التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل يبدأ الفسطينيون انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال؟ 

في وقت تنهمك فيه الدول العربية والاسلامية بالصراعات الجانبية استغل الكيان الاسرائيلي اوضاع هذه الدول المتردية وشن هجمات مستمرة خلال الايام الماضية على المسجد الاقصى حتى وصل الامر الى احراق بعض اجزاء المسجد، وبينما اكتفت الدول العربية والاسلامية فقط بادانة الهجمة الاسرائيلية على الاقصى بدا واضحا ان كيان الاحتلال يريد فرض تغييرات حقوقية وادارية في هذا المسجد المقدس ووضع مساحة اكبر منه في تصرف المستوطنين ليقيموا فيه طقوسهم اليهودية واعطاء فرصة زمنية اكبر لهؤلاء المستوطنين للبقاء في المسجد مقابل تقليص الوقت المخصص للمسلمين وذلك في اطار خطة اقرتها حكومة الكيان الاسرائيلي لاحتلال المسجد الاقصى بالكامل وبناء الهيكل اليهودي.

 

 وكان الاسرائيليون قد احرقوا المسجد الاقصى في عام ١٩٦٩ كما هاجم جندي اسرائيلي يدعى مايكل روهان على المصلين الفلسطينيين في المسجد في عام ١٩٨٢ وقتل العشرات منهم وقد وزع الكيان الصهيوني صورا عن مدينة القدس لا اثر فيها للمسجد الاقصى، ومع تكرار مثل هذه الاعتداءات في الوقت الحالي هناك سؤال يتبادر الى الاذهان وهو “هل حان وقت الانتفاضة الثالثة؟” 

 

ان الهجوم الاخير للاسرائيليين على الاقصى المبارك هو نتاج عقود من الصمت العربي والاسلامي امام النزعة التوسعية لكيان الاحتلال، فقد اشتدت عمليات تهويد القدس منذ تسعينيات القرن الماضي بينما سارعت حركة فتح الى المصالحة مع الكيان الاسرائيلي في اوسلو في عام ١٩٩٣ وحينها تعهدت السلطة الفلسطينية بملاحقة المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية واعتقالهم وتسليمهم للاحتلال واعترفت بشرعية الكيان الاسرائيلي وهذا ما زاد الطين بلة واطلق يد الاسرائيليين بشكل اكبر في تنفيذ مخططاتهم ضد المسجد الاقصى.   

 

 ان الدول العربية قد تركت الفلسطينيين لوحدهم في المواجهة مع كيان الاحتلال ويجب على الفلسطينيين انفسهم ان يبادروا الى فك قيود الاسر واطلاق الانتفاضة الثالثة وستدعم الشعوب الحرة انتفاضة الحجر الفلسطينية دفاعا عن المقدسات الاسلامية. 

 

 وكان الفلسطينيون قد اطلقوا انتفاضتين ضد الاحتلال قبل الان اولهما انتفاضة الحجر في سبتامبر عام ١٩٨٧ والتي انهت الاكاذيب الغربية حول “مظلومية” الكيان الاسرائيلي واستطاع الفلسطيينيون ان يفهموا الانظمة العربية بأن الشعب الفلسطيني قادر على ان يصبح شوكة في عين الكيان الاسرائيلي وان الشعوب العربية الحرة يمكنها ان تساند الشعب الفلسطيني في ذلك، لكن الانتفاضة الاولى قد انتهت بسبب مساومة حركة التحرير الفلسطينية مع الكيان الاسرائيلي في اوسلو في عام ١٩٩٣، وبعد ذلك اطلق الفلسطينيون انتفاضتهم الثانية وهي انتفاضة الاقصى التي اندلعت بسبب قيام المجرم ارييل شارون بالدخول الى المسجد الاقصى وتحدث عن بناء الهيكل المزعوم فوق انقاض المسجد الاقصى وقد تعامل الاسرائيليون مع انتفاضة الاقصى بوحشية تامة ووصل الامر الى ادانة الكيان الاسرائيلي في مجلس الامر باجماع ١٤ صوتا مقابل صوت امريكي وحيد ممتنع عن الادانة.  

 

  ان التأخير في انطلاق الانتفاضة الثالثة في الضفة وغزة سيشجع المستوطنين الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية على تشديد هجماتهم ضد الفلسطينيين وصولا الى تهجيرهم واحتلال بيوتهم أواستسلامهم بشكل تام امام الاحتلال واجراءاته.

 

وبينما قطع الشعب الفلسطيني منذ زمن بعيد أمله في تلقي الدعم من المجتمع المدني في اوروبا وامريكا يبدو واضحا ان الانظمة العربية العميلة للغرب سوف لن تدعم الفلسطينيين ايضا في هذه الانتفاضة الثالثة وستكتفي باصدار بيانات الادانة وما شابه ذلك لكن الغيارى من ابناء الشعب الفلسطيني يستطيعون ايصال صوت مظلوميتهم الى آذان العالم عبر منازلة الاسرائيليين وسلب جرأة هؤلاء على الدخول متعجرفين الى المسجد الاقصى والى داخل بيوت الفلسطينيين

 

 وفي هذا السياق أكد القيادي البارز في حركة حماس يونس الأسطل أن الشعب الفلسطيني هو بأمس الحاجة للدعم المالي والعسكري للجم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بحق المدينة المقدسة، وقال الأسطل على هامش مسيرة جماهيرية حاشدة في خان يونس جنوبي قطاع نصرة للمسجد الأقصى “رسالتي للعالم، يجب ألا نعول على الأنظمة بل على الشعوب، عندنا من الطاقات البشرية الكثير، لكن نحن بأمس الحاجة للدعم المالي والعسكري، ونعلم وضعكم، لكن لا يجوز الاستسلام للواقع، فعليكم الوقوف معنا، وكسر الحصار.

 

واخيرا يجب القول ما من شك بأن الكفاح المسلح سيزيد من قوة الفلسطينيين في المواجهة مع الاحتلال وان تشكيل الكتائب المسلحة في الضفة وغزة سيزيد من صلابة الموقف الفلسطيني وسيضمن انتصار القضية الفلسطينية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق