اتفاق فيينا النووي وتأثيره الايجابي على شتى مجالات التعاون بين روسيا وايران
اعلن رئيس شركة “روس اتم” الروسية مؤخرا عن بدء بناء المفاعل النووي الثاني الذي تبنيه شركته في مدينة بوشهر جنوبي ايران مضيفا بان عمليات البناء جارية حسب ما هو مخطط لها، ويأتي هذا الاعلان الروسي بعد ان هيأت الاجواء الدولية الجديدة بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب الظروف للتعاون النووي بين ايران وروسيا بشكل اكبر على الرغم من ان هذا التعاون يعتبر قديما وان موضوع بناء مفاعلات اخرى في ايران هو ايضا موضوع قديم.
ومن المتوقع ان تشهد الأشهر القادمة مزيدا من التعاون النووي الواسع بين الجانبين الايراني والروسي حيث يريد الروس ان يحتفظوا بمكانتهم كأكبر شريك نووي لايران وهذا ما يمكن اعتباره هدفا استراتيجيا للروس.
وفي سياق تعزيز العلاقات بين روسيا وايران يجب الاشارة ايضا الى التعاون العسكري بين هاتين الدولتين والذي سيزداد في المستقبل ايضا لأن ايران تعتبر احد الزبائن التقليديين للاسلحة الروسية بعد انتصار الثورة الاسلامية كما ان الروس ينظرون الى ايران كسوق مناسبة لبيع اسلحتهم.
ان ايران لم تكن قادرة خلال الفترة الماضية على شراء الاسلحة من الكثير من البلدان الغربية كما ان الكثير من البلدان الغربية لم ترغب اصلا في بيع السلاح لايران في وقت كانت روسيا لاتتبع هذا القانون غير المكتوب وكانت تبيع السلاح لايران، ومن جانب آخر كان الروس ينظرون الى ايران كسوق مناسبة لبيع اسلحتهم نظرا الى حاجة الروس للاموال وللعملات الصعبة ولذلك تعاونت ايران وروسيا خلال الفترة الماضية في هذا المجال وتم عقد صفقات عديدة بين البلدين في هذا المجال لكن مع اشتداد العقوبات الدولية المفروضة على ايران تأثرت العلاقات العسكرية الايرانية الروسية سلبا بهذه العقوبات وعلى سبيل المثال احجمت روسيا عن تسليم صواريخ اس ٣٠٠ المتطورة المضادة للطائرات والصواريخ الى ايران.
اما الآن وبعد انتهاء المفاوضات النووية بين ايران والدول الست وحصول اتفاق بين الجانبين يبدو ان الروس لايرغبون في البقاء ضمن قواعد اللعبة القديمة وهم يعتقدون ان بامكانهم ان يلتزموا بصفقات الاسلحة القديمة التي عقدوها مع ايران وينفذوا التزاماتهم ولذلك نرى طرح موضوع تسليم صواريخ اس ٣٠٠ الى ايران مجددا مع العلم بأن هناك مستجدات طرأت على موضوع تسليم هذه الصواريخ الى ايران لأن هذه الصواريخ لم تعد تنتج في روسيا وقد جرى تحديثها وان الروس باتوا ينتجون صواريخ اس ٤٠٠ و اس ٥٠٠ ولذلك يمكن القول ان هناك صفقة ما ستتم بين ايران وروسيا وستكون هناك مجالات جديدة للتعاون العسكري بين الجانبين.
ومن ناحيتهم لم يعد الروس ينظرون الى صفقات بيع السلاح لايران من الناحية الاقتصادية فقط بل انهم يعتقدون بضرورة اعادة التوازن العسكري الى منطقة الشرق الاوسط بعد ان اختل هذا التوازن بسبب العقوبات الغربية المفروضة على ايران ومنع بيع السلاح لهذا البلد في وقت كانت الدول العربية الموجودة في المنطقة تكدس انواع الاسلحة الغربية المتطورة لديها.
ان السياسة الروسية في الشرق الاوسط هي الحفاظ على توازن القوى في هذه المنطقة من خلال بيع الاسلحة لايران كما ان الروس يرغبون في الدخول الى السوق الايرانية ايضا، وهنا يجب الاشارة إلى ان الضغوط التي تتعرض اليها روسيا بسبب الازمة الاوكرانية والملفات الاخرى العالقة بين روسيا والغرب قد دفعت روسيا نحو الانتقام من الدول الغربية من خلال دعم ايران وباقي الدول المعادية للغرب.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق