مغالطات عند الوزير خالد بن أحمد آل خليفة
منذ عام ٢٠١١، لا يزال الشعب البحريني يعيش “عناد” نظام آل خليفة الرافض للمطالب الشعبية، ولا يزال الشعب البحريني مُصرٌّ على نيل كافة حقوقه، وعلى رأسها الحرية والديمقراطية، ورغم مضي سنواتٍ طويلة على بدء الثورة البحرينية لا الشعب أصابه مللٌ من “الثورة”، ولا نظام آل خليفة أصابه كللٌ من التضليل والمغالطة التي شهدنا أحد فصولها في حوارٍ أجراه خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، مع صحيفة الشرق الأوسط، وفي الحوار لم يُدْلِ الوزير البحريني “بتصريحات”، بل قدم طبقًا دسمًا من “المغالطات”.
أكثر ما هو ملفت في كلام الوزير، اعتباره أن “الاتفاق النووي لم يغطِّ كافة مصادر التوتير الذي تقوم به حكومة إيران”، عن أي توتيرٍ يتحدث الوزير، هل تقصد يا معالي الوزير المتفجرات التي ادعت السلطات البحرينية كشفها مدعيةً أنها تستهدف أمن البحرين والسعودية والتي قلت عنها أنها “كانت كافية لإزالة مدينة المنامة من الوجود”، كلامك هذا أشبه ما يكون بطرفةٍ سياسية تحاول من خلالها أن تبرر موقف آل خليفة المعادي لإيران، ولتجعل من التدخل السعودي في البحرين مشروعًا كون الرياض تحاول حفظ نفسها من “المتفجرات”، ولكن يا سيادة الوزير إيران تملك من القدرة ما مكنها من الجلوس مع مجموعة ٥+١ سنوات طويلة لتنال في النهاية حقها المشروع والسلمي، ما يعني أنها لو كانت تستهدف البحرين، لكنا الآن نقرأ في صحيفة الشرق الأوسط مقالاً عن الذكرى الرابعة لرحيل “نظام آل خليفة”.
ولماذا ستُرسل المتفجرات إلى البحرين!؟ هل لقتل أهل السُّنة كما يروج إعلامكم يا معالي الوزير!؟ لو كانت إيران تسعى لمخططات طائفية لظهر بصيصها، فلم نسمع طيلة العقود الماضية أن طهران شنت حربًا أو فجرت مسجدًا على أسسٍ طائفية أو دعمت فكرًا غير فكر المحبة والأخوة في الإسلام! ولو كانت سترسل المتفجرات إلى السعودية لأدخلتها عن طريق سواحل السعودية نفسها، وليس إلى البحرين ثم إلى السعودية كما ادعيتم سابقًا، أما عن مطالبتك أيها الوزير إيران “بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى” نحن لم نرَ أي جندي إيراني دخل إلى البحرين، ولكن شهدنا آلاف الجنود السعوديين اقتحموا البحرين وعاثوا فيها فسادًا، فماذا تسمون هذا؟ وماذا تقولون عن نظام آل خليفة الذي يواجه مطالب شعبية واسعة، ومع هذا يرسل الجنود والآليات إلى “اليمن” لقتل النساء والأطفال هناك لأسبابٍ طائفية بحتة، فهل هذا احترامٌ لسيادة اليمن وعدم تدخلٍ!؟
وأما عن تناقلك أيها الوزير اتهاماتٍ لإيران بتفجيرها الكنيس اليهودي في الأرجنتين، فيا ليتك يا وزير كنت تهتم بمساجد المسلمين في البحرين كما تهتم بالكنيس اليهودي في الأرجنتين، ليتك دافعت عن مسجد “بربري” ومسجد “الوطية” وعشرات المساجد الأخرى التي هدمها نظامكم، وأما بالنسبة لقولك “نحن في البحرين لم نهاجم أحدًا بتاتًا، نحن دائمًا في حالة ردة الفعل والدفاع عن النفس”، فمن أنتم، إذا كنت تقصد آل خليفة ونظامكم فيكفي أنكم عاديتم شعبكم وحاربتموه، وإذا كنت تقصد شعب البحرين، فلا يحق لكم التحدث باسم شعبٍ رافضٍ لكم ولسلطتكم، وأما عن تقديمك مقترحات وحلول للأزمة السورية، فكان جديرًا بك أن تتطرق إلى أزمة بلادك أولاً ولو بالإشارة.
أما قولك “الازدواجية هي أساس المشكلة”، فهنا قد صدقت، فلولا ازدواجية المعايير التي تنظرون بها والتي ذكرتها سابقًا لما كنتم كما أنتم عليه الآن، وبالنسبة للمطالبة بأن تغير “طهران سياستها وترفع يدها عن شيعة العرب وأهل بلدان العرب وتضع حدًا لسياسة التفريق على أساس طائفي” فأقول لك أيها الوزير ولكل الأنظمة العربية التي تتبع نفس سياستك: اسحبوا كرامتكم وسيادتكم من تحت اليد الأمريكية الغربية عندها ستعرفون حقيقة إيران، وستسمعون دعواتها للوحدة الإسلامية، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فستبقون ترون إيران من المنظار الأمريكي والإسرائيلي وستبقون قلقين إلى أن توافيكم المنية.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق