التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الأزمة البحرينية والسيناريوهات الموجودة امام الثوار وايران 

تواجه السلطات البحرينية أزمة مشروعية بسبب عدم القيام باصلاحات سياسية ما دفع اطيافاً واسعة من المجتمع البحريني من الشيعة والسنة والعلمانيين الى الوقوف في وجه السلطات لكن السلطات البحرينية استطاعت ان تنجو بجلدها بسبب اعتمادها القمع الامني وبثها للخلافات الطائفية بين ابناء الشعب البحريني والدعم المالي والامني والعسكري السعودي المقدم لآل خليفة والضوء الاخضر الامريكي لقمع الاحتجاجات الشعبية في البحرين.
ويعتقد المراقبون ان دراسة اسباب استمرار حكم آل خليفة وعوامل استمرار الازمة البحرينية تقودنا نحو رؤيتين ونظريتين مختلفتين يمكن لثوار البحرين وايران التي تلعب دورا اساسيا في تقديم الدعم المعنوي للثورة البحرينية ان يتبنوهما، وهما نظرية “الاتفاق والمشاركة” ونظرية “المقاومة والتغيير”.

نظرية “الاتفاق والمشاركة”
تقول هذه النظرية “ان البحرين دولة صغيرة ذات تعداد سكاني قليل ولاتحظى بالاستقلال الكامل وكانت تتأثر تاريخيا بسياسات الدول الاجنبية وخاصة الغربية منها، وتعتبر هذه الدولة الصغيرة حديقة خلفية للسعودية من جهة وقاعدة للاسطول البحري الامريكي الخامس من جهة اخرى ولذلك لاتتمتع البحرين بالسيادة الكاملة وبما ان السعودية وامريكا لاتسمحان بحصول تغييرات جذرية في البحرين وهما تجيران امكاناتهما المالية والعسكرية من اجل عدم حصول هذه التغييرات فلذلك يصبح الحل في البحرين هو “الاتفاق” ومشاركة ايران في المشاورات التي ستحصل حول موضوع البحرين وكذلك مشاركتها في الخطوات الاقليمية والدولية التي ستتخذ بشأن البحرين، ولايمكن لهذا الحل ان يحدث تغييرات جذرية بل يمكن ان يحسن من اوضاع المواطنين الشيعة في البحرين”.

٢. نظرية “المقاومة والتغيير”
تفند نظرية المقاومة والتغيير النظرية الاولى وتقول بأن السعودية وامريكا لاتمتلكان القوة والامكانيات اللازمة لادارة الازمات في المنطقة كما كان يحصل سابقا لأن السعودية قد ضعفت وان امريكا قد غيرت من استراتيجياتها في هذه المنطقة، ويقول اصحاب هذه النظرية ان الخيبة الامريكية في مناطق مثل سوريا والعراق وافغانستان والفشل السعودي في بلدان مثل لبنان وسوريا يدلان على ضعف قدرة الرياض وواشنطن على التاثير على الاوضاع الاقليمية والدولية ولذلك يمكن لمقاومة الشعب البحريني واستمرار احتجاجاتهم واصرارهم على تغيير السلطة ان يؤديا الى نتائج هامة وتسجيل النجاح لكن يجب على البحرينيين ان يحولوا دون انتشار العنف والراديكالية ويستمروا من جهة اخرى في مقاومتهم ونشاطاتهم ويخططوا من اجل الحصول على النتيجة المرجوة في المستقبل.
ويقول مؤيدو هذه النظرية ان قدرات اللاعبين الاقليميين والدوليين الداعمين لنظام آل خليفة والسعودية تتقلص بشكل كبير كلما تقدمنا نحو الامام ولذلك يجب على المسؤولين الايرانيين ان يدرسوا بدقة موازين القوى في المنطقة واوضاع داعمي السلطات البحرينية لاتخاذ القرار الصائب في هذا المجال.
ان التغييرات الحاصلة في هذه المنطقة والعالم مثل حصول الاتفاق النووي بين ايران والغرب وازدياد اهمية الدور الروسي في المنطقة وعجز امريكا عن تقديم الدعم الشامل لآل خليفة وغرق السعودية في المستنقعين اليمني والسوري يمهد الطريق لايجاد تغييرات في البحرين وان استمرار مقاومة الشعب البحريني واستمرار احتجاجاته يعزز احتمال انطلاق مشاورات اقليمية ودولية لحل الازمة البحرينية خاصة بين ايران وامريكا.

ان استمرار الانتصارات الميدانية والدبلوماسية التي يسجلها محور المقاومة في المنطقة يهيئ الظروف لتحسين اوضاع المواطنين الشيعة في البحرين وموافقة آل خليفة على اشراك هؤلاء المواطنين بشكل اكبر في الحكم ولذلك يبدو ان تصاعد الاحتجاجات في البحرين واستمرار المطالبات الشعبية بشكل اقوى بالتزامن مع نجاح محور المقاومة والممانعة في فرض معادلات اقليمية جديدة يمكن ان يؤدي الى حصول تفاهم يحصل المواطنون الشيعة البحرينيون بموجبه على الحد الادنى من حقوقهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق