التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 28, 2024

إقتحام المسجد الأقصى: الأهداف وردود الأفعال 

بعد أن بات مألوفا مشهد اقتحام اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى، انتقل الکيان الإسرائيلي إلى خطوات أكثر تصعيدا حيث إقتحمت قوات الکيان الخاصة، صباح أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، مما يعد إمعانا في إهانة العرب والمسلمين بتدنيس قبلتهم الأولى.

 

وأوضح شهود عيان داخل المسجد الاقصى، أن قوات كبيرة من جيش وشرطة الکيان الإسرائيلي اقتحمت المسجد الاقصى عبر باب السلسلة والمغاربة، وهاجمت المصلين في المسجد بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، ما خلف عددًا من الإصابات نتيجة المواجهات الدائرة في ساحاته. 

 

وأضاف الشهود أن قوات الکيان اقتحمت الاقصى بعد انتهاء صلاة الفجر بدقائق، وقالوا إنها حاصرت المصلين المعتكفين بالمسجد القبلي، وأغلقت أبوابه بالسلاسل والأعمدة الحديدية، ورشت داخله غاز الفلفل والأعيرة المطاطية. إلا أن المصلين الذين كانوا في داخل المسجد تصدوا للقوات المقتحمة التي أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لإخلائهم. وأفاد شهود عيان بأن قوات الکيان الإسرائيلي اعتدت على النائبين في الكنيست طالب أبو عرار وأحمد الطيبي داخل المسجد الأقصى.

 

وفرضت سلطات الکيان حصارها المشدد على دخول المسلمين الى الأقصى منذ فجر الأمس، بمنع شامل لكافة النساء والشبان، ولم يتمكن سوى بعض الرجال من كبار السن (فوق الـ٥٠ عامًا) من الدخول إليه لأداء الصلاة فيه. كما نقلت وسائل إعلام اسرائيلية أن الشرطة الاسرائيلية اعتقلت فتاة مقدسيّة تصدّت لرجال الشّرطة في القدس العتيقة.

 

وتمكن شبان فلسطينيون من الاعتكاف في المسجد منذ مساء أمس ردًا على دعوات “جماعات الهيكل المزعوم” والتي دعت لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى في عيد رأس السنة اليهودية، وخاصة بعد “التسهيلات التي منحتها لهم المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ضد المقدسيين”.

 

من جانبه قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد اردان (من الليكود)، إن الحوادث الخطيرة التي وقعت في الحرم القدسي الشريف تستلزم إعادة النظر في الترتيبات المتبعة فيه، لأنه لا يمكن أن يجعل “مشاغبون مسلمون هذا المكان المقدس مسرحا للقتال”. تصريحات اردان تطرح العديد من التساؤلات حول المسجد الأقصى، حيث تحاول قوات الکيان الإسرائيلي في الآونة الأخيرة كسر شوكة المقدسيين عبر استباحة الأقصى في محاولة لإحباطهم وإشعارهم بأنهم لا يملكون شيئا بالقدس، تمهيداً للسيطرة الكاملة عليه، مستفيدين من الظروف الراهنة التي تعصف بالمنطقة. كذلك يسعى الكيان الإسرائيلي، الى تقسيم المسجد الاقصي زمانيا ومكانيا، بين المسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون، بإعتباره يمس بحقهم الديني.

 

ردود الأفعال

 

لم تمرّ الإعتداءات الإسرائيلية مرور الكرام حيث إعتبرت لجان المقاومة في فلسطين أن جرائم الکيان الإسرائيلي في الأقصى تستوجب الرد بقوة وإشعال انتفاضة وثورة عارمة للدفاع عن المقدسات وإفشال مخطط تقسيم الأقصى. وطالبت أبناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام ٤٨ والضفة بشد الرحال الى المسجد الاقصى والرباط في باحاته والدفاع عنه.

 

واكدت لجان المقاومة في فلسطين ان الاعتداءات الإسرائيلية تأتي ضمن الخطوات الهادفة الى تهويد المسجد المبارك وافراغه من المسلمين للاستفراد به وتنفيذ مزاعم عصاباتهم العنصرية باقامة ما يسمى هيكل سليمان المزعوم.

 

من جانبه أدان الأزهر اقتحام قوات الکيان الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك فجر اليوم، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتدخل لمنع الانتهاكات المتكررة التي يمارسها الکيان بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وسعيه الدائم لتهويد القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تؤجج مشاعر الغضب في قلوب المسلمين، خاصة وأنها تمس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسولنا الأعظم –صلى الله عليه وآله- وهو ما لا يمكن لمسلم أن يتغاضى عنه.

 

واعرب الأزهر عن دعمه للمرابطين والمرابطات الذين يتصدون للمخطط الإسرائيلي لهدم المسجد الأقصى المبارك، ولتغيير الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، ولجرائم المستوطنين وانتهاكاتهم، مشددًا على رفضه لقرار الکيان بحظر أعمالهم في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف.

 

إلى ذلك نددت وزارة الخارجية المصرية باقتحام قوات الکيان الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى، وحذرت مصر من الخطورة البالغة للاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية، لما يمثله ذلك من تأجيج لمشاعر الغضب والحمية الدينية، ويقوض الجهود التى تستهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وطالبت القاهرة السلطات الإسرائيلية بتجنب سياسة حافة الهاوية وتجاوز الخطوط الحمراء الخاصة باحترام المقدسات الدينية.

 

في السياق ذاته، أعربت المملكة المغربية، أمس الأحد، عن إدانتها الشديدة لقيام قوات الکيان الإسرائيلي، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في بلاغ بهذا الخصوص، “إن المملكة المغربية إذ تشجب هذه الممارسات الاستفزازية التي تمس بمشاعر المسلمين عبر العالم وتعد خرقا صريحا للقانون الدولي وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية فيما يخص ضمان حرمة أماكن العبادة والمقدسات الدينية في فلسطين المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف، تدعو المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وإلزام إسرائيل بالكف عن سياستها الممنهجة من أجل تغيير هوية ومعالم القدس الشريف التاريخية والدينية”.

 

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن الأردن سيتصدى للانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في القدس، وذلك خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد ١٣ سبتمبر/ أيلول. كما أصدرت العديد من الدول والمؤسسات الدينية والثقافية في العالمين العربي والإسلامي إدانات بالجملة إزاء الإجراء الإسرائيلي الأخير.

 

ويحتفل اليهود في الكيان والعالم، مساء أمس، بعيد رأس السنة العبرية الجديدة (روش هشناه ٥٧٧٥). وقد بعث الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتهانيه إلى اليهود في أمريكا والكيان الإسرائيلي والعالم بهذه المناسبة من خلال شريط فيديو أصدره البيت الأبيض دعا فيه أبناء الشعب اليهودي إلى كتابة الفصل القادم في حياتهم بشكل يظهر خيرة العقائد والتقاليد اليهودية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق