التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

في حال خدمة المصالح الأمريكية، فان الإرهاب لم یعد إرهاباً! 

عندما يكون الإرهاب يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية، ومحور الإرتجاع العربي في المنطقة، عندئذ فان هذا النوع من الإرهاب ليس فقط لم يحارَب من قبل واشنطن ويتم تعديل إسمه من خلال الصاق الأسماء البراقة والجميلة علیه، مثل «المعارضة المعتدلة» و«عملية الدفاع عن النفس»، بل يصبح هذا الإرهاب مدعوماً بجميع الوسائل من قبل أمريکا أيضاً. وفي هذا السياق يمكن الإشارة الی ما بات يعرف بـ “المعارضة المعتدلة” السورية وفق التعريف الأمريكي، حيث أن هذه المعارضة هذه الأيام أصبحت تحظی بجميع أشكال الدعم الأمريكي رغم إرتكابها جميع أشكال الإرهاب ضد الشعب السوري.

 

حيث أننا في هذه الأيام أصبحنا نسمع مجدداً، أن واشنطن تتحدث عن ضرورة تقديم المزيد من الدعم الأمريكي لهذه المعارضة المصنفة بالإعتدال من قبل واشنطن، رغم أن هذه المعارضة لم تتوان لحظة واحدة عن قصف المدن والاحياء السورية بالقنابل والصواريخ والغازات السامة، مخلفة مئات بل الآلاف من الشهداء والجرحی في هذه المناطق، فضلا عن تعاونها المباشر مع جماعة النصرة باعتبارها فرع القاعدة في سوريا وسائر الجماعات الإرهابية الاخری.

 

لا شك أن الجميع بات يعرف أن الإرهاب الحقيقي المتمثل في الكيان الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية الرئيسية الاخری في المنطقة، مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة، جميعها تستمد حياتها من الدعم اللوجستي والإستخباراتي الأمريكي، بالاضافة الی الدعم المالي العربي المقدم لهذه الجهات من قبل الرياض وبعض الدول العربية الاخری. إذن بات من المضحك جدا تصديق الدعاية الأمريكية بانها تعمل علی تضعيف داعش والجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الشرق الأوسط.

 

وفي هذا السياق أكدت قناة روسيا الیوم علی موقعها الإلكتروني أن أمريكا باتت تتدخل أكثر من اي وقت مضی في الشأن السوري من خلال تواجد عناصرها الإستخباراتية وقواتها الخاصة، حيث بدأت عملها في الأراضي السورية بالفعل. وتاتي هذه التدخلات الأمريكية السافرة، للقيام بمزيد من زعزعة الامن والاستقرار في سوريا تزامنا مع تصريحات «جان كيري» وزير الخارجية الأمريكي، التي أكد خلالها عن خطط جديدة لاشراك قوات عربية لدخول الأراضي السورية، بالاضافة الی مساعي أطراف أمريكية للإستفادة من التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وكذلك المعارضة المصنفة أمريكيا بالمعتدلة، لمقاتلة القوات السورية. وفي هذه الأثناء نقل موقع قناة الحرة عن الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «بيتر كوك»، أن «إدارة الرئيس باراك أوباما تنظر في حل الإشكالیات المتعلقة بدعم المعارضة السورية المعتدلة».

 

وفي هذا السياق تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية خلال الأيام الماضية حول نية واشنطن تدريب مجموعة جديدة من المعارضة المصنفة أمريكيا بالمعتدلة، ونقلت عن المسؤولين الأمريكيين أنهم يحاولون هذه المرة أن لا يكرروا الأخطاء التي حصلت في تدريب هذه المعارضة خلال الفترة السابقة. هذا الأصرار الأمريكي علی تدريب الإرهابيين في سوريا يدل علی أن واشنطن لا تريد أن يعود الهدوء والإستقرار الی المنطقة. لذا يصبح من حق حلفاء النظام السوري وعلی رأسهم روسيا وإيران، العمل علی تقديم المزيد من الدعم للحكومة السورية الشرعية لمحاربة الإرهاب، ومن ضمنه جبهة النصرة، ممثلة القاعدة في سوريا وسائر فصائل جيش الفتح، وهذا الدعم سيحصل بالفعل، حيث أن روسيا وطهران أصبحتا تعدان خططاً لتعزيز قدرات الجيش السوري للقضاء علی المجموعات الإرهابية بشکل أوسع.

 

جميع المخططات التي طرحتها أمريكا بالتعاون مع المحور العربي المعادي لسوريا، خلال ما يقارب الخمسة أعوام الماضية، كانت في الحقيقة تهدف الی الإطاحة بالنظام السوري الشرعي ورئيس الحكومة المنتخب من قبل الشعب السوري، لكن جميع هذه الخطط باءت بالفشل بسبب الكثير من الأسباب، ياتي في مقدمتها الدعم المطلق الذي يحظی به النظام السوري من قبل شعبه وجيشه خلال هذه الفترة، بالاضافة الی دعم محور المقاومة لسوريا وكذلك الدعم الروسي. 

 

وبناءً علی الاحداث التي شهدتها الساحة السورية خلال الفترة الماضية، فانه من الواضح جدا أن الخطط الأمريكية الجديدة لتدريب قوات مقاتلة أخری لمحاربة النظام السوري الشرعي، وهذه المرة من خلال إشراك جبهة النصرة الإرهابية في هذه القوات، سينتهي بها المطاف بالفشل مجدداً، كما حدث لهذه الخطط سابقا، ولايمكن لهذه المساعي الأمريكية أن تؤثر علی الخطط الإستراتيجية لحلفاء سوريا في هذا البلد، لان موسكو وطهران بالاضافة الی المقاومة اللبنانية عازمون علی دحر آخر إرهابي ينشط في الاراضي السورية، دون أن تتغير مواقف هذه الجهات بعد مرور حوالي خمسة أعوام علی دخول الإرهاب الی سوريا. 

 

إذن بعد أن جرب حلفاء أمريكا الاقليميون مثل تركيا وقطر والسعودية، حظهم في اسقاط النظام السوري، ونالوا الفشل الذريع، فان واشنطن نفسها تريد هذه المرة أن تجرب حظها في هذا المسير من خلال دعم الجماعات الإرهابية مباشرة مثل جماعة النصرة، وما تطلق علیها إسم المعارضة المعتدلة، لكن مؤشرات الفشل بالنسبة لواشنطن باتت تلوح بالافق مجدداً، بعد تسرب معلومات جديدة تفيد بان موسكو دخلت مباشرة وهذه المرة بقوة أكبر علی خط دعم النظام السوري.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق