التي تتكبدها في عدوانها على اليمن.
وداخلياً تكمن في التغطية على موجة عدم الرضا الشعبي على هذا العدوان، ولكن ما ظهر للعلن مؤخراً وبحسب مصادرنا المطلعة هناك أن اليومين الماضيين شهدا تظاهرات لعوائل القتلى السعوديين والجرحى حتى الان في اليمن وقد تظاهر المحتجون أمام وزارة الدفاع في الرياض على خلفية عدد القتلى الذين سقطوا في صافر اليمنية، وقد حمّل المتظاهرون المسؤولية للعائلة الحاكمة لمقتل أبنائهم، وقد أکد شهود عيان لموقعنا أن المسؤولين في الوزارة لم يبدوا اي اهتمام لمطالب المحتجين، وتركوهم لساعات حتى يتفرقوا. كما أن مطالب العشائر السعودية في جنوب السعودية واستنكارهم المتكرر لاعمال العائلة الحاكمة بحق الشعب اليمني ومطالبهم بالإنفصال عن السعودية والإلتحاق باليمن دليل آخر على عدم الرضا الشعبي على هذا العدوان فضلا عن الإستنكار الشعبي في شرق السعودية ايضاً. فالوضع الحالي في اليمن يعيد الذاكرة إلى الإحتلال الامريكي للعراق وأفغانستان وفيتنام والذي لم يجر لها إلا الخيبة والعار.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق