التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

جماعة “بي كاكا” والإتهام التركي لايران 

 جماعات التدمير والتخريب في سوريا ومنذ بداية مشروعها في سوريا بدعم وتوجية من الغرب الإستعماري وتركيا وبعض الأنظمة العائلية العربية الحاكمة، والموقف والمنهجية التركية الرسمية اتجاه الأحداث في سوريا في منحى تصاعدي، اخر هذه المنهجية ما تمثل بحملات القطاع الجوي التركي ضد المناطق الكردية في كل من سوريا والعراق بشكل رمزي وتركية بشكل مركز، هذه الحملات وإن كانت بهدفها المعلن ضرب جماعات التدمير والتخريب وبالخصوص داعش إلى أنها في الحقيقة تعكس الأهداف الحقيقية من الموقف والمنهجية التركية الرسمية اتجاه الأحداث في سوريا، وتوضح السبب الحقيقي وراء الدعم الذي تقدمه لجماعات التدمير والتخريب، هذا الهدف بعنوانه الأول استشعار السلطة الأردوغانية لتغييرات في المنطقة يراد احداثها لن يكون فيه الملف الكردي بعيداً عن الإبتزاز للإستفادة في تحقيق المخطط، ناهيك عن مكاسب تركيا في وقوفها مع المحور الغربي الإستعماري كونها عضواً في الناتو والطموح للدخول إلى المنظومة الأوروبية إلى الفكر التوسعي الأردوغاني كلها عوامل بلورت الموقف التركي الرسمي اتجاه الأحداث في سوريا.

سلسلة من الإتهامات التركية ضمن سياق السياسة المنتهجة

بالتوازي مع الدعم التركي الرسمي للجماعات التدميرية التخريبية في سوريا فضلاً عن العراق فقد شنّت حملة اتهامات جائت في السياق التبريري من جهة في بعض الأحيان وضرب الخصوم في حين آخر، آخر هذه الحملات الإتهامية تمثلت بخصوص ايران معتبرة أنها تقف وراء دعم حركة (بي كاكا)، هذا ما جاء مؤخراً على لسان وزير الداخلية التركي ادري نعيم شاهين والذي اتهم ايران بتقديم الدعم لل (بي كاكا). يضاف إلى ذلك تصريح احمد قاسم مسؤول مكتب الحزب الكردي الديمقراطي التقدمي، الذي قال في حديث مع صحيفة أكشام التركية إن إيران هي من تدعم (بي كا كا) في تركيا. قاسم أشار في حديثه إلى أن “بي كاكا” يحتاج للدعم من أجل القتال. فمن أين تحصل ال “بي كاكا” على الدعم؟ وفي أي سياق يوضع الإتهام التركي لأيران؟

الإسقاط النفسي، وتبريرات السياسات الخاطئة

ما هو واضح للمتتبع للشأن التركي الأردوغاني وما أشير إليه في مقدمة الحديث فإن مخطط أردوغان من حملته الأخيرة ليس كما يدعي بضرب ال “بي كاكا”، فهو توصل في العام ٢٠١٣ معها إلى اتفاق قضى بوقف حملته عليها طالت لسنوات، وبغض النظر عن الموقف من جماعة “بي كاكا” فإن الهدف ضرب المشروع الكردي وإنشاء منطقة عازلة تتيح له قيام مشروع توسعي في المنطقة والذي يقضي بضرب الوحدة السورية. الشعب السوري بفضل صموده وحكمة حكومته ودعم محور المقاومة له وعلى رأسها ايران أفشل المشروع التركي الأردوغاني ووقف وقفة صمود بوجهها، وبالتاللي فإن محور المقاومة حفظ سوريا الموحدة وأفشل مشروع تفكيكها حتى الان، ولذلك يرى أردوغان بأن تحميل المسؤولية لايران هو جزء من مخططه في المنطقة وجزء لا ينفك عنه، من جهة اخرى يرى أردوغان في سياسته بأن الوضع الإقتصادي الأخير في تركيا والذي يشهد تدهوراً ليضاف عليه الوضع الأمني المضطرب والناتج عن سياساته المتبعة على مدى الأعوام المنصرمة الأخيرة كلها مشاكل تحتاج إلى تبرير، وهو يرى في القاء اللوم على ايران مخرجه من الأزمة.

تناقض في المواقف والمصالح

هناك تناقض في الموقف التركي من مجموعة الأحداث الأخيرة مضافا إليها تناقض مجريات الأحداث مع المواقف، فقد اتهمت تركيا منذ اكثر من شهر عن قيام جماعة ال “بي كاكا” بتفجيرانبوب الغاز الذي يربط ايران بتركيا في اقليم اغري الحدودي شرق تركيا، والأنبوب هذا الذي يعد الأنبوب الأساس في تصدير الغاز الإيراني لتركيا، هذا الحدث يتعارض وبالتمام مع مصالح ايران، وهو يتعارض مع التصريحات التركية التي تتهم ايران بأنها المسؤولة عن دعم الجماعة، يضاف إلى ذلك اتهامات تركيا المتكررة سابقاً بأن الجماعة تتلقى الدعم من الكيان الاسرائيلي وان هناك علاقة بينهما تعود إلى عام  ١٩٦٧للميلاد، وتركيا كانت قد استنكرت فيما مضى قيام ضباط اسرائيليين بتدريب عناصر الجماعة، وهي صرحت مراراً عن وجود مكاتب تدريبية ومقرات قيادية للكيان الاسرائيلي بناءً على معلوماتها في شمال العراق وأعتبرتها المسؤولة عن تزويد الجماعة بالدعم داخل الأراضي التركية. وكانت تركيا فيما سبق وبهدف ضرب الجماعة اعلاميا وشعبيا روجت بأن مصدر تمويل الجماعة قائم على تجارة المخدرات. مجموعة التصريحات والأحداث تلك تتناقض وبشكل كامل مع تصريحات تركيا الأخيرة، يضاف إلى ذلك سقوط العديد من شهداء الجيش الإيراني حتى الأن نتيجة اعمال التخريب التي تنفذها الجماعة. بناء علي هذا فإن ايران لا تعتبر الجماعة تشكيل معترف به، بل هي جماعة ارهابية.

المصدر : الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق