التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الواقع الكردي والإنقسامات الداخلية وتأثيرها على مواجهة التحديات 

الملف الكردي في المنطقة بالعين الأمريكية لا یختلف عن أي ملف اخر من الملفات التي يمكن خلق أجواء توتر داخلها لما يخدم مشروعها الإستعماري، فصحيح أن هناك اختلافات وخلافات بين الأحزاب وحتى داخل الأحزاب الكردية نفسها إلا أن المشكلة الأكبر تبقى بإنخداع الأكراد بالتلاعب السياسي والدبلوماسي وبوعود الغرب لهم وهم في مقابل ذلك لا يعيرون الإهتمام للأسباب الحقيقية التي تقف خلف طرح الغرب الإستعماري وإعلامه لملفهم. الغرب الإستعماري وعلى رأسه أمريكا يستخدم الملف الكردي في المنطقة كورقة شد الحبال وتمرير مخططاتها وممارسة الضغوطات وتمرير الوعود من جهة أخرى، وهي في سبيل ذلك تعمل على خلق جو يتيح بالذهاب نحو المطالبة بالإنقسام والإنفصال عن محيطهم من جهة وتمارس الضغوطات على دول المنطقة في ذلك، ومن جهة أخرى تعمل على تمرير مخططاتها مقابل إعطاء الوعود لدول المنطقة بالحفاظ على الوضع الكردي الراهن من دون إحداث تغيير، هذه هي خلاصة الرؤية الإستعمارية الغربية للملف الكردي، وهنا تكمن مشكلة الأكراد بعدم دركهم للتلاعب السياسي الغربي الإستعماري بواقعهم، أو ان بعض الزعامات فيهم وللحفاظ على موقعهم كلاعبين على الساحة الكردية وعلى الرغم من ادراكهم للواقع الغربي إلا أنهم صاروا جزءاً من هذا التلاعب السياسي.

الواقع الكردي ومخاطر مواجهة جماعات التدمير
في الوقت الراهن يبقى التحدي الأكبر والأكثر خطورة ذلك المتمثّل بمواجهة جماعات التدمير والتخريب التي صنعها الغرب الإستعماري، هذه الجماعات التي لا منفذ لها إلى أي بقعة من بقاع الأرض التي تتمتع بطبقة شعبية منسجمة متآلفة لم ترهن نفسها لإرادة الخارج، وهي أثبتت خلال السنوات الماضية أنها تمكنت من التغلغل والدخول إلى المناطق المضطربة بكل سهولة، أو أنها لجأت في كثير من المناطق المستقرة إلى إحداث خلل واضطراب مصطنع داخلها مكّنها من اعمال مشروعها، ولذلك يُنظَر اليوم إلى الواقع الكردي غير المتآلف من جهة والمنخدع بالتلاعب السياسي الغربي من جهة أخرى على أنه ثغرة كبيرة ستمكن الجماعات التدميرية التخريبية من التغلغل داخل الواقع الكردي أو أنه سيكون سبيلاً إلى اضعاف امكانية مواجهة مشروعها التدميري، ففي خصوص الوضع العراقي فإن الحركة الكردية التي تعمل وفق سياسة غربية تقود الأمور إلى الإتجاه الذي سيكون بعيداً عن امكانية الحكومة العراقية من اعمال امكانياتها في ضرب هذه الجماعات التدميرية بخلاف المناطق الأخرى التي تواجد فيها جو الإنسجام بين الحركة السياسية العامة للبلاد والحركات السياسية المناطقية التي خلقت دعماً رشح عنه فيما بعد تشكيلات شعبية ساندت الجيش العراقي، هذا الأمر هو ما يفتقره الواقع الكردي.

الخلافات الكردية الداخلية وتأثيرها على قوات البيشمركة
الخلافات الكردية الداخلية أيضاً والإتهامات المتبادلة لا شك لها التأثير الكبير على حركة المواجهة والتصدي للجماعات التخريبية التدميرية، فمع اتساع دائرة الخلافات حول مسألة رئاسة إقليم كردستان العراقي فإن مخاوف بدأت تتجلى من تأثير ذلك على الجانب الأمني وذهاب الإقليم إلى دائرة المجهول، فالتوتر حتى الآن لا زال محصوراً بإطاره السياسي ولكن استمراره مع الأخذ بعين الإعتبار التصعيد بين القوى الكردية قد ينقل الخلافات إلى الساحة الشعبية التي ستضرب وحدة قوات البيشمركة بلا شك، فكافة الأطراف الكردية تتمتع بحضور شعبي لها، هذا الحضور والمعزز بفصائل مسلحة وامكانات معتبرة لا يمكن فصلها عن قوات البيشمركة.
هناك عوامل اضافية تعزز احتمال انتقال الخلافات من دائرتها السياسية إلى دائرتها الشعبية وقوات البيشمركة، فالإعتداءات التي يشنها سلاح الجو التركي على بعض المناطق الكردية وإنقسام الموقف حيال هذه الإعتداءات بين رافض وشبه مؤيد ومستنكر خجول لا شك سينعكس بقوة على قدرة المواجهة والتصدي لمخاطر الجماعات التخريبية التدميرية، هذا وتشهد الساحة الكردية موجة من الإتهامات المتبادلة بالتجسس لصالح قوى خارجية، وتعاون استخباراتي مع الجانب التركي وهو ما يشير بوضوح إلى انعدام الثقة المتبادل بين الأطراف الكردية ويقف حائلاً أمام المضي قدماً في مواجهة التحديات وصناعة الخيارات الإستراتيجية، وهو ايضاً من شأنه أن يسهل آلية التحكم الغربي بالورقة الكردية ويفتح لها مجالات وثغرات اضافية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق