التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

اردوغان والتراجع المفاجئ عن الدعوة لإسقاط الأسد 

بعد ان تشبث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طوال 5 سنوات بتنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم معتبرا ذلك الطريق الوحيد لانهاء الأزمة السورية تراجع اردوغان عن موقفه هذا واتخذ موقفا مرنا وقال ان بامكان الاسد ان يكون جزءا من مرحلة انتقالية في اطار حل الازمة السورية، وقد أتى موقف اردوغان هذا بعد مواقف مماثلة صدرت من الدول الغربية.

وتشهد مواقف قادة الدول الاوروبية مزيدا من المرونة تجاه سوريا في الآونة الاخيرة بعد تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين وقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري “ان الاسد يجب ان يتنحى عن السلطة لكن ليس بالضرورة مباشرة بعد التوصل لحل لانهاء الحرب”، وتشير هذه المواقف الغربية إلى ان جبهة اعداء الاسد قد توصلوا الى نتيجة مفادها أن خيار الحسم العسكري لصالح النظام السوري او لصالح المعارضة له نتائج سلبية ولايوجد هناك الآن اي خيار سوى خيار الحل السياسي للأزمة السورية.

وهناك من المراقبين من يعتقد بأن تغيير موقف اردوغان سبب صدمة لحلفائه العرب لأن هؤلاء كانوا يعتبرون تركيا قاعدة رئيسية لنشاطاتهم ضد سوريا بعد ان تحولت تركيا خلال السنوات الاخيرة الى ممر رئيسي لتدفق العناصر الارهابية نحو سوريا ودعمت هؤلاء الارهابيين بالسلاح، وكان اردوغان يرفض حتى الانضمام إلى التحالف الدولي المتشكل ضد تنظيم داعش الإرهابي ويصر حتى فترة قريبة على ضرورة اقامة منطقة حظر للطيران في شمال سوريا في وقت كانت روسيا وايران تدعوان الى حل دبلوماسي للأزمة السورية.

الاستدارة نحو موسكو
ان تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا في الاسابيع الاخيرة قد احدث تغييرات في جبهة اعداء سوريا وبات هؤلاء يستديرون نحو روسيا واحدا تلو الآخر معلنين ان التعاون مع روسيا ضروري من اجل القضاء على الارهاب، وقد اعلنت واشنطن انها ستتعاون عسكريا مع روسيا في مواجهة داعش كما غيرت تركيا والكيان الاسرائيلي موقفهما ايضا بعد ايفاد مسؤولين الى موسكو.
ان امريكا وحلفائها كانوا يعقدون الأمل قبل الآن على تدريب المعارضة السورية من اجل اسقاط الاسد لكن اعتراف البنتاغون بفشل هذا المشروع دفع اعداء سوريا نحو تغيير مواقفهم والتعاون مرغمين مع روسيا لكي يضمنوا لأنفسهم لعب دور في مستقبل سوريا كما ان وصول اللاجئين السوريين الى اوروبا خلال الاسابيع الاخيرة دق ناقوس الخطر لاعداء سوريا الذين اصبحوا يتحدثون الآن عن حل سياسي.
ولا يخفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدفه من التدخل العسكري في سوريا وقد اعلن في مقابلة مع قناة سي بي اس الامريكية ان انقاذ حكومة الرئيس بشار الأسد هو هدف روسيا بكل تأكيد لأن من يسعى الى تدمير الحكومة السورية يريد خلق اوضاع مشابهة للعراق وليبيا، وقال بوتين ان الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية هو دعم المؤسسات الحكومية في هذا البلد وتقديم المساعدة في الحرب على الارهاب.
ولم تخفِ روسيا دعمها لسوريا في يوم من الايام وقد قامت موسكو مؤخرا بتهديد واشنطن بأنها ستقوم لوحدها بمحاربة تنظيم داعش اذا لم تتعاون واشنطن معها في هذه الحرب وعندئذ اعلنت وزارة الدفاع الامريكية احتمال التعاون مع الروس في هذا المجال وقد قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الخميس الماضي إن “الولايات المتحدة تريد عدم تضارب مصالحها مع مصالح روسيا في سوريا في ظل الرغبة المشتركة في هزيمة مقاتلي داعش هناك” مضيفا “سنستمر في العمل مع روسيا في القضايا التي تختلف فيها مصالحنا”.
وفيما اكدت وسائل الاعلام نقلا عن مصدر في الإدارة الأمريكية عزم الرئيس الامريكي باراك اوباما على الالتقاء بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ونية اوباما بحث الأزمتين السورية والاوكرانية مع بوتين يتوقع المراقبون ان تترك مواقف بوتين وتصريحاته في نيويورك تأثيرا على مواقف الدول الغربية المعادية لسوريا حيث من الممكن ان تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من المرونة الغربية تجاه الازمة السورية وايلاء اهتمام اكبر بقضية محاربة تنظيم داعش في سوريا ويمكن في العراق لاحقا.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق