التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

دور السلطات السعودية في حدوث كارثة منى 

يستطيع المرء ان يسمي موسم الحج في هذا العام بأحد أكثر المواسم حزنا بعدما تسبب سقوط رافعة في داخل الحرم المكي في البداية بمقتل وجرح المئات من الحجاج ومن ثم وقعت كارثة منى التي قتل فيها نحو الفين من الحجاج ايضا وجرح الآلاف ما يطرح تساؤلا كبيرا حول الاسباب الحقيقية لهذين الحادثين المروعين ومسؤولية السلطات السعودية.

لقد عمدت السلطات السعودية منذ وقوع حادثة التدافع في مشعر منى الى تبرير هذا الحادث الأليم والتنصل من مسؤوليتها دون تقديم الاعتذار فقد قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان سبب الحادث كان ارتفاع درجات الحرارة وشعور الحجاج بالتعب مضيفا بأن سير بعض الحجاج في الجهة المخالفة لحركة سير باقي الحجاج ووقوع تصادم بين مجموعتين من الحجاج هو سبب التدافع ووقوع حادثة منى، لكن من الواضح ان كلام هذا الشخص ليس الا تنصلا من المسؤولية وتبريرا غير مقبول لأن درجات الحرارة مرتفعة دوما في السعودية وهناك اشهر تكون الحرارة اعلى مما هي عليه الآن كما ان تعب الحجاج واكثرهم من الكبار في السن ليس بالامر الجديد والمستغرب.

ان سير بعض الحجاج في الجهة المخالفة لحركة سير باقي الحجاج ليس الا كذبا لأن الحادث وقع في بداية النهار حينما يتجه جميع الحجاج نحو جهة واحدة واذا حدثت حركة عكسية فإنها تكون للهروب من الكارثة، اما القول بحصول تصادم بين مجموعتين من الحجاج فهذا عذر اقبح من الذنب لأن السعوديين هم المسؤولون عن هداية وتوجيه قوافل الحجاج في منى فكان يجب عليهم ان يحولوا دون وقوع التصادم.
ان القوات الامنية السعودية قد قامت بإغلاق الشارع رقم ٢٠٤ الذي يسلكه عادة الحجاج الايرانيون والهنود والافارقة والباكستانيون وهذا ما تسبب بازدحام مئات آلاف الحجاج في معبر ضيق جدا، ان إغلاق هذا الشارع كان متعمدا وقد استمر طويلا حيث ازداد الازدحام وحدثت الكارثة وعلى السلطات السعودية ان تجيب لماذا اغلقت طريقا كانت قد اعلنته سالكا لذهاب الحجاج ولماذا اوقعوا الحجاج في “فخ”؟
لماذا حدثت الكارثة؟
يقول البعض ان الشارع رقم ٢٠٤ قد اغلق بسبب مرور موكب ولي العهد السعودي لكن هذا النبأ لم يتم التأكد من صحته حتى الان وان الحديث يدور الان حول وجود صلة بين وقوع كارثة منى وقضية انتقال السلطة في السعودية بعد موت الملك عبدالله حيث يعتقد المحللون ان الحجاج قد سقطوا ضحية الصراع على السلطة في داخل الاسرة السعودية الحاكمة التي فيها الكثير من المتذمرين والساخطين على الملك سلمان والذين استغلوا موسم الحج هذا لاثبات عدم كفاءة الملك الجديد وفريقه.
ان قوى الامن السعودية الذين قاموا باغلاق الطريق الذي يسلكه الحجاج لم يفعلوا هذا الشيء من تلقاء نفسهم بل هناك من امرهم بهذا كما ان عمليات اغاثة المصابين بعد وقوع الحادث قد جرت ببطء شديد حيث قال شهود عيان ان الكثير من الحجاج الجرحى الذين كانت اجسامهم تتحرك بعد الحادث قد توفوا لاحقا بسبب عدم اغاثتهم، كما اكد هؤلاء الشهود ان الحادث وقع عند الساعة ٨:٤٥ صباحا لكن عمال الاغاثة قد وصلوا الى مكان الحادث عند الرابعة عصرا وبدأوا بفحص نبض الحجاج المصابين للتأكد من حياتهم او وفاتهم!!
ان القوات الامنية السعودية قد منعت دخول باقي عمال الاغاثة من باقي البلدان الى منطقة وقوع الكارثة وسمحت بوصول عدد صغير جدا من عمال الاغاثة من غير السعوديين الى هذا المكان وهذا فعل مريب.
ان سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في موسم حج هذا العام يضع علامة استفهام كبيرة امام ادعاءات السعودية بانها تخدم الحجاج المسلمين وانها تسعى لاقامة مراسم الحج بشكل افضل من خلال تنفيذ مشاريع بناء وشق الطرق وما شابه ذلك لأن نتيجة افعال السعوديين لم تنعكس الا سلبا على الحجاج وأمنهم وحياتهم وهذا ما يحتم على كافة الدول الاسلامية لكي تتابع موضوع اخراج مراسم الحج من تحت إمرة وسيطرة آل سعود لتكون تحت اشراف الدول الاسلامية جمعاء وبأفضل طريقة ممكنة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق