هل تبدي طالبان المرونة في افغانستان خلال الفترة المقبلة أم ستستمر في عملياتها ؟
لاتزال الاوضاع السياسة والامنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في افغانستان متأثرة بوجود جماعة طالبان والاحداث الناجمة عن تحركات هذه الجماعة، ورغم ان التوقعات كانت تشير الى احتمال انتهاء الاضطرابات في افغانستان بعد بدء الجولة الجديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة الافغانية وطالبان والتي تجري بوساطة باكستانية لكن طالبان استأنفت عملياتها وهجماتها وتفجيراتها بعد الاعلان عن موت زعيمها الملا محمد عمر واحتلت العديد من المراكز الحكومية والمناطق الافغانية في الجنوب والشمال.
وكانت التكهنات الاولية بعد الاعلان عن موت الملا عمر تشير الى احتمال تشديد النزاع على السلطة في داخل طالبان واحتمال حصول انشقاقات في صفوف هذه الجماعة نظرا الى وجود اشخاص مثل عبدالمنان هوتك والملا يعقوب (شقيق والنجل الاكبر للملا محمد عمر) اللذين اعترضا على كيفية اجراء الانتخابات لتعيين خلف للملا عمر لكن بيعة هؤلاء مع الزعيم الجديد وهو الملا اختر منصور قد اعتبر دعما جديدا وقويا للقيادة الجديدة في طالبان من قبل كوادر هذه الجماعة وذلك على الرغم من احتمال وجود اعتراضات على قيادة الملا اختر منصور من قبل بعض الجماعات المنضوية تحت لواء طالبان لأسباب عرقية او سياسية او بسبب تدخلات الاجهزة المخابراتية التابعة لدول المنطقة.
وفي الحقيقة هناك احتمال لحدوث انشقاق بين صفوف طالبان وتقسيم هذه الجماعة الى قسيمن او اكثر بسبب الخلاف على زعامة الملا اختر منصور لكن دعم الاستخبارات الباكستانية لمنصور يضمن استمرار حياة جماعة طالبان على الرغم من وجود جماعات طالبانية اخرى معارضة لمنصور مثل جماعة محاذ فدايي وجماعة الملا دادالله وعبدالقيوم ذاكر وغيرهم من الجماعات التي تعارض مفاوضات السلام مع كابول او تعارض زعامة الملا اختر منصور.
ان التحليل القائل بان موت الملا عمر هو بداية انهيار وانتهاء جماعة طالبان يعتبر مغايرا للواقع لأن طالبان ستحتفظ بقوتها العسكرية والسياسية على الساحة الافغانية خلال سنة او سنتين قادمتين لكن تغيير الظروف والبيئة السياسية في افغانستان سيدفع طالبان نحو ابداء المرونة وان اهم العوامل المؤثرة في هذه البيئة السياسية هو كيفية “لعب” باكستان بورقة طالبان.
وهناك من يقول بأن استمرار مفاوضات السلام بين طالبان وكابول خلال السنتين القادمتين سيمكن الجماعات المتطرفة الاخرى مثل تنظيم داعش الإرهابي وغيره من ان يحلوا مكان طالبان ويستمروا في تنفيذ العمليات العسكرية والامنية لكن احتمال حدوث مثل هذا الامر لاينفي بقاء طالبان كلاعب اساسي في افغانستان خلال السنة او السنتين القادمتين كما ان باكستان ستظل تعتبر طالبان عنصرا حيويا بالنسبة اليها وستستمر في تقديم الدعم لها رغم وجود احتمال بأن تقوم باكستان ايضا بدعم جماعات اخرى مثل داعش او اية جماعة ارهابية اخرى الى جانب طالبان لتنفيذ مآربها الخاصة.
ان سرعة الاحداث في افغانستان والمنطقة المحيطة بها تجعل من الصعب التكهن بمستقبل الاوضاع في هذا البلد لكن المعطيات المتوفرة حاليا ترسم افقا مضطربا حيث نرى ان الجماعات المسلحة تتكاثر في هذا البلد وها هو تنظيم داعش قد بدأ باحتلال اراضٍ في افغانستان للاستفادة منها كمعبر استراتيجي للعبور نحو آسيا الوسطى وخاصة طاجيكستان ومن ثم تركمنستان.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق