التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

التقارب المصري السوري هو الحل 

لا أعرف السبب الذي يجعل البعض يتخوفون من إظهار ما بداخلهم تجاه الأزمة السورية، فأنا أعرف الكثيرين ممن يرون في بقاء الرئيس السوري الشرعي بشار الأسد، ضرورة لا يمكن المزايدة عليها، بعد أن تحمل الكثير في سبيل إعادة الاستقرار إلى بلاده والأمن لشعبه، فلو كانت استقالة الأسد من رئاسة سوريا هي الحل للأزمة لفعلها، وأنا واثق في هذا، لكن الأزمة لها أبعاد متشابكة ولا يمكن اختصارها في شخص الرئيس الأسد.

 

 لقد اشتعلت الأزمة السورية في النصف الأول من عام 2011، عندما خرجت بعض المظاهرات البريئة، والتي طالبت ببعض الإصلاحات السياسية وهو أمر مشروع، لكن ما حدث بعد ذلك من تكوين ما سمي بالجيش الحر، والذي رأسه وأشرف على تسليحه وتدريبه مجموعة من المتقاعدين العسكريين في سوريا، في محاولة لتدمير الجيش السوري، وهو مخطط صهيوني بلا شك، فالرابح الوحيد من تدمير الجيش السوري هو الكيان الإسرائيلي. والواضح أن التحديات والأخطار التي تواجهها سوريا، من إرهاب مدعوم من الغرب ومخططات تقسيم المنطقة لدويلات صغيرة مفككة، هي نفسها التي تواجه مصر، الأمر الذي يخلق حالة من التقارب بين الدولتين، اللتين كانتا عبر التاريخ كيان واحد يقف جنبا إلى جنب في مواجهة أي عدو، بالرغم من محاولات الوقيعة بين البلدين، والتي تمت خلال حكم جماعة الإخوان لمصر، حيث أرسلت الجماعة مقاتلين للانضمام لصفوف المعارضة، إلا أن يقظة الجيش المصري وهبة الشعب في وجه الجماعة أوقفت المخطط.

 

 وتواجه مصر وسوريا معا حربا إعلامية شرسة، حيث يمول القائمون على المخطط الغربي الصهيوني، لتقسيم المنطقة العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية، ويدفعون لها الملايين من الدولارات، لتكون أسلحة في الحرب على مصر وسوريا، فبثت الأخبار الكاذبة والتقارير المزيفة، وقامت بفبركة الفيديوهات والصور، لخداع شعوب المنطقة والعالم، وكانت في قيادة المؤسسات الإعلامية العربية القائمة بذلك قناة قطر، التي تدفع لها الحكومة القطرية الملايين لتواصل حربها على الحكومتين المصرية والسورية.  

 

وقد روى لي صديق أثق في روايته، أن قناة الجزيرة كانت تبث تقريرا قالت إنه بث مباشر من سوريا، ويظهر فيه اشتباكات في درعا في سوريا، وعشرات القتلى والمصابين يتساقطون، وكان صديقي متواجد في المنطقة التي تتحدث عنها القناة، ولا يوجد أي اشتباكات ولم يحدث أن سقط وقتها لا قتلى ولا مصابين في المكان الذي أشارت إليه القناة، وعلى هذا المنوال يمكننا أن نقيس الكثير والكثير، من تلك القناة وغيرها من القنوات ووسائل الإعلام الأخرى.  

 

كل ما يجري يؤكد أننا في حاجة لتوافق مصري سوري لوقف المخطط الذي يتعرض له البلدان، وقد جاءت زيارة رئيس مكتب الأمن القومي السوري، اللواء علي مملوك، إلى القاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، خطوة في الاتجاه الصحيح، وينبغي أن تستكمل بخطوات أخرى مشابهة وعلنية، فيكفي أن يستمر التواصل في الخفاء، فليس على رؤوسنا شيء نخشى افتضاح أمره، فالنظام السوري نظام شرعي، جاء بانتخابات شعبية سليمة، كما أن الأصوات التي تزايد على تقارب مصر مع سوريا في هذا الشأن هي نفسها التي تهاجم الجيش المصري، ولا تقف بجانبه حتى في حربه على الإرهاب في سيناء. ولكن القاهرة تحسب عدة حسابات أخرى في هذا الشأن من التقارب مع النظام السوري في ظل بقاء الرئيس السوري، حيث تربطها علاقات قوية بدول الخليج، لاسيما السعودية والإمارات، وهي الدول التي ترفض التقارب مع النظام السوري في ظل بقاء الأسد، بل وتطالب برحيله قبل أي حديث، لكن ما يجري في الغرف المغلقة والضغوط الروسية المبذولة بجانب الضغوط المصرية، قد تسفر في النهاية عن إنهاء الأزمة وعودة الاستقرار والهدوء للمنطقة، ولكن شريطة تعاون الجميع مع الأسد للقضاء على الإرهاب.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق