التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

انطلاق جلسات الجدل البيزنطي اللبناني والبداية كما النهاية 

من جديد عقدت جلسة للحوار بين الفرقاء اللبنانيين، الدعوة هذه المرة كانت من رئيس البرلمان نبيه بري، اقبل المجتمعون على الحوار بحماس كبير، أخفى رغبة جامحة لدى البعض بالظهور الاعلامي بمظهر الراغب بالحل والمزايدة الاعلامية على الحرص على وطن يكاد لايمر فيه موضوع لا تشريعي ولا تنفيذي ولا خدمي دون خلق ألف مشكل له، وما أن طرح البند الاول من لجدول الأعمال حتى طارت الجلسة وعاد الأمور الى المربع الأول.

التأمت طاولة الحوار اذاً في مجلس النواب على وقع حراك شعبي لم يهدأ في بيروت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وفي ظل إجراءت أمنية مشددة، بدأ  الحديث عن موضوع المقعد الرئاسي الشاغر في لبنان الشغل الشاغل للبنانيين، بعد شغور تجاوز العام ونصف العام فدخلوا الحوار بالتمنيات، فطار الحوار من أوله.

الحوار الدائر بين ١٦ شخصية تمثل أقطاب الحوار في لبنان انفرط قبل الوصول الى البند الثاني ظهر جلياً على الطاولة الحوارية. فريق وفي مقدمه التيار الوطني الحر وحلفاؤه يدعو إلى الاحتكام إلى الشعب، بعد أن سدت المنافذ الدستورية أو السير بقانون انتخاب وفق القانون النسبي، يؤمن الشراكة الفعلية والفريق الآخر المتمثل بتيار المستقبل، وحلفائه يتمسك برأيه القائل بإجراء انتخابات رئاسية فوراً، وعلى هذا المنوال بقيت المحادثات تدور حول نفسها من دون أن تخلو في بعض الأحيان من المناوشات الكلامية، لكن الجلسة انتهت كما بدأت بهدوء على عكس الشارع .

وحدهم المتظاهرين في ساحة النجمة وسط لبنان ربما الذين سمعوا بالجلسة من عامات اللبنانيين، فمواضيع كهذه لم تعد تشغل الرأي العام اللبناني، ربما لنتيجة المعروفة مسبقاً، حوار وكلام …تخوين واتهام، حيث استقبل المتظاهرين رؤساء الكتل النيابية المتجهين للحوار في ساحة النجمة برشق مواكبهم بالبيض، فيما رفعت عدد من الجمعيات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني على مقربة من الجلسة الحوارية شعارات تتهم كل الحكام بالفساد،  التحرك بقي حتى انتهاء جلسة الحوار سلمياً، ولم يشوبه أي توتر لكن المطالب نفسها .

وبين الشارع وطاولة الحوار لا مفر من الحوار والاستماع في الوقت نفسه إلى الشعب، وما بين الواقع والتمنيات، برزت مفارقة متمثلة بأن الحوار كما الحراك في بيروت، وعدا بالاستمرار حتى تحقيق الهدف، في حين يعتقد أغلب  الحاضرين على طاولة الحوار ان انعقادها افضل من عدمه لعلها في النهاية تصل الى قواسم مشتركة فيما رأى البعض ان الحوار لاعادة عملية انتقال السلطة بشكل هادئ، بات حاجة ملحة .

حزب الله بنواب كتلة الوفاء للمقاومة كان حاضراً في الحوار، ومتمسكاً في الوقت ذاته بالعماد عون كرئيساً، واعرب رئيس المجلس السياسي لحزب الله لبنان السيد ابراهيم امين السيد عن أمله في أن يُساهم الحوار بحلّ الأزمات ، وأكد رؤية حزب الله ، بأن يكون الرئيس المقبل يحمل الكفاءة والجدارة، و يكون لديه تاريخا ، و أن يكون لاعبا أساسيا للاسهام في ايجاد الحلول سواء للمشاكل الداخلية او التحديات في المنطقة، معتبرا ان الشخصية المؤهلة للعب هذا الدور و الأكفأ للرئاسة هو العماد ميشال عون .

وفي هذا السايق قال امين عام مجلس النواب اللبناني عدنان ضاهر في مؤتمر صحفي بعد جلسة مجلس النواب: تحدث المشاركون عارضين وجهة نظرهم في القضايا المطروحة مع التركيز على البند الاول المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول الى هذا الامر، حدد موعد الجلسة المقبلة يوم الاربعاء الواقع يوم ١٦ ايلول، الساعة الثانية عشرة ظهرا .

بدوره قال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لدى دخوله الى جلسة الحوار في ساحة النجمة أنه دعا الى “جلسة لمجلس الوزراء عند الخامسة من مساء اليوم لإيجاد حل لقضية النفايات الذي يضغط على الشعب”، معربا عن أمله في أن يشارك جميع الوزراء لإيجاد الحلول لهذا الملف”، واضاف سلام “اننا موجودون في رحاب المجلس النيابي تلبية لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للمشاركة في حوار نأمل في أن يكون فيه كل الخير لمستقبل هذا البلد وهذا الشعب، ننتظر من القوى السياسية أن تسهم بفاعلية وايجابية لإنجاح هذا الحوار للخروج من هذه الازمة”.

السعودية وتيارها كانت حاضرة في ملفات لبنان دائماً من موضوع الرئيس الى حتى النفايات، حيث نقلت صحيفة الوطن السعودية عن تيار المستقبل المقرب منها أن قيادة التيار إتخذت قرارا داخليا بالإنسحاب من جلسات الحوار في حال أخفق المجتمعون في إيجاد حل لأزمة إنتخاب رئيس الجمهورية، وقال المصدرالذي رفض الكشف عن إسمه إن رئيسي الوزراء السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة إتفقا على هذا الموقف، وإن التيار لن يشارك في مناقشة أي بنود أخرى قبل الإنتهاء من هذا الملف، خطوة رأها البعض من باب المزايدة الاعلامية ليس أكثر.

 

 

من جانبه اعتبر عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النيابي في لبنان النائب عباس هاشم ان طاولة الحوار هي مجلس تأسيسي لبداية التغيير والإصلاح فهي تختزل مجلس النواب بالقوى السياسية المشاركة، معتبراُ  إن “من يرفض الحوار الوطني يؤكد عدم صدقية قضيته التي يحملها”، واضاف ان “وصول طاولة الحوار إلى نتائج مرتبط بحرية المشاركين في اتخاذ قرارات بعيدا عن أي مرجعية خارجية”، ورأى ان “بوابة الحلول تفتح بالتوصل إلى قانون انتخابي على أساس النسبية “.

 

من جهة ثانية، لفت هاشم، الذي يتنمي الى لكتلة الجنرال ميشال عون النيابة،الى “وجود فجوات في خطة حل أزمة النفايات على الرغم من إقرارها في مجلس الوزراء”، واعتبر هاشم ان “الموافقة على الخطة تبقى مشروطة بموقف البيئات التي قررت الحكومة إقامة مطامر فيها ” ، رافضاً “اتهام البعض لتكتل التغيير والاصلاح بعرقلة حل ملف النفايات لأغراض سياسية”، واشار الى ان “التكتل اُبعد بقوة عن تقديم اقتراح لحل الأزمة “.

اذن انتهت جلسة الحوار الأولى بين السياسيين في لبنان، على صوت شعب يقول بصوت واحد” وتيتة تيتة تيتة ..متل مارحتي متل ماجيتي”.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق