دور حركة انصارالله في تاريخ اليمن المعاصر
يشكل الشيعة الزيديون والاسماعيليون والاماميون ٤٢ بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم ٢٢ مليون شخص وتعتبر محافظة صعدة ومدينة الحوث احدى مراكز الزيديين في اليمن، وينتمي التيار الحوثي الى بدرالدين الطبطبائي الحوثي وقد بدأ بالظهور في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان الحكم البعثي والعلماني في اليمن يهمش الزيديين الاصليين ويفسح المجال امام الزيديين الذين يميليون الى اهل السنة، وقد عانى الزيديون كثيرا من تبعية النظام اليمني الى السعودية الوهابية وتحملوا ضغوطا سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية كبيرة وهكذا يمكن القول ان تشكيل التيار الحوثي ومن بعده حركة انصارالله كان ردة فعل من قبل الشيعة اليمنيين على الازمات التي تفتعلها الحكومة اليمنية والسعودية ضد الشيعة اليمنيين.
وكان الشيعة يعانون من حرمان ثقافي واقتصادي ولايحق لهم افتتاح مدارس خاصة بهم وكانت السلطات تمنع اقامة المراسم الدينية للشيعة وتهين معتقداتهم ولم يكن لهم منبر اعلامي وكان نصيبهم من المشاريع التنموية هو الفقر المدقع والحرمان في المحافظات التي يسكنها الشيعة الزيدون وخاصة محافظة صعدة.
وكان الزعيم السابق لحركة انصارالله السيد حسين الحوثي يذكر في كل خطاباته اقوال الامام الخميني الراحل (ره) وقد قال فيما يخص خطر دخول الامريكيين الى اليمن “ان الامام الخميني قد سمى امريكا بالشطان الاكبر لأنها تقف خلف كل الفتن وان حكامها هم يهود”.
وأدت معارضة السيد حسين الحوثي للسياسات الوهابية والامريكية التي تنفذها الحكومة اليمنية ومعارضته ايضا لتماشي علي عبدالله صالح مع خطط الرئيس الامريكي جورج بوش وموافقة صالح على انشاء قواعد عسكرية امريكية في اليمن الى ازدياد الخلافات بين الحوثي وصالح، وقد امر السيد حسين الحوثي في عام ٢٠٠٢ بمقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية واعلن شعار “الله اكبر، الموت لامريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، والنصر للاسلام” شعارا رسميا للشيعة اليمنيين وطلب من المسلمين التمسك بتعاليم القرآن واهل البيت (ع) وقال ان دعوة الامام الخميني الراحل لمواجهة الامريكان لايمكن رفضها ويجب على اليمنيين عدم السكوت على الهيمنة الامريكية على اليمن وطرد الامريكيين، وقد استشهد السيد حسين الحوثي في حرب صعدة الثانية التي بدأت في عام ٢٠٠٤ لكن استشهاده قد تسبب بانتشار فكره الثوري بين الشباب الثائرين في اليمن واستمر هذا النضال بقيادة اخيه عبدالملك بدرالدين.
وظهرت حركة انصارالله في عام ١٩٩٠ لأول مرة كحركة أو تنظيم فكري وسياسي وكانت تقدم الدروس الدينية والتوعية للشباب لكن في منتصف العقد الماضي وعندما حصل تقارب كبير بين حكم الرئيس علي عبدالله صالح والامريكيين والسعوديين وعندما قرر صالح قمع انصارالله في صعدة اندلعت ٦ حروب بين الطرفين بين عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٩ وكانت هذه الحروب تنتهي بوساطات يقوم بها شيوخ القبائل او دول اجنبية وكانت اكبر هذه الحروب هي حرب الارض المحروقة أو الحرب السادسة التي شنها الجيش اليمني والقوات السعودية والامريكية عل صعدة في عام ٢٠٠٩ وقد قتل آلاف المواطنين في تلك الحرب واغتيل المئات من العلماء والنشطاء السياسيين والثقافيين او تم زجهم في السجون لكن تلك الحرب اظهرت قدرات الشيعة في مواجهة القوات الحكومية وقد استفادت حركة انصارالله من هذه القوة والدفع بعد اندلاع الثورات العربية واستطاعت ان تقود ثورة اليمنيين وفرضت انصارالله سيطرتها على صعدة في عام ٢٠١١ وفي سبتمبر ٢٠١٤ سيطرت على العاصمة صنعاء وحصل اتفاق على تشكيل حكومة جديدة وقطعت انصارالله وعدا باستمرار حراكها حتى تشكيل حكومة وفاق وطني بمشاركة كافة الاطراف السياسية.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق