تحالف إستراتيجي حقيقي ضد الإرهاب
عبدالرضا الساعدي
منذ البدء ، كنا وما زلنا لحد الآن ، نعتقد ونقرأ الحدث جيدا بأن ما فعلته وتفعله أمريكا وحلفاؤها الغربيين والعرب ضد داعش الإرهابي في المنطقة ليس سوى عرض مسرحي ، وليس توجها جديا وحقيقيا للقضاء على بؤر الإرهاب في المنطقة ، مادام هذا التنظيم التكفيري يحقق أهدافا خبيثة وبعيدة المدى تصب في صالح إسرائيل والغرب، ويعمل بالضد من الدول المواجهة للمخططات (الصهيوأمريكية) في المنطقة ، هذه الدول التي تستقريء الحدث بوضوح وبعدٍ إستراتيجي وحان الوقت لكي تضع النقاط على الحروف من أجل مواجهة جادة وحقيقية ضد هذا الوباء الإرهابي التكفيري المزروع والمدعوم من قبل شياطين الغرب وعلى رأسهم أمريكا وحليفتها إسرائيل.
هذه الدول المتحالفة والمتمثّلة بالعراق وإيران وسوريا وروسيا ، من شأنها إيقاف هذا العرض الهزلي غير الممتع وغير النافع للمنطقة أبدا العرض العسكري البائس والمفضوح من قبلنا ، الذي أريد له أن يكون غطاءً لتفكيك سوريا وتقسيم العراق وتهجير شعبيهما ، ومن ثم فقد ‘‘ قرّرت هذه الدول المتحالفة (العراق وإيران وروسيا وسوريا) إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضمّ ممثّلي هيئة أركان جيوش الدول الأربع. هذا المركز يأتي كمقدمة لعمل أوسع تأثيراً وفعالية وهو يأتي بلا شك بعد فشل الحلف الأمريكي بل وتبيّن عدم مصداقيته في القضاء على الجماعات التي ولّدها، بل أن الهدف حمايتها وإكمال الوظيفة التي فشلت الجماعات التدميرية في تحقيقها لوحدها،، _ بحسب تعبير مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو.
اليوم ، بات جميع المعنيين أو المستهدفين من قبل (داعش) الصهيوني ، يرى الحقيقة ويميز الأساليب والمعالجات الجادة من غيرها ، وبدأ يعمل منذ فترة على معالجة الخطر المحدق بنا وبالمنطقة بالشكل الذي يناسب مستوى هذا التحدي ، وليس وفق المزاج والأسلوب الأمريكي الذي يطبخ على نار هادئة وبدعاية أكبر من الفعل بكثير كي يتمدد الإرهاب فيتحكم هو بالمنطقة كقوة متفردة قادرة على الشد والجذب بالطريقة التي تناسبه وكطرف يرمي من بعيد وإلى البعيد في سبيل تقوية نفوذه وحليفته إسرائيل في المنطقة .. لذا ، وحسب رأي المحللين والإعلاميين وأصحاب الرأي فإن هذا التحالف ‘‘ من شأنه إنشاء حلقة تبادل للمعلومات وتوزيعها بين الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلّحة للدول المشاركة في المركز. هذا المركز وإنطلاقا من جديّته في العمل قد يضم دولاً أخرى مستقبلاً، وهو بلا شك مقدمة لجمع جهود دول المنطقة لمواجهة الجماعات التخريبية والذي قد يرشح عنه لاحقاً آلية عمل تؤدي إلى انشاء مركز للتخطيط العملياتي وإدارة قوات مشتركة بين الدول المشاركة في سبيل محاربة الجماعات التدميرية. كل هذا التعاون لن يكون سبيلاً فقط لضرب الفكر التخريبي التدميري في المنطقة بل سيكون مقدمة لإضعاف التسلط الإستعماري في المنطقة وبداية تشجيعية لبعض الأنظمة الحاكمة ذات الإرتباط مع المخطط الإستعماري الغربي لفك ارتباطها معه‘‘.. وهذا يعني أننا مقبلون على مرحلة مهمة وجدية في مواجهة الإرهاب ودول الإستكبار التي تدعمه ، على المستوى الآني والإستراتيجي ، مما يمنحنا الكثير من الصفات التي فقدناها طيلة مرحلة من الزمن ومن بينها التمييز والاعتماد على قدراتنا الذاتية بالتعاون مع حلفائنا المخلصين الحقيقيين القادرين على الحل والوصول إلى برّ الأمان في أقرب وقت وبأقل الخسائر وبأكثر فائدة على المستوى القريب والبعيد بالنسبة لمصلحتنا الوطنية خاصة ومصلحة بلدان وشعوب المنطقة عموما .