التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

“حرب الاستخبارات” تُقصي قائد أحرار الشام، والحركة تتكتم 

أعلنت حركة “أحرار الشام” منذ عدة أيام تعيين قائدٍ جديدٍ لها بعد انتهاء ولاية الزعيم السابق “هاشم الشيخ” والملقب بـ “أبو جابر”، وقام مجلس الشورى في الحركة بتعيين “مهند المصري” الملقب بـ “أبو يحيى الحموي” خلفًا لـ”أبو جابر” الذي تولى القيادة منذ عام واحد، وزعمت حركة “أحرار الشام” في بيانٍ لها أن “أبو جابر” رفض قبول التمديد، وبقيت متكتمة على السبب الحقيقي.

 

ما حاولت “أحرار الشام” إخفاءه هو أن تبديل زعيم “أحرار الشام” أبو جابر في هذا التوقيت يأتي على خلفية التحقيق السري الذي أجرته الحركة في قضية اغتيال زعيمها “حسان عبود” الذي قُتل مع مجموعة من قادة الحركة العام الفائت، وبعد هذه الحادثة لم تعلن الحركة عن نتائج التحقيقات التي أجرتها، كما أنها لم تتهم أي جهة وتكتمت على الأمر مكتفيةً باتهام أجهزة استخبارات أجنبية، ولكن التحقيق الذي تابعته حركة أحرار الشام أفضى باتهام “هاشم الشيخ” بالتواطؤ في عملية الاغتيال التي خططت لها الاستخبارات السعودية بهدف نقل الحركة من الهيمنة التركية إلى عباءة الرياض، ليتم بعدها تشكيل “جيش الفتح” بحيث يكون تحت الهيمنة السعودية بشكل كامل، وعندها ستتمكن الرياض من الضغط على بلدتي الفوعة وكفريا لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات معها وليس مع تركيا.

 

وتوصلت الحركة من خلال التحقيقات التي أَجرتها إلى ارتباط “الشيخ” بالاستخبارات السعودية، وساعدها على ذلك سلوكه وتوجهاته التي باتت تظهر بشكلٍ علني، إذ بات الموقف المعارض للمشروع التركي بإقامة منطقة عازلة أكثر وضوحًا بعد تولي “الشيخ” قيادة الحركة، كما أنه عمل مؤخرًا على إفشال عدة محاولات للهدنة في محوري الزبداني والفوعة، إذ كانت تركيا تسعى إلى إخراج بعض القادة الكبار في التنظيمات المسلحة من السجون السورية مقابل فتحها طريقًا لوصول المساعدات إلى بلدتي الفوعة وكفريا، إلا أن تصرف “الشيخ” وفق الرغبة السعودية تسبب بإنهاء الهدنة وتحطيم الحلم التركي.

 

وفي الآونة الأخيرة حاول “الشيخ” التقرب من “جبهة النصرة” المدعومة سعوديًا والمُدرجة على لائحة الإرهاب، وهذا الأمر سبب قلقًا لتركيا التي تحاول بذل قصارى جهدها لإبراز “أحرار الشام” كتنظيم معتدل، وذلك طمعًا بالدعم الغربي الأمريكي الذي يمكن أن يسهل مشروع إقامة المنطقة العازلة، ولهذا نجد أن تركيا عينت “مهند المصري” بدل “الشيخ”، والمصري معروف بولائه للأتراك من خلال علاقته المتينة مع “أبو العباس الشامي” الملقب بـ” محمد أيمن أبو التوت”، وهو أحد مؤسسي الحركة وتربطه علاقات قديمة مع الاستخبارات التركية منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

ومن أسباب اختيار تركيا للمصري بديلاً عن سابقه، كونه يحظى بثقة تركية وإجماع من قيادات الحركة في آن واحد، وخاصةً أن “مهند المصري” من مواليد قلعة المضيق في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وهذا ما يسعى إليه قادة الحركة الذين ينتمون في غالبيتهم إلى محافظة حماة، ويعتقدون أن قائد الحركة يجب أن يكون من حماة أيضًا، لأن المؤسس “حسان العبود” من مواليد سهل الغاب في حماة، فهم حسب وجهة نظرهم أحق من غيرهم بالقيادة.

 

ومما دفع تركيا إلى انتخاب “المصري” كونه يبدي موافقة أكبر على المشروع الذي تحاول تركيا من خلاله السيطرة على حلب، وخاصة بعد أن تمكنت الجماعات التكفيرية من السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري إثر العاصفة الرملية التي ضربت سوريا، ولهذا فإن تركيا ورغم كل الخسائر التي منيت بها تحاول إعداد “جيش الفتح” وبشكلٍ خاص حركة “أحرار الشام” لمعركة الشمال وجعله تحت قيادة لا تنهزم كما في كل مرة.

 

خلاصة الكلام أن حركة “أحرار الشام” لم تقم بتبديل قائدها عبثًا أو إظهارًا للديمقراطية كما يدعي الموالون لها، وكل ما في الأمر أنها تحاول التستر على الخيانات التي تحصل داخلها وأن تركيا تحاول إنقاذ “أحرار الشام” من هيمنة الاستخبارات السعودية، وأما عن مصير “هاشم الشيخ” الذي تم عزله فلم يتضح فيما إذا كانت الحركة ستعاقبه أو أن السعودية ستشفع له عند تركيا، وسيتم تسليمه مناصب صغيرة، هذا إذا لم يلذ بالفرار.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق