المرجعية العليا تشدد على ضرورة إدامة زخم المعركة وإصلاح النظام الاقتصادي والإداري في البلد
كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ
شددت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالإمام أية الله العظمى السيد علي السيستاني{دام ظله الوارف} على ضرورة إدامة زخم المعركة مع الإرهابيين وإصلاح النظام الاقتصادي والإداري بعد انخفاض أسعار النفط.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس أنه” لا تزال المعركة مع الإرهابيين تمثل الأولوية الكبرى بالنسبة للعراقيين لان نتائجها تؤثر بشكل مباشرة على حاضرهم ومستقبلهم ومن هنا لابد من الاهتمام بإدامة زخم الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية والحفاظ على الرصيد العددي والمعنوي للمقاتلين في القوات المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين وأبناء العشائر”.
وأشار إلى انه” أذا كان العراق يواجه اليوم تحديات ومصاعب على أصعدة شتى كالأزمة المالية والمعركة مع الفساد وتكالب أصحاب المحاصصة السياسية على امتيازاتهم وغير ذلك فان هذا كله لايبرر أي تراجع في الاهتمام بالجهد القتالي في المعركة مع الإرهاب الداعشي”.
واكد الشيخ الكربلائي ان” التنسيق والتعاون المشترك بين قيادات القوات المقاتلة بمختلف عناوينها هو من الأسس المهمة للنجاح في هذه المعركة ولابد أن يستشعر الجميع وان يعلموا في ضوء ذلك بان هذه المعركة ,معركة وطنية ومصيرية وان النجاح فيها هو نجاح للجميع وان اي انكسار سيلقي بتبعاته وتداعياته على الجميع حاضرا ومستقبلا”.
ولفت الى ان” ادامة الدعم والإسناد للمقاتلين من حيث السلاح او الدعم اللوجستي او توفير رواتب المتطوعين وعوائل الشهداء او تكفل علاج الجرحى ونحو ذلك أمر يحظى ببالغ الأهمية في هذه الظروف والمأمول من الجهات الحكومية المختلفة إن تسخر إمكاناتها المتاحة للجهد الحربي وتقديم العون للقوات المسلحة في جبهات القتال كما أن المأمول من المواطنين ان يقدموا بما يسعهم من دعم معنوي ومادي لهؤلاء الأعزة”.
وقال انه” يجدر بالذين انعم الله تعالى بوفرة من المال ان يبادروا إلى رعاية المقاتلين وينفقوا مما أتاهم تعالى على عوائلهم وعوائل الشهداء ويتعهدوا بعلاج الجرحى تخفيفاً للعبء الملقى على عواتقهم”.
وفي محور أخر ذكر الشيخ الكربلائي انه “قد تحدثنا بما فيه الكفاية عن الحاجة الملحة إلى الإصلاح ومدى أهمية الإسراع بمكافحة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة وهي مسؤولية السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية”.
وأشار إلى أن” الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي والإداري قد أصبح أكثر وضوحا واشد إلحاحا في ضوء الانخفاض الشديد لأسعار النفط وتوقع العديد من الخبراء عدم ارتفاعها بشكل ملحوظ خلال الأعوام المقبلة مما يؤدي إلى زيادة الضغوطات على الاقتصاد العراقي وينذر بعواقب غر محمودة على البلد”.
وشدد على ضرورة “تجديد النظر في السياسيات المالية للحكومة وان يضع الخبراء الاقتصاديون حلولا مناسبة تقي الشعب العراقي أوضاعا أكثر صعوبة من الوضع الراهن ولكن من المؤكد انه لن تنفع أي حلول قبل أن يتم إصلاح المؤسسات الحكومية بشكل ملحوظ وان تتم مكافحة الفساد فيها بصورة جدية “.
وقال أن “الإصلاح بعضه يرتبط ببعض ولايمكن التفريق بين مؤسسات الدولة في العملية الإصلاحية ولابد من القيام بها وفي جميعها قضائيا وتشريعيا وإداريا”.
وخاطب الشيخ الكربلائي الذين يمانعون الإصلاح ويراهنون على إن تخف المطالبات به بالقول أن”الإصلاح ضرورة لامحيص منها وإذا خفت مظاهر المطالبة بها هذه الأيام فإنها ستعود في وقت أخر بأقوى وأوسع من ذلك بكثير”.
وبخصوص انتشار مرض الكوليرا لفت الشيخ الكربلائي الى انه” أعلن في الأيام الأخيرة عن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق في العراق وقامت السلطات المعنية باتخاذ بعض الإجراءات للسيطرة عليه ومكافحته والذي يهمنا هو ألفات المواطنين إلى أهمية رعاية الأمور التي تقلل من احتمال الإصابة بهذا المرض الفتاك ومن أهمها كما يقول الخبراء هو عدم استخدام المياه الملوثة واقتصار مياه الشرب للماء المعقم وتجنب شرب مياه الأنهار وغسل الفواكه والخضروات التي تؤكل بالماء المعقم وغسل اليدين قبل أعداد الطعام وقبل الآكل وبعد استخدام المرافق الصحية ومن الضروري أن يهتم المواطنين بالتعليمات للوقاية من هذا المرض الخطير حماية لأنفسهم من الإصابة به .انتهى