التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الصافي : مؤتمر عالمي في كربلاء ينتقد الأنظمة السياسية لمحاولتها اجهاض الطاقات والبحوث 

كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ

قال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي ان ” الأنظمة السياسية لها إطلالة غير موفّقة على طاقاتنا وكفاءاتنا حاولت أن تجهض الكثير من الطاقات والبحوث لسبب أو لآخر ، وبالنتيجة لم تحفظ لنا تراثنا وعلماءنا وباحثينا بالشكل الجيّد ” .
وذكر السيد الصافي خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر العميد العلميّ العالمي الثالث الذي انطلقت فعاليّاته صباح اليوم ويختتم مساء يوم غد الجمعة ، إنّ ” بلداننا الإسلامية والعربية معنية اليوم بقضية مهمّة ، نحن نحتاج الى قراءة حرّة وقراءة فكرية بعيدة كلّ البعد عن خلفيات قد لا تعطي للمنهج موضوعيّته المرجوّة .
واضاف ” مرّة أخرى نلتقي لنتعلّم فنرتقي هذا المؤتمر ، حرصنا عليه كثيراً ؛ لأنّه يتعامل مع نخبة من العلماء والمفكّرين في العراق وخارجه ، إنّ هذه النخبة والنخب الأخرى في اختصاصات أخرى في عالمنا الإسلامي والعربيّ ، بما هي نخبة أدّت ما عليها لكن الإنتاج يحتاج الى أن نقوّم آخر إنسان عنده بضاعة ، وهذه البضاعة لها سوق ، والبضاعة قد أجهد نفسه فيها العالم والمفكّر الباحث الى أن حصّل وبذل رأس مالٍ من وقته وأفكاره حتى حصل عليها ، والباحث يعرف قيمة الوقت بالنسبة لباحثٍ آخر في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها ؛ لكي يحصل على هذه البضاعة ، لكن إنتاج أو انعكاس هذه البضاعة يحتاج الى مقوّمٍ آخر ، ومقصودي من المقوّم هو أنّ الباحث يحتاج أن يرى من يعتمد عليه ويتّكل عليه بعد الله تعالى في أن يقدّر ما عنده ، حتى ينعكس هذا البحث في مجالات أوسع وتكون هناك شريحة واسعة للاستفادة منه ، بعبارة مختصرة البحوث تحتاج الى تبنّي وبالنتيجة تحتاج الى تقدير للباحث ” .
وأضاف ” نحن في عالمنا العربي والإسلامي ، لعلّ هذه المسألة تحتاج الى وقت ، لذلك مراكز البحث لابُدّ أن تُدعم فهي التي تولّد الأفكار وتعطي الحلول ، وبعض الحلول يتوقّف عليها مصير بلدان ، نحن نحبّ أن نؤسّس لقضيّتين ، بدءاً نحن نثق بطاقاتنا ولا ينتابنا شعور بأنّنا أقلّ من الآخرين ، هذا الشعور خاطئ ، هذه النقطة الأولى ، النقطة الثانية بالمنظور العام أتكلّم ، الأنظمة السياسية لها إطلالة غير موفّقة على طاقاتنا وكفاءاتنا ، بحيث حاولت أن تجهض الكثير من الطاقات والبحوث لسببٍ أو لآخر ، وبالنتيجة لم تحفظ لنا تراثنا وعلماءنا وباحثينا بالشكل الجيد ، ثالثاً إنّ بلداننا الإسلامية والعربية معنية اليوم بقضيّة مهمّة ، نحن نحتاج الى قراءة حرّة وقراءة فكرية بعيدة كلّ البعد عن خلفيات قد لا تُعطي للمنهج موضوعيّته المرجوة ” .
وبين إنّ ” المقصود من ذلك أنّنا معاشر المسلمين نؤمن بشيئين أساسيّين ، الأوّل هو القرآن الكريم ، والمسلمون اليوم إذا تعرّض القرآن الكريم ـ لا سمح الله ـ الى شيء يدافعون عنه دفاعاً مستميتاً على اختلاف مذاهبهم ؛ لأنّ الركيزة التي يعتمد عليها المسلمون هو القرآن الكريم ، الشيء الثاني الذي يعتزّ به المسلمون أيضاً هو النبيّ {ص} بحيث القرآن يشير الى عظمة النبيّ الذي جاء بالمعجز الذي تحدّى به البشرية وهو القرآن الكريم ” .

وأكّد السيد الصافي ان ” هناك مشكلة كما أنّ القرآن تعرّض الى حملة شعواء واتّهمت بعض الجهات بأنّهم يقولون أنّ القرآن محرّف ، صمد القرآن وهو عصيّ الى أن وصل لنا كأنّه قرآنٌ حسّي بين أيدينا ، لكن النبيّ {ص} اختلف الحال فيه ، لا زالت هناك بعض الآثار غير المستقيمة قد لصقت بالنبيّ {ص} ولم يستطع المسلمون أن يدافعوا عن شخصيته بالمستوى الذي جاء به القرآن الكريم ، بحيث الآن أيّ شخص عندما يتكلّم عن القرآن الكريم يهبّ المسلمون جميعاً للدفاع عنه لكن عندما يُنال من النبيّ {ص} بصفةٍ من صفاته ، ونرجع نرى أنّ هذه الصفة موجودة في بعضٍ من كتب السيرة سنضعف عن الردّ ؛ لأنّ هذه الصفة ليست من الآخرين هذه الصفة منّا لكن نخشى أن نزيح هذا الغبار الذي لصق بشخصية النبيّ {صلى الله عليه وآله} خوفاً من أن تُفسّر هذه الإزاحة بطريقةٍ خاطئة ” .
واستدرك بالقول ” نحن لابُدّ أن ندافع عن النبيّ {صلى الله عليه وآله} ، وهو أقلّ شيءٍ أن يُحمَدَ النبيّ منّا ؛ لأنّه كان السبب في هدايتنا والقرآن الكريم يعظّمه ، نحتاج أن ندافع عنه وماذا نفعل ؟ وهنا أقول لنترك مَن كَتَبَ في السيرة ونأتي بدءاً الى القرآن الكريم الذي نتّفق عليه نحاول أن نستخلص هوية النبيّ {صلى الله عليه وآله} من نفس القرآن الكريم ، القرآن الكريم سلّط الضوء على هذه الشخصية التي جعلها خاتمة الرّسل ، فإذا استطعنا أن نستخلص هوية النبيّ {صلى الله عليه وآله} من القرآن ، وجمعنا كلّ ما يتعلّق بشخصيته المباركة قرآنياً ، وأنا أريد أن أقول سيرة النبي قرآنياً يعني طريقة تعامل النبيّ قرآنياً ؛ لأنّ هذا هو الملاك في الهداية ، فإذا أسّسنا لهذا المطلب سيكون عندنا قرآن عام يتضمّن هذه الخصوصيات للنبيّ {ص} ، وستكون عندنا عظمة لشخصية جاءت بالقرآن الكريم ، ثمّ بعد ذلك قطعاً سنتّفق ؛ لأنّنا لا نختلف في النبيّ ولا في القرآن ، وبالنتيجة سنُدافع عن النبيّ وسنتمكّن من أن نتسلّح بسلاح فيه حجّة ، ليس سلاحاً عاطفياً ، ونكون في منتهى القوة ، بعد ذلك أيّ سيرة تكتب إذا كانت تُوافق هذه الشخصية قرآنياً فأهلاً وسهلاً ، بعد ذلك سنحصل على وصفٍ واضح وصافٍ لشخصية النبيّ {صلى الله عليه وآله} ” . انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق