التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الجعفري مخاطبا المؤتمرين في الجامعة العربية : أين الدعم الذي ينبغي وصوله للعراق ؟ 

بغداد – سياسة – الرأي –

تساءل وزير الخارجية إبراهيم الجعفري خلال كلمته لجامعة الدول العربية عن الدعم الذي ينبغي وصوله للعراق.

وقال الجعفري خلال كلمه له في مؤتمر جامعة الدول العربية ونقله مكتبه الاعلامي تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه اليوم الاثنين انه “كثيرة هي الخطابات، ولسنا في أزمة خطباء، ولكننا في أزمة خطاب.. الخطاب العربيّ الذي يتهجّى مشاكل الأمّة بشجاعة، وينتقل من ضِفـّة المشاكل إلى ضِفـّة الحُلول، ويُبحِر بسفينة واقعيّة، وليس من وحي الخيال ,نسمع جُمَلاً كثيرة، وخُطـَباً أحياناً بليغة -لا نـُقلـِّل من شأنها-، ولكننا نـُريد الخطاب الذي يُعبِّر عن الواقع بأمانة، ويستهدف صناعة واقع جديد”.

واضاف ان” المشاكل التي طرحناها كثيرة، وقليل منها شقـَّت طريقها إلى الحلِّ، وكلَّ يوم جُرح جديد ينزف في بلد عربيٍّ جديد. سمعتم اليوم ما حصل في فلسطين هذا الجرح النازف البعيد الغور القديم الزمن، والشامل لكلِّ جوانب الإنسانيّة نـُريد أن نسمع حُلـُولاً واقعيّة تـُشكـِّل مُعادِلاً حقيقـيّاً.. هذه هي المعركة الحقيقـيّة في العُمق في الأمّة. أمّا بقيّة المعارك فكلـُّها معارك موهومة في هذا البلد العربيِّ، أو ذلك.. القاتل والمقتول كلاهما عربيّان.. معارك لا رابح فيها.. الغالب والمغلوب كلاهما خاسران “.

وبين ان”المعركة الحقيقـيّة عندما تصطفّ الأمّة ضدَّ أعدائها، وتـُمثــِّل إرادة واحدة لا هرطقات كلام، والاستغراق في أشياء قد لا تـُجدي نفعاً.. المعركة الحقيقـيّة اليوم هي إنـَّه يُراد للأمّة العربيّة أن تعيش حالة من الجراحات النازفة في سورية، وفي اليمن، وفي ليبيا، وفي تونس، ورُبَّما دَرَجَت دول عربيّة أخرى يُراد استدراجها لأن يكون الجاني فيها، والمجنيّ عليه من هُويّة واحدة”.

ولفت إلى انه” إذا كنا مُؤتمَر قِمّة علينا أن نـُسمِّي الأشياء بأسمائها، ونأتي بالحُلـُول العمليّة والواقعيّة.. بقدر تعلـُّق الأمر بالعراق أنا لم أسمع شيئاً يستوعب الحالة الحقيقـيّة الموجودة في العراق باستثناء ما ذكره الامين العام للجامعة نبيل العربيّ عندما ذكر دعمه، ولكن أسأل ” ماذا جنى العراقيـّون وهم يُقدِّمون التضحيات، وماذا جنوا من دعم جامعة الدول العربيّة أستثني دولتيّن فقط سبق أن قدّمتا مُساعَدة “.

وبين “قلتُ لكم أكثر من مرَة، وأكرِّر، وسأكرِّر في المُستقـبَل: العراقـيّون يُعطون أغلى شيء في مُعادَلة المُواجَهة، وهو الدم، ولسنا بحاجة لرجالكم يُقاتِلون بدلاً عن رجالنا، رجالنا يُدافِعون ليس فقط عن العراق، بل يُدافِعون عنكم، وعن سيادتكم، وعن كرامتكم.. الأمّة العربيّة لا تتجزَّأ.. الكثير من عناصر داعش من بلدانكم، وأنتم تعلمون ذلك.. نحن لا نحكم عليكم من خلالهم، ولكن دعونا نرى الوجه الآخر.. دعونا نرى الوجه المُشرِق لبلدانكم عندما تقفون إلى جانبنا سياسيّاً، وإعلاميّاً، وماليّاً، وأمنيّاً حتى نقول هؤلاء هم الذين يُمثــِّلون الدول الشقيقة، وليس الذين جاؤوا من هناك، ويُقاتِلون العراقـيِّين”.

وقال الجعفري” أستغرب عندما أرى صمتاً مُطبقاً وكأنَّ العراق لم يكن يُقدِّم بشكل مُستمِرّ، وكأنّ العراق لم يُقدِّم أعداداً كبيرة من الشهداء الآن، وكأنّ العراق لم يُقاتِل بدلاً عن بلدان العالم، وليس فقط البلدان العربيّة، وكأنّ العراق لم يكن الآن في هذا الجوِّ الذي يعيشه، وينتقل من فصل إلى فصل آخر دفاعاً عن كرامته، وسيادته، وثرواته، وعن الدول العربيّة”.

وتساءل “أين الدعم الذي ينبغي أن يصل إلى العراق.. منذ أن انعقد مُؤتمَر جدّة، ثم مُؤتمَر باريس، ثم ذهبنا إلى نيويورك، وإلى الآن؟”.

وبين “على العرب أن يقفوا معنا، وعلينا جميعاً أن نقف معاً مع كلِّ دول عربيّة؛ حتى نبعث رسالة لكلِّ دولة تـُهدَّد من قِبـَل الإرهاب بأنَّ الإرهاب إذا دخل بلداً ما لا ينفرد بشعبه، بل يجد كلَّ الشُعُوب العربيّة، وكلَّ الحكومات العربيّة تقف إلى جانب ذلك الشعب بوجه داعش مادام هو الخطر المُشترَك.. هذا ما يجب أن نسمعه، ولكن {للأسف الشديد} غابت المُفرَدات التي ينبغي أن تأخذ حجماً يتناسب مع جراحها النازفة.. العراق بلد غنيّ بالثروات المُتعدِّدة يُعاني ظروفاً استثنائية سيتجاوزها لا محالة إن لم يكن اليوم فغداً، وسيصعد، ويتجاوز هذه الحالة لكنَّ العراقـيِّين لن ينسوا أبداً مَن يقف إلى جانبهم خُصُوصاً في ظروف المِحنة”.

وأكد “لا نـُريد لرجالكم أن يأتوا بدلاً عن رجالنا، ولكن دعونا نتلمَّس الدعم الحقيقيَّ والواقعيَّ لتجسيد الخطاب العربيِّ الذي يتهجّى المِحنة الحقيقـيّة في كلِّ بلد، ويمدّ يد العون للمُساعَدة.. تعرفون هُويّة الجُناة من خلال هُويّة الضحايا.. أستغرب عندما أسمع أنَّ هنالك اقتتالاً سنيّاً-شيعيّاً في العراق.. لا أدري هل أكذب عيني، وأكذب سمعي، وأصدِّق خطاباً لا أساس له من الصِحّة، أي قاتل سنيّ، أو شيعيّ لمقتول سنيٍّ أو شيعيّ في العراق.. أنا ابن العراق لا أسحق على قناعتي، وأكذب بصري، وسمعي، وأسمح لكلام بأنَّ الاقتتال في العراق شيعيّ- سني . ألم تسمعوا.. ألم تقرأوا الصُحُف قطعاً إنـَّكم سمعتم: رؤساء العراق ثلاثة رئيس الجمهوريّة سنيّ كرديّ، ورئيس البرلمان سُنيّ عربيّ، ورئيس الوزراء شيعيّ عربيّ ألا يُفرِحكم هذا؟! مجلس الوزراء فيه سُنـّة وشيعة.. البرلمان فيه سُنـّة وشيعة، ومُؤسَّسات الدولة فيها سُنـّة وشيعة. مَن الذي يُغذي هذا الإعلام الذي يدفع بقوة بأنَّ هناك حرباً سُنيّة-شيعيّة في العراق، ويدفع بأتون حرب طائفيّة.. يُريدون أن يُعيدونا إلى تاريخهم السابق.. الحُرُوب التي حصلت بين الكاثوليك والبروتستانت.. لماذا؟

وخاطب الجعفري الحضور بالقول “تفضَّلوا إلى العراق، وعلينا الزاد والراحلة.. شرِّفوا إلى العراق ضُيُوفاً أعزاء؛ لتروا بأمِّ أعينكم ما يحصل في العراق.. العراق عراقكم، وينتظر منكم دعماً حقيقـيّاً.. العراق لا يتسوَّل، ولا يستجدي، ولكن في ظروف المِحنة يجب أن تقفوا إلى جانبه “,مبينا انه” نحن نتطلـَّع إلى مُؤتمَر المانحين لمُساعَدة النازحين العراقـيِّين بعد أن كثر عددهم، واتسعت دائرة انتشارهم.. ألم تسمعوا بالطفل الكرديِّ {إيلان} من سورية الذي التحق بقافلة الطفلين العراقـيّين حيدر وعمره 11 سنوات، وزينب وعمرها دون العشر سنوات؟”.

ومضى بالقول “الطفولة هُويّة إنسانيّة.. المعركة اليوم ليست معركة طائفة ضدَّ طائفة، أو دين ضدّ دين.. الذي يُخطـِّط لإيجاد هذا الاقتتال يُخطـِّط إعلاميّاً للتمويه، وجعل المعركة وكأنـَّها بيننا.. كلـُّنا مُستهدَفون من قِبـَل الإرهاب.. كلـُّنا ضحايا الإرهاب، ونتطلـَّع للثم الجُرُوح النازفة في سورية، واعتماد الحلِّ السياسيِّ.. ليس لدينا صفقة عاطفيّة مع أيّة حكومة من حكومات المنطقة.. عقدُنا الدائم مع شُعُوبها.. نحن مع ليبيا من خلال الشعب الليبيّ.. مع سورية من خلال الشعب السوريِّ.. مع مصر من خلال الشعب المصريِّ، ومع كلِّ شُعُوبكم؛ لأنـَّنا نحكم على الحكومات من خلال الشُعُوب.. هذه الدول تحتاج دعماً حقيقـيّاً.. يكفي ما في ليبيا، وما في اليمن.. الحُلـُول السياسيّة تستطيع أن تـُحقــِّق ما تعجز عنه الأسلحة، والدمار”.

وفي جهة اخرى بين الجعفري انه”أمّا الحديث عن القدس وهي الجرح النازف، وهو قـَدَرُ الكرامة العربيّة، والإسلاميّة، والإنسانيّة.. لا ينبغي أن نمرَّ عليها مُرُوراً عابراً.. لا ينبغي أن نهرب من هذا الواقع بخطب لا تمسُّ الواقع بشيء.. القدس ليست أمراً سهلاً.. علينا أن نرتقي إلى مُستوى مِحنتها بشكل صحيح”.

وبين “كنا قد قدَّمنا بناءً على تشخيصنا بأنَّ الإرهاب تعبير عن فكر، وانتقلنا من حيِّز العاطفة إلى العمق الفكريِّ، وقلنا: علينا أن نـُواجـِه مُعادِل التكفير، ونـُجرِّم الفكر مادام الفكر يُجنـِّد أبناءنا الذين يلتحقون بالإرهاب. داعش ليسوا مُرتزِقة فقط إنـَّما هم مُضلـَّلون بفكر لابدَّ أن نضع فكراً مُقابلاً له”.

واكد ان “تجريم هذا الفكر، ونشر الفكر المُقابل هو الذي يكفل قطع الطريق أمام هذه الحالة الموجيّة التي لا أعرف إلى أين ستنتهي مَدَياتها في المُستقبَل؛ لذا أرجو من جامعة الدول العربيّة باعتبارها جامعة عربيّة أن تضع يدها على الجُرُوح النازفة، وتعمل على وضع حُلـُول، ولابدَّ للجُهُود أن تتكاتف”.

وختم قوله “أعتقد أنـَّه تـُوجَد إمكانيّة لحلٍّ سياسيٍّ في اليمن، وفي سورية تـُوجَد إمكانيّة لحلٍّ سياسيٍّ، ولكن تحتاج عقولاً نيِّرة، وإرادات قويّة، ونوايا حَسَنة، وشَجاعة، وإقدام؛ لأنَّ ميدان السياسة يحتاج من الشجاعة إن لم يكن أكثر فليس أقلَّ من ميدان المُواجَهة بالسلاح. أنتم أهل لأن تخوضوا غمار معركة تـُحوِّل المنطقة من شاطئ التمزُّق إلى شاطئ الوحدة”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق