الاسلحة الجرثومية في اليمن.. والصمت الدولي!
لازال الصمت الدولي المدوي حيال ما يجري في اليمن مستمرا، فمع كل مجزرة ترتكبها طائرات تحالف العدوان على اليمن، وبدل أن يخرق صوت القصف ومشهد المجازر جدار الصمت القاتل، يزداد المجتمع الدولي امعانا في صمته، كيف لا؟ والعدوان يعمل وفق ما يريده المجتمع الدولي نفسه تأمينا لمصالح دوله الكبرى. ومن المؤكد أن هذا العدوان ومن خلفه لم يرتووا بعد من سيل الدم اليمني الجاري منذ أشهر. فمنذ بداية العدوان السعودي الامريكي والمشهد هو نفسه، لم يتبدل سوى من سيء الى اسوأ. فقد اشتدت وتيرة القصف الاعمى رغم أن بنك الاهداف قد أفلس، لتبدأ الاستهدافات العشوائية للمدنيين الآمنين في سعي لإركاع الشعب اليمني بعد الفشل في إخضاع مقاومته الصامدة.
وفي نفس السياق تتحدث تقارير يمنية موثقة عن استخدام السعودية لقنابل جديدة في استهدافها للقرى والمناطق اليمنية ومنها قرى في صعدة واخرى في “جبل عطان” جنوب صنعاء. حيث استهدفت طائرات العدوان قرى نائية بقنابل فتاكة تستخدم للمرة الاولى. وهذا ما يؤكده اطباء يمنيون عن حالات من الاختناق واصابات لم يشهدوها من قبل. مؤكدين استخدام اسلحة جرثومية وكيميائية تؤدي الى حصول جراح ونزيف لا يمكن ايقافه بالاضافة الى غازات سامة أدت الى انتشار امراض مسرية لا يمكن علاجها.
هنا تعود الى الاذهان التقارير الصحفية الغربية ومنها تقرير لـ«ميدل ايست بانوراما» الذي تحدث عن اسلحة امريكية فتاكة محرمة دوليا استخدمت في افغانستان وسابقا في فيتنام. سلمتها امريكا الى الکيان الاسرائيلي الذي باعها بدوره الى السعودية. وقد ارسلت الى قاعدة الملك فهد العسكرية في الطائف في طائرات خاصة قادمة من الکيان.
كما ويشير تقرير للمنظمة الدولية لحقوق الانسان الى الاستخدام المفرط لاسلحة امريكية محرمة دوليا من قبل السعودية خلال عدوانها على اليمن. وتستند المنظمة إلى تقارير وصور جوية تؤكد استخدام هذه الاسلحة من قبل التحالف السعودي الامريكي وبخاصة في استهدافه لمناطق صعدة التي تعتبر المركز الرئيسي لحركة انصار الله اليمنية.
حقيقة الموقف الغربي المريب!
يقف المجتمع الدولي وبخاصة الغربي ازاء كل تلك الجرائم موقف المتفرج الصامت، وكأن المَشاهد هي من فيلم هوليوودي فيه الكثير من العنف والتشويق. وبدل المبادرة لايجاد حلول لهذه المأساة نجد اعلامه (الموجه) يكتفي باشارة عابرة الى ما يحصل في بلادنا. والعجيب أكثر أن الاعلام الغربي اليوم يضع في صلب اولوياته موضوع اللاجئين الهاربين الى اوروبا. على اعتبار أن هذه الازمة هي الاهم حاليا على الساحة الدولية. متناسيا أن هذه الازمة ليست سوى وليدة الحروب التي أدمت بلادنا والتي للغرب الدور الاساسي في إذكائها وتقويتها.
وهنا نقول لو كان الغرب يريد حقا انهاء ازمة المهاجرين واللاجئين الوافدين الى بلاده لسعى اولا الى الوقوف في وجه الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن وفي غيره من الأماکن في وطننا الاسلامي. فالحروب المنتشرة في بلادنا منذ سنوات ان في سوريا او العراق او اليمن هي السبب وراء حركة اللجوء الكبيرة التي تجتاح اوروبا. فبدل السعي لايقاف هذه الحروب يأتلف الغرب (بما في ذلك اوروبا) لتأمين الاسلحة الفتاكة لقوى العدوان على اليمن وسوريا والعراق. مما يؤكد أن ادعاء السعي لحماية حقوق الإنسان ليس سوى فقاعات اعلامية تهدف الى اظهار الجلاد بمظهر الرؤوف، وهو في الحقيقة الامر الكامن وراء كل القتل والدمار في بلادنا التي أصبحت ساحة لتجاربه العسكرية على الاسلحة الفتاكة التي لا تعترف لا بقوانين ولا أعراف أخلاقية.
ومع اقتراب عيد الاضحى المبارك يعود الحديث الخجول عن هدنة انسانية. نعم يجري التداول بالموضوع غربيا وعربيا بخجل، قد يكون السبب أن الجميع يدرك أن السعودية لا تعرف حرمة لعيد. والهدف من طرح الموضوع هو اعلامي فحسب ومن أجل ارضاء الرأي العام العربي والغربي. هذا مع العلم أن الهدنة ليست كافية ويجب الحديث عن ايقاف كامل للعدوان الذي لم يتمكن من تحقيق اي من أهدافه. (طبعا حقق الهدف بتدمير اليمن). فعلى المجتمع الدولي (ان كان صادقا) اجبار السعودية على ايقاف حربها الشعواء ضد الشعب اليمني بالاضافة الى ايقاف دعمها للحركات الارهابية المسلحة التي تعيث فسادا ودمارا في سوريا والعراق منذ سنوات.
في خلاصة الحديث، يُدرك الشعب اليمني جيدا وكذلك شعوب بلادنا العربية والاسلامية أن لا بصيص أمل في الافق لانهاء هذا الجنون السعودي ومن وراءه الامريكي الغربي. وكذلك تُدرك شعوبنا أن الامل الوحيد هو الاستمرار بالصمود ومواجهة المخططات الخارجية التي تُحاك لبلادنا حتى الوصول الى النصر النهائي.
المصدر / الوقت