التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

العدوانان “السعودي على اليمن” و”الإسرائيلي على غزة” .. أوجه التشابه والتقارب في الأداء والهدف 

أظهرت وقائع العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ نحو ستة أشهر وجود أوجه تشابه كثيرة بينه وبين العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة. فما هي أوجه هذا التشابه وما الهدف من ورائه؟؟ 

 

الاجابة عن هذين التساؤلين يمكن إجمالها بالنقاط التالية:

١ – تركيز العدوانين الاسرائيلي والسعودي على الاهداف غير العسكرية في غزة واليمن لالحاق اكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين العزل وإلحاق اضرار كبيرة بالبنى التحتية للشعبين اليمني والفلسطيني بهدف تحطيم معنويات المقاتلين المدافعين عن هذين الشعبين وإرغامهم على الاستسلام أمام ارادة تل أبيب والرياض لفرض إملاءاتهم على هذين البلدين. 

٢ – حظي كلا العدوانين بدعم اقليمي ودولي شاركت فيه الدول الحليفة لتل أبيب والرياض وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا ودول مجلس التعاون ماعدا سلطنة عمان، بالاضافة الى تركيا والاردن ومصر والمغرب ودول اخرى بينها باكستان التي رفض برلمانها في وقت لاحق الاستمرار بدعم السعودية في عدوانها على اليمن. 

٣ – تخاذل الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي في إدانة العدوانين وعدم القيام بمسؤولياتهما القانونية تجاه الشعبين اليمني والفلسطيني وغض الطرف عن الجرائم السعودية والإسرائيلية التي ترتكب بحقهما. أي بمعنى آخر المساواة بين الضحية والجلاد أو الوقوف الى جانب الجلاد ضد الضحية في أكثر الاحيان. 

٤ – استهداف محور المقاومة والدول الداعمة له وفي مقدمتها إيران وسوريا من أجل إضعاف هذا المحور الذي يتصدى بقوة وشجاعة للمشروع الصهيو- أمريكي الرامي الى تمزيق المنطقة. 

٥ – خرق القوانين والاعراف الدولية المتعلقة بالحروب والذي تجلى بوضوح خلال استهداف القوات السعودية والاسرائيلية للمدنيين العزل في اليمن وغزة وفرض الحصار الظالم والشامل على الشعبين الفلسطيني واليمني.

٦ – الاعتراضات والتظاهرات الشعبية الواسعة التي انطلقت في مختلف انحاء العالم لإدانة العدوانين الإسرائيلي والسعودي والتي طالب خلالها المحتجون بالوقف الفوري لهذين العدوانين وتقديم مرتكبي الجرائم الشنيعة بحق الشعبين الفلسطيني واليمني الى المحاكم الدولية. 

٧ – تجنيد الماكنة الاعلامية الغربية الضخمة لدعم هذين العدوانين ومحاولة تبرير الجرائم السعودية والإسرائيلية والسعي لإلقاء اللوم على المدافعين عن الشعبين اليمني والفلسطيني وبالخصوص حركة (انصار الله) في اليمن وحركتي (حماس) و(الجهاد الاسلامي) في فلسطين المحتلة. 

٨ – التنسيق والتعاون الشامل بين الجانبين السعودي والإسرائيلي في شن العدوان على الشعبين اليمني والفلسطيني. وهناك وثائق وأدلة كثيرة نشرتها العديد من وسائل الاعلام العالمية تبين حجم وطبيعة هذا التعاون من بينها ارسال الكيان الإسرائيلي خبراء عسكريين ومقاتلات حديثة من طراز (أف ١٦) امريكية الصنع لدعم الجيش السعودي في عدوانه على اليمن بالاضافة الى تزويده بصور جوية ملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية عن مواقع وتحركات الجيش اليمني. وفي مقابل ذلك أكدت العديد من وسائل الإعلام الغربية بأن السعودية أعطت الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي لبدء عدوانه الأخير على قطاع غزة، وهو ما أشار اليه بالادلة والوثائق الكاتب والصحفي المعروف (ديفيد هيرست) عبر مقال نشره في موقع (هافينغتون بوست) الإخباري وحمل عنوان “الهجوم الإسرائيلي على غزة تمّ عن طريق أمر ملكي سعودي”، مشيراً الى ان هذا الأمر ليس أقل من سر مفضوح في الکيان الإسرائيلي ويتحدث عنه بارتياح جميع المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين. وأوضح هيرست بأن مسؤولين من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يجتمعون بانتظام مع مسؤولين من الاستخبارات السعودية وبات التنسيق مفتوحاً بين الجانبين، مشيراً الى أن الوجه العام لهذا التقارب كان يتم خلال العدوان الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة عن طريق رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل (ابن شقيق الملك عبد الله) والجنرال (عاموس يادلين) رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق. 

 

والتساؤل المطروح هنا: لماذا يتشابه العدوان السعودي على اليمن مع العدوان الإسرائيلي على غزة وما هي الرسالة التي تسعى الرياض وتل أبيب لايصالها من وراء شن هذين العدوانين؟! 

 

للاجابة عن هذا التساؤل نقول باختصار بأن الهدف الرئيسي والرسالة المراد إيصالها هي أن على الشعبين اليمني والفلسطيني أن يدفعا ثمناً باهظاً ويقبلا بالإملاءات الإسرائيلية والسعودية والعيش تحت رحمة حكام آل سعود وحكام تل أبيب ويتخلا عن مبادئ العيش بحرية وعزة وكرامة طالما بقيا صامدين ويدعمان المقاومة ضد المشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة ويسعيان الى تحقيق الاستقلال وتحرير الاوطان من نير الاستعمار والتدخل الاجنبي وعملائهما والمتآمرين معهما ضد أمن ومستقبل البلاد.  

 

ولكن التساؤل الأكثر الحاحاً والذي يبحث عن إجابة أكثر من سابقه هو: إذا كان للعدوان الإسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين ما يبرره بإعتبار ان الفلسطينيين مسلمون وليسوا يهوداً، فما هو المبرر للسعودية كي تهاجم الشعب اليمني المسلم وهي تدّعي الاسلام والدفاع عن المسلمين الذين يتوجه الملايين منهم سنوياً لحج وزيارة الديار المقدسة التي تشرفت بها أرض الحجاز والتي استولى عليها آل سعود ظلماً وعدوانا في غفلة من الزمن؟! أفلا يستحي آل سعود من ارتكاب الجرائم البشعة ضد هذا الشعب وكيف يمكن أن يبرروا قتل أبنائه بالصواريخ والقذائف الأمريكية والإسرائيلية التي أنفقت الرياض لشرائها عشرات المليارات من الدولارات من أموال المسلمين التي جناها آل سعود من واردات النفط الهائلة التي تستبطنها أرض الحجاز؟! 

 

الاجابة عن هذا التساؤل ليست صعبة ولا مثيرة للجدل كما يتصورها البعض؛ بل هي بسيطة وتكمن فقط في معرفة أن آل سعود ليسوا سوى حلقة من حلقات التآمر الصهيو – أمريكي على المنطقة، وما يقومون به من مؤامرات ودعم للجماعات الارهابية لقتل شعوب المنطقة ونهب خيراتها يأتي في سياق هذا المشروع التآمري الذي تسميه واشنطن “الشرق الاوسط الكبير أو الجديد” والذي تخفي وراءه نواياها وأهدافها الحقيقية الرامية الى تقطيع أوصال المنطقة والعبث بمصيرها ومقدراتها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق