التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

السعودية.. من العدوان العسكري إلى العدوان الديني 

 بالأمس سوريا، اليوم اليمن، والآتي أعظم. لم تكتف السعودية بالتواطئ العسكري لضرب الشعب السوري، وشن عدوان مباشر منذ أكثر من ٦ أشهر على الشعب اليمني، بل عمدت اليوم، إلى ممارسة «العدوان الديني» عبر إجراء يخالف القانون الإلهي والقوانين البشرية، بمنع أبناء اليمن من أداء مناسك الحج في هذا العام. 

 

الغريب أن السلطات السعودية التي لم تبد أي ردود أو مؤشرات تدل على تجاوبها مع المطالب المقدمة لها بشأن استقبال الحجاج اليمنيين لهذا العام، وفق بيان وزارة اﻷوقاف اليمنية، تدعي وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، مع العلم أنها المسؤول المباشر عن قتل الآلاف وتدمير بيوتهم منذ حوالي نصف عام، واليوم تمنعهم من أداء الواجب الإلهي في مشاركة حجاج بيت الله الحرام هذا العام. 

 

الشعب اليمني يردّ

لم يثن القرار السعودي عزيمة الشعب اليمني تجاه بارئه، حيث شهدت العاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة للتنديد والإستنكار بمنع السلطات السعودية لليمنيين من أداء فريضة الحج، إضافة إلى رفضهم إستمرار جرائم العدوان السعودي على الشعب اليمني في مختلف المحافظات اليمنية.

وقد ردّد المشاركون هتافات التلبية والتكبير والتهليل للحج والشعارات والهتافات الرافضة لمنع الحجاج اليمنيين من تأدية فريضة الحج، كما وقّعوا على وثيقة شرف القبيلة لترسيخ المبادئ والثوابت الوطنية، تمثلت في تسعة مبادئ هي “مبدأ التكافل الإجتماعي، إعلان البراءة من مرتكبي العدوان والداعمين والمشاركين والمحرضين والمؤيدين له، العقوبات القانونية الرادعة ضد المشاركين والداعمين للعدوان، العزل الإجتماعي للخونة والعملاء، العقوبات القانونية الرادعة ضد المشاركين والداعمين للعدوان، العزل الإجتماعي للخونة والعملاء، أمن ساحة القبيلة، مبدأ الغرم القبلي، الصلح العام بين القبائل اليمنية وتأجيل الخلافات والنزاعات، تفعيل دور القبيلة وترتيب وتنظيم شؤونها، اعتبار الوثيقة ميثاق شرف دائم.”

ولم تقتصر ردود أبناء الشعب اليمني على «العدوان الديني» في وثيقة شرف القبيلة، بل أكّد أحد اليمنيين الذين حرموا من فريضة الحج، “إستعداد الحجاج دفع رسوم الحج للمجهود الحربي باعتبار أن سلمان الرجيم منع أبناء اليمن من أداء فريضة الحج في بيت الله واعتدى على الشعب اليمني واستهدافه الأطفال والنساء ومنازل المدنيين في كل مكان. 

دلالات العدوان الديني

بصرف النظر عن رد فعل الشعب اليمني، وعند دراستنا للدلالات التي يحملها العدوان الديني السعودي على الشعب اليمني، لا بد من أن نستحضر في الآن نفسه أنه يتزامن والعدوان العسكري على الجار الجنوبي، كما ولا بد من إستحضار أن مملكة آل سعود التي تتحكم بأعرق وأهم المدن الدينية أي مكّة والمدينة، وتسعى لزعامة العالم الإسلامي، كسرت أغلب المحرّمات التي جاء بها نبي الرحمة، فلم تعر أي إهتمام للأشهر الحرام خلال عدوانها على الشعب اليمني، وها هي اليوم تفعل كما فعل كفار قريش مع النبي الأكرم(ص) عبر منع أبناء الشعب اليمني من أداء فريضة الحج.

حتى أنه عندما نطالع تلك الإجراءات التي يقوم بها الکيان الإسرائيلي داخل القدس المحتلّة، نرى أنه يمنع الشباب فقط من الدخول إلى المسجد الأقصى، فيما يحق للرجال ممن تعدوا سن الخمسين، والنساء ممن تعدوا سن الأربعين، دخول المسجد الأقصى، فهل بات آل سعود أشد عدواة علينا من اليهود، رغم أن الله أخبرنا في كتابه العزيز: لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا؟

وأما بالنسبة لأولئك الذين يقفون اليوم إلى جانب آل سعود من أبناء الشعب اليمني، وعلى رأسهم أبو لهب العصر أي الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي الذي ترك أبناء جلدته، ووقف مع كفار قريش، نسألهم: إذا كانت السعودية على عداء معنا، كأبناء شعب يمني، بسبب خياراتنا السياسية، فلماذا تمنعكم أنتم من أداء هذه الفريضة، مع أنكم أدنتم لها بالولاء؟ يا من تركتم أبناء وطنكم وجلدتكم، ووقفتم إلى جانب العدو الذي قتل آباءنا ويتّم أطفالنا ورمّل نساءنا وهدّم بيوتنا، هل من وقفة مع النفس، تستذكرون خلالها عاداتكم وشرف قبيلتكم وعروبتكم والعار الذي ركبكم؟

يبدو أن السعودية التي فشلت في تركيع شعبنا اليمني عبر عدوانها العسكري، تسعى اليوم لتحقيق الهدف نفسه عبر عدوانها الديني، إلا أن رؤية تلك القامات الشامخة في ميادين صنعاء ومختلف الجبهات في البلاد، تبعث الأمل في النفوس وتؤكد أن هذا الشعب لا يركع إلا لبارئه. والعدوان الديني ذكرني بكلمة لصديقي عندما سألته عن تحرير القدس، فأجابني: قبل أن نحرّر الأقصى من الصهاينة، فلنحرّر مكة والمدينة من آل سعود.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق