باحث استراتيجي: وجود حزب الله وإيران في الجبهة العريضة لمحاربة الإرهاب ضروري لنجاحها
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد الباحث الاستراتيجي السوري محمد الشيخ إن الحديث عن وجود عسكري لروسيا في سوريا وتشكل الجبهة العريضة التي دعا إليها الرئيس فلاديمير بوتين لمحاربة الإرهاب إن كان يعتمد بشكل أساسي على الجيش السوري في الأرض فإنه لا يمكن أن يكون بمعزل عن وجود حزب الله كواحد من القوى الميدانية الموجودة على الأرض.
الشيخ وفي حديث خاص لوكالة أنباء فارس أكد إن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى لبنان خلال شهر آذار الماضي ولقائه بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والتأكيد الروسي على أهمية وجود حزب الله كضامن لأمن لبنان والمنطقة، كانت من بين التحضيرات الروسية للذهاب نحو الإعلان عن تشكل هذه الجبهة، وذلك لفهم موسكو العميق لما يتمتع به الحزب من قدرات ميدانية أثبتت فاعليته في معارك عدة وباستراتيجيات متبدلة بدءاً من معاركه ضد الكيان الإسرائيلي في جنوب لبنان، وليس انتهاء بمعارك القلمون والزبداني.
ولفت الشيخ إلى أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو تأتي للبحث عن تطمينات روسية من إن التحالف الذي تدعو إليه موسكو سيركز على أمن الكيان الإسرائيلي من خلال أخذ ضمانات من الروس على إن حزب الله لن ينتشر في مرحلة قادمة في المناطق المقابلة للشريط الحدودي بين الأراضي السورية المحررة في الجولان ونظيرتها المحتلة، إلا أنه سيعود بخفي حنين بكل تأكيد ولن يحصل على ما يرغب به، لأن الحكومة الروسية تبني علاقاتها مع أي طرف خارجي من خلال الاحترام المتبادل، وهو ما أثبتته السنوات السابقة من خلال علاقة موسكو مع دمشق على امتداد عمر الأزمة، فلم تتمكن القوى المعادية لسوريا من تحصيل موقف روسي ضاغط على سوريا للحصول على تنازلات تضمن نجاح المخططات الصهيوأمريكية في سوريا.
وبيّن الباحث السوري، أن المشاركة الإيرانية ستكون أكيدة في مثل هذه الجبهة لأسباب منها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون خارج سرب حلفاء سوريا على الأرض مع بدء هذه العمليات لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، كما إن المشاركة الإيرانية في محاربة الإرهاب كانت حاضرة منذ بداية الأزمة في سوريا والعراق، ولا يمكن تصور تحالف ضد الإرهاب بدون الوجود الإيراني الداعم للحق بكل قوة، إضافة إلى أن الإرهاب التكفيري المنتشر في سوريا والعراق هو تهديد مباشر للأمن القومي الإيراني، ويهدد المصالح الإيرانية الداخلية والخارجية، ولن تكون طهران إلا من أوائل العواصم المشاركة في الجبهة التي تدعو إليها روسيا، كما أن وجود حزب الله وإيران في الجبهة العريضة لمحاربة الإرهاب حاجة أساسية لنجاح عمل هذه الجبهة.
وختم الشيخ حديثه بالتأكيد على إن الولايات المتحدة الأمريكية باتت اليوم محصورة الخيارات، فمن جهة لا يمكنها محاربة الجهود الروسية بكونها ستفضح دورها في دعم وانتشار الإرهاب في المنطقة، وإن قبلت فإنها ستوافق على انهيار مشاريعها في المنطقة ككل، لكنها مرغمة على هذه الموافقة ومحاولة البحث عما يمكن تحصيله من مكاسب، كي لا تنهار جملة سياساتها. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق