٢١ سبتمبر… ثورة الإرادة اليمنية الحرة واسقاط الوصاية والتبعية
اكتملت دائرة ثورة الشباب اليمنية وصار عُمرها عاماً كاملاً. عام من الخروج إلى الشارع والهتاف والاعتصام في الشوارع والساحات ذاتها. بالأهازيج والأغاني الشعبية خرج اليمنيون لإحياء الذكرى الأولى لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والتي بانبلاج فجر هذا اليوم كان اليمنيون على موعد مع إشراقة شمس الكرامة والعزة والحرية. عام يكتمل على ثورة شعبية حقيقية تعبر عن آمال وتطلعات أبناء هذا الشعب في الخلاص من كل أشكال الظلم والفساد والتبعية والوصاية الخارجية، خاصة وصاية نظام أسرة آل سعود، التي تسعى الى احتلال أرض اليمن، وتعمل على منع أي تغير أو تطور فيه وإفقار وإذلال أبنائه، وتسخير إمكانياتها لتدفع بهم إلى صراعات وحروب وأزمات لا تنتهي عبر مخططات تآمرية شيطانية أدواتها أولئك الذين أغواهم بريق المال والنفط المدنس والرغبة المريضة في الاستحواذ على السلطة، والتي بواسطتها تعرضت الثورة اليمنية في ٢١ سبتمبر لمحاولة الإجهاض بإشعال حرب بين اليمنيين وعليهم.
لبّى اليمنيون أمس دعوة زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي وخرجوا بعشرات الآلاف في احتفالات كرنفالية طوال يوم أمس منذ الصباح واستمرت حتى الليل. وفي مسيرات كبرى انطلقت من باب اليمن في صنعاء القديمة مروراً بشارع الزيري والتحرير وشارع العدل وانتهاءً بساحة رئاسة الوزراء وخط المطار كان صوت الموسيقى العسكرية يعلو فوق صوت القصف. وكان خلالها المتظاهرون يرددون شعارات تدعو إلى الوقف الفوري للعدوان السعودي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي وأعوانه منذ بدء العدوان، كذلك لم ينس اليمنيون اخوانهم في فلسطين، فرفع المتظاهرون لافتات تندد بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى كما تشجب القرارات السعودية بمنع الحجاج اليمنيين من زيارة بيت الله الحرام خلال موسم الحج هذا العام.
وتحدى أهالي صنعاء طائرات العدوان السعودي التي تقصف العاصمة بشكل عشوائي، حيث وجه المتظاهرون التحية والعرفان والشكر لأبطال الجيش و”اللجان الشعبية” على التضيحات والإنجازات التي يحققونها في وجه قوات العدوان ومرتزقته، رافعين صور الشهداء على لافتات ضخمة. وأكد المتظاهرون أن تظاهرة أمس «تؤكد للعالم أجمع أن الشعب يقف إلى جانب زعماء الثورة والجيش اليمني. وأكدّ المتظاهرون أنهم يرفضون كل أشكال الظلم والفساد والتبعية والوصاية الخارجية، وحكومة الرئيس الفار هادي لارتهانه للسعودية والذي دفع بالبلاد الى الخراب والدمار.
وأصدر المجلس السياسي لحركة أنصار الله بياناً حمل فيه التبريكات للشعب اليمني بمناسبة الذكرى الاولى لثورة ٢١ سبتمبر، ورأى البيان أن “الثورة مثلت خطوة متينة إلى الأمام وانتصاراً مهماً للشعب باعتبارها تجاوزت كل ما نصبته منظومة الاستبداد والطغيان والإجرام من فخاخ وألغام .” وأضاف البيان أن “الشعب وقف بعزم وإصرار في مواجهة المؤامرات التي كان آخرها الانقلاب على أهم عملية سياسية جرت في البلد متمثلة في عملية الحوار الوطني ومخرجاته”، لافتاً إلى أنّ “الثورة ترفعت عن تصفية الخصوم واتجهت إلى مد يد المحبة والإخاء وذلك من خلال توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي كان منصفاً حتى مع تلك القوى المتآمرة التي سعت من جديد إلى الانقلاب على هذا الاتفاق وكُلّ مطالب وآمال وأهداف الشعب معتمدة في ذلك على النفوذ” . وحيّا البيان “الصمود الأسطوري بعد عام من الثورة وستة أشهر من الصبر والكفاح والنضال والجهاد دفاعاً عن الوطن والثورة في مواجهة أخطر عدوان يتعرض له اليمن في تاريخه الحديث والمعاصر”، مجدداً تأكيد “عزم أنصار الله على الوقوف إلى جانب الشعب في معركة التحرر الوطني حتى طرد الغزاة والمحتلين، ونيل كامل الاستقلال، وتحقق الاستقرار” . كذلك ثمن بيان المجلس السياسي لأنصار الله للشعب “مواقفه المشرفة تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”، موجهاً “التحية إلى حماة الوطن والثورة والشعب، أبطال الجيش واللجان الشعبية، ونهنئهم على بطولاتهم التي يسطرونها في مختلف الجبهات في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، ونقف إعظاماً وإجلالاً وتقديساً لدماء شهداء وجرحى هذا الوطن المعطاء” .
ووجه المجلس رسالة إلى شعوب الأمة العربية والإسلامية وكل العالم أن “تعلي من القيم الإنسانية، الكفيلة وحدها بصون الأمن والسلم الدوليين وأن تواصل درب الأحرار في مواجهة الاستكبار العالمي وهيمنته التي تهدد الإرث الإنساني والحضارة البشرية ” .
إلى ذلك، جرت مساء أمس، في محافظة الضالع جنوبي اليمن، عملية تبادل للأسرى بين الجيش واللجان الشعبية من جهة والمرتزقة المؤيدين للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى، برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وحضور مندوبين عنها. وقال مصدر محلي مطلع، إن عملية التبادل جرت بين الجانبين، بعد مفاوضات ووساطة حثيثة، برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد من المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشخصيات السياسية من مختلف التوجهات . وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أن المؤيدين لهادي تسلموا من أنصار الله ١٥٠ أسيراً من أبناء محافظات الضالع ولحج وأبين وعدن وعدد قليل من بقية المحافظات الأخرى، مشيراً إلى أنهم سلموا الجيش واللجان الشعبية في المقابل ٦٩ أسيراً، وجثامين عدد من الشهداء .
وفي اليوم نفسه قام الجيش اليمني وأنصار الله باطلاق سراح ٦ معتقلين لديه، من بينهم أمريكيين وبريطاني وسعوديين كبادرة حسن نية، ليثبت للعالم أن الشعب اليمني يريد الصلح أما الاطراف الأخرى فلا تريد الا الخراب والدمار لليمن.
باختصار، لقد قرر الشعب اليمني في ٢١ سبتمبر أن يهزم عدوان أم الارهاب وداعش الكبرى في عُقر دارها، بعد التعنت السياسي والاستهتار الأممي والدولي بالحياة والإنسان والتاريخ والعمران في اليمن، وقادم الأيام سيشهد تحولات كبرى ستذهل العالم وتربك الطغيان والاستكبار العالمي . فاليمن جيشاً وشعباً ومقاومة مقتنعون أنهم يخوضون ملحمة الدفاع عن الإنسان والمكان والتاريخ والزمان في المنطقة بأسرها وكلّهم يثقون بنصر الله (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
المصدر / الوقت