التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

السعودية تسقط في اختبار الكفاءة 

فريضة الحج العظيمة التي تعتبر من أهم عوامل القوة لدى المسلمين لأنها تعرض قوة وتلاحم المسلمين في أكبر تجمع للمسلمين في العالم الذين يتوافدون من كل حدب وصوب لأداء هذه الفريضة المقدسة، في كل عام يتجه مليونا مسلم الى الأرض المقدسة أي أرض مكة والمدينة المنورة في السعودية لأداء فريضة الحج.

 

تعتبر السعودية نفسها المسؤولة والمعنية بإدارة شؤون الحج والحجيج وتأمين كافة مستلزماتهم من مسكن ومواصلات وغيره لمساعدة الحجاج على أداء فريضة الحج دون أي عقبات باعتبار أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تقعان ضمن حدود السعودية، ولكن السعودية حتى يومنا هذا ومع كل المبالغ الطائلة التي تنفقها على تطوير وتوسيع الحرم المكي وتكميل البنية التحتية وتحسين الخدمات ما تزال مقصرة في توفير الخدمات والإمكانات اللازمة لأكثر من مليوني حاج يحطون على أراضيها في أوقات الحج، الى جانب إدخال فريضة الحج الدينية في السياسة السعودية، فالسعوديون يستغلون الحج لتنفيذ الكثير من أهدافهم السياسية.

 

وفي سياق إدخال فريضة الحج في السياسة السعودية، فإن رفض السعوديين إعطاء تأشيرات لمسلمي اليمن وسوريا ما هو إلا خير دليل على الإدارة الفاشلة والخاطئة للسعوديين واستخدام فريضة الحج كذريعة وأداة ضغط على الحكومات والشعوب لتنفيذ أهدافها وسياساتها ولو كان على حساب شعيرة من شعائر الإسلام.

 

السعوديون يدعون بأنهم الأحرص على حياة الحجاج والمعتمرين المتواجدين على أراضيهم وأن كل الخدمات التي يقدمونها وكل ما يفعلونه يأتي خدمة لحجاج بيت الله الحرام وأن ملك السعودية وآل سعود وجميع حكام السعودية هم خدام هذا البيت وزواره ولكن التناقض بين كلامهم وفعلهم جلي وواضح ومن جهة أخرى نجد بأن السعودية تشن حرباً شعواء على اليمن العربي وتقصف المنازل والمستشفيات وتدمر الجسور والطرقات وتستهدف المنشآت المدنية من موانئ ومطارات ومصانع الى جانب قتل الآلاف من الأطفال وتشريد الملايين، ومع ذلك فلم يكتف السعوديون بهذا القدر من إنعدام الحس الديني والعربي بل قاموا بمنع اليمنيين من أداء فريضة وركن من أركان الإسلام التي أوجبها الله تعالى على جميع عباده.

 

الحادثة المأساوية التي وقعت أول من أمس على خلفية سقوط رافعة عملاقة داخل الحرم المكي والتي راح ضحيتها أكثر من  100قتيل وأكثر من 200 جريح عرّت السعودية ووضعتها تحت دائرة التساؤلات عن أسباب هذا الحادث خصوصاً وأن هذا الحادث لا يعد الأول من نوعه ضمن حوادث الحرم المكي في موسم الحج حيث أن هناك العديد من حوادث مكة التي وقعت في مواسم الحج السابقة وأبرز هذه الأحداث:

1- انهيار فندق وسط مكة المكرمة عام 2006 راح ضحيته 46 قتيلاً.

2- في العام 2006 أيضاً وقع حادث تدافع بسبب الازدحام عند مرمى الجمرات في منى حيث راح ضحية هذا الحادث أكثر من 364 قتيلاً.

3- وقع حادث تدافع نتيجة الازدحام في عام 2005 عند مرمى الجمرات بمنى وراح ضحيته ثلاثة قتلى.

4- وقع حادث في أول أيام فبراير من عام 2004 في منطقة منى في أول أيام التشريق بسبب الازدحام والتدافع وكانت نتيجته مقتل مائتين وواحد وخمسين قتيلاً.

5- في عام 2003 في الحادي عشر من فبراير في اول ايام التشريق بمنى قتل أربعة عشر حاجاً من بينهم ستة نساء بسبب التدافع.

6- وفي عام 2001 في الخامس من مارس أثناء رمي الجمرات حيث كانت الحصيلة خمسة وثلاثين قتيلاً إضافة الى عدد كبير من الجرحى.

 

تقريباً لم تمر سنتان أو ثلاث سنوات على الحرم المكي إلا وكان هنالك حاث مفجع يذهب ضحيته الكثير من القتلى والجرحى من الحجاج والمعتمرين الذين يقصدون السعودية للحج والعبادة، ولكن حادث سقوط الرافعة سلط الضوء على دور أمراء السعودية وخصوصاً الأمير محمد بن سلمان وارتباطه بالشركة التي تقوم بمشروع توسيع الحرم المكي والتي تعود لها الرافعة التي سقطت على رؤوس الحجاج، مما أثار حالة من الغضب الشديد لدى شعوب العالم والناشطين في هذا المجال حيث وجهت عدة انتقادات للحكومة السعودية ولإدارتها لمكة وموسم الحج، واعتبرت بعض الشخصيات العالمية البارزة بأن آل سعود غير قادرين على إدارة الحرم المكي ويفتقرون الى الكفاءة في إدارة شؤون الحرمين الشريفين.

 

الى هذا دعا نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي السعودية الى التحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه ومكافحة الفساد الذي وصل الى الحرم المكي، وفي سياق متصل نقل المغرد صاحب حساب “مستنير” تغريدة لـ”مجتهد”، أكد فيها أن بن سلمان تمكن بفرمان ملكي من زحزحة شركة “بن لادن” وإحالة كل المشاريع لشركة “نسمة” التابعة له وأحال ملكيات معدات بن لادن لشركة نسمة، وعقب مستنير قائلاً: “الآن عرفنا سبب فبركة صور سقوط الرافعة التي حاولوا تصويرها بأنها حدثت بسبب الصاعقة.. الفساد ينخر في البلد حتى جاور الكعبة”.

 

المشاريع الاستثمارية التي تقوم بها السعودية حول الحرم المكي وناطحات السحاب التي تنشئها حوله الى جانب المشاريع الاقتصادية التي يتم رعايتها بصورة مباشرة من الأمراء والتي تعود ملكيتها إليهم يدل على أن السعودية لا تولي أهمية الى رمزية المكان المقدس وحساسيته بل إنها تركض خلف المصالح والمشاريع الاستثمارية وتدفق الأموال ولذلك فإن هذه الحوادث المتكررة التي تحصل في الحرم المكي في زمان تواجد الحجاج تدل على إهمال القيادة السعودية واستخفافها بأرواح الحجاج وهذا ما أعاد مطالبة الكثيرين من علماء المسلمين والمنظمات الاسلامية بتسليم إدارة شؤون الحرمين الشريفين الى علماء العالم الإسلامي أو منظمة التعاون الإسلامي وذلك لفشل السعوديين بإدارة شعيرة الحج وسوء إدارتهم وانعدامهم للكفاءة والخبرة بهذا المجال.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق