الأبعاد والدلالات وراء الصخب الإعلامي والرسمي الأخير بتدخل بري في سوريا
اشتدت الحملة الإعلامية والتصريحاتية في الآونة الأخيرة ضد سوريا وشعبها اعلامياً ورسمياً، هذه الحملة ارتكزت في ظاهرها على نية لدى المحور المعادي لسوريا بشن حملة عسكرية بريّة عليها، الحملة العسكرية تأتي في ظاهرها لضرب جماعات التخريب والتدمير فيها وتستبطن في الواقع والحقيقة إحكام السيطرة على المشروع الغربي الاستعماري التدميري التقسيمي فيها، وهي تأتي مكملة للحملة العسكرية الجوية التي بدأت منذ سنتين، وبغض النظر عن الجدية من هذه الحملة يبقى السؤال الأول والرئيسي عن الأبعاد والدلالات من وراء طرح مشروع الحملة العسكرية البرية هذه، والآلية المستخدمة لطرح هذا المشروع؟
الآلية المستخدمة للطرح
١- قضية المهجرين السوريين… تهيئة الأرضية:
تعمل وسائل الإعلام الغربي وإعلام بعض الأنظمة العربية العائلية على اثارة مشكلة هجرة السوريين من بلدهم إلى البلدان الأوروبية على كونها مشكلة تولدها طبيعة الحرب الدائرة في سوريا بغض النظر عن المسؤول، وهم بذلك يريدون ضرب عصفورين بحجر واحد، أي إنهم يريدون أن يحضروا الأرضية مستقبلاً لتقبل امكانية تدخلهم العسكري البري في سوريا بهدف اعادة الوضع إلى حاله ووضع حد لمشكلة التهجير تحت عنوان وشعار الأهداف الإنسانية السامية والديمقراطية والإستقرار كما حققتها في العراق وأفغانستان. وهي تستفيد من جهة ثانية بتحضر الأرضية لإعمال تغيير ديمغرافي في سوريا بعد ان أصبح عدد من لديهم القابلية للهجرة ٧ ملايين شخص من اصل ٢٣.
٢- المواقف الأخيرة في باريس ولندن
اعلنت فرنسا في وقت سابق أن طائراتها ستبدأ بطلعات جوية بدءً من ٨ ايلول من الشهر الجاري فوق سوريا كخطوة أولى لإنضمامها للإئتلاف الدولي المزعوم، هذا الإنضمام الجديد يعد تدعيماً للخطوات الأمريكية السابقة التي برزت تحت عنوان مكافحة الفكر التدميري التخريبي للإطاحة بالجيش السوري ومقوماته وفصل المناطق السورية ووضع حدود داخلها يمنع تجاوزها من قبل الجيش السوري من جهة وجماعات التدمير والتخريب من جهة أخرى تحضيراً للمشروع التقسيمي. كما أن البرلمان البريطاني في شهر اكتوبر/تشرين الأول المقبل سينظر في مقترح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشأن بدء العمليات العسكرية على الأراضي السورية وهي التي تصب في نفس الخانة سابقة الذكر.
٣- زيارة سلمان لامريكا… موجة اعلامية رافضة لخطة دي ميستورا
خطة دي ميستورا بخصوص سوريا والتي تعطي الاولوية لوضع ملف مكافحة جماعات التخريب والتدمير على طاولة أي حل سياسي وبغض النظر عن خلفيات الطرح ونواياه ومدى فعاليته في الإجراء إلا أنه خلال الفترات الأخيرة وخاصة المصاحبة لزيارة سلمان لأمريكا ولقائه بالرئيس الأمريکي باراك أوباما فقد تم تسليط الضوء بشكل كبير على أن هذه الخطة غير مجدية، ويأتي هذا الصخب الإعلامي الأخير أيضا ضمن آليات الترويج للتدخل العسكري البري بغض النظر عن مدى جديته.
الأبعاد والدلالات وراء الصخب الإعلامي بتدخل بري
١- قوة دفع معنوية لهزائم اعداء الشعب السوري: بعد دخول العام الخامس على بدء الحملة الكونية التدميرية التخريبية لسوريا بيد جماعات الغرب الإستعماري، ومع التشديد الروسي على مواقفه اتجاه حماية الشعب السوري وحكومته والتي تُرجمت مؤخراً بنية الحكومتين السورية والروسية بناء قاعدة روسية على الساحل السوري أكثر أهمية وفعالية من طرطوس، والدعم الروسي الأخير عسكرياً والذي تمثل بالخبراء العسكريين الذين أُرسِلوا إلى سوريا، كله صبّ في خانة تقوية الموقف السوري، ولهذا تأتي التصريحات الأخيرة كدعم لمحور الغرب الإستعماري وجماعاته التدميرية التخريبية.
٢- الخلافات الأمريكية الواسعة في الداخل السياسي، والتوافق النووي الأخير على حق ايران المشروع ورفع العقوبات عنها دفع الإدارة الأمريكية إلى اعلان تصعيد في المواقف الأخيرة بشأن سوريا والتي جاءت كترضية للجهات المعادية لهذا البلد من جهة وحفظ التوازن داخل الإدارة الأمريكية من جهة أخرى. وترى امريكا والغرب الإستعماري أن التوافق النووي الأخير دفع بالعائلة الحاكمة في السعودية والكيان الإسرائيلي لإتخاذ موقف سلبي اتجاهه، وقد لجأت إلى التصريحات الأخيرة بهدف احداث توازن في علاقاتها من جهة ودعم مصالحها بضرورة الإتفاق من جهة أخرى.
٣- حفظ التوازن لإضعاف سوريا: تعمل الإدارة الامريكية والغرب الإستعماري على حفظ التوازن العسكري بين الشعب السوري وجماعات التدمير والتخريب بهدف اضعاف سوريا، ولذلك فهي تعمل على تصعيد المواقف تجاه الشعب السوري وحكومته تارة وضرب جماعات التخريب والتدمير التي تدعمها تارة أخرى، وعليه فإن الغرب الإستعماري لا يرى في جماعات التخريب والتدمير مشروعها المستقبلي بل يتوقف الأمر عند أداء مهمتها التدميرية ليس إلا.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق