تصاعد الخلافات بين أذربيجان وامريكا والفرصة المتاحة امام ايران للاستفادة منها
اعتمدت جمهورية اذربيجان سياسة التقارب والتحالف مع امريكا منذ استقلالها لكن الفترة الاخيرة شهدت بعض التقلبات في العلاقات بين باكو وواشنطن فوجود اللوبي الأرمني القوي في الكونغرس الامريكي جعل العلاقات بين اذربيجان وامريكا معقدة لكن ورغم هذا التعقيد لاينسى الامريكيون ان بامكانهم الاستفادة من اذربيجان للضغط على روسيا وايران كما ان اذربيجان ايضا تريد الاستفادة من العلاقات مع امريكا لحل قضية اقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه مع ارمينيا.
بدء الخلافات بين اذربيجان وامريكا
كان المسؤولون الاذريون والامريكيون يسعون دوما الى تعزيز العلاقات بين البلدين لكن اندلاع الاحتجاجات في مدينة قوبا الاذربيجانية وحضور السفير الامريكي بين المحتجين الاذريين الغاضبين قد هدم لاول مرة جدار الثقة الكاذبة بين البلدين وعندها ادرك المسؤولون الاذريون ان امريكا لاتبحث عن تطور بلادهم اقتصاديا وسياسيا ولاتدعم قضيتهم في كاراباخ بل تريد ايصال حكومة ضعيفة وعميلة الى الحكم في باكو ليستفيدوا من موقع اذربيجان الاستراتيجي ضد ايران وروسيا، وبعد ذلك بفترة وجيزة طرح الامريكيون موضوع حقوق الانسان في اذربيجان وعندما اعتلقت السلطات الاذربيجانية مراسلة اذاعة امريكا الحرة في اذربيجان “خديجة اسماعيل اوا” بدأ فصل جديد من التوتر بين باكو وواشنطن.
ورغم التوتر السائد في العلاقات الامريكية الاذربيجانية لايزال المسؤولون الاذريون يتبعون سياسة الابتعاد عن ايران لأنهم يخشون ذوبان دولتهم في بحر القدرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاقليمة الايرانية ولذلك يطمع الامريكيون في انشاء قاعدة عسكرية لهم في اذربيجان لتهديد ايران والسيطرة على بحر قزوين وقد صرف الامريكيون مبالغ كبيرة لجعل وسائل الاعلام الاذربيجانية تبث برامج معادية لايران لتحريض الرأي العام الاذري كما نجح الامريكيون في ثني المسؤولين الاذربيجانيين عن تنفيذ مشروع مد خط انابيب نفط باكو- جيهان عبر الاراضي الايرانية وقد ذهبت هذه الانابيت نحو جورجيا.
ومن جهة اخرى استثمر الامريكيون اموالا طائلة في مجال استخراج النفط والغاز في اذربيجان وهم يريدون استبدال الثروة النفطية الموجودة في بحر قزوين بالثروة الموجودة في الخليج الفارسي وقد ضغطوا على المسؤولين الاذربيجانيين لانهاء تعاونهم مع ايران في مجال استخراج النفط والغاز في عام 1994 وبعد مرور عامين على ذلك التاريخ فرضت باكو حذرا عل نشاط كل المؤسسات الانسانية والدينية المؤيدة لايران داخل اراضيها وتم زج قادة الحزب الاسلامي الاذربيجاني في السجون وعندما طرح الامريكيون فكرة الهجوم العسكري على ايران سمعت في اذربيجان بعض الاصوات التي كانت تدعو لضم اذربيجان الايرانية بعد الضربة الامريكية.
تأثير التوتر القائم بين باكو وواشنطن على علاقات اذربيجان مع ايران
ان اذربيجان سعت على الدوام الى افهام الغربيين بأنها تبتعد عن ايران وتعاديها خدمة للمصالح الامريكية والغربية وقد افسحت باكو المجال امام التغلغل الامريكي الواسع في منطقة القوقاز للتصدي للنفوذ الايراني والآن يمكن لايران ان تستفيد من التوتر القائم حاليا بين باكو وواشنطن لزيادة نفوذها الاقتصادي والسياسي في جارتها الشمالية.
لقد عمدت اذربيجان الى تعزيز علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي وكانت تزيد من النفوذ الاسرائيلي داخل اراضيها وبشكل علني كلما يزداد التوتر بينها وبين ايران لكن هناك من يعتقد بأن الماكينة الديبلوماسية الايرانية قادرة الان على الاستفادة من التوتر القائم بين واشنطن وباكو للدخول في مفاوضات ايجابية مع السلطات الاذربيجانية من اجل تحسين العلاقات بين البلدين وزيادة النفوذ الايراني في اذربيجان خدمة للمصالح الايرانية ولمصالح الشعب الاذري المسلم.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق