التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ ٧٠: كلمات عكست توازن القوى ودعم الحلول السياسية 

حتى آخر ساعات ليل أمس كانت تتوالى كلمات رؤساء الدول والمندوبين في الامم المتحدة وقد ذخرت الجمل والعبارات بالمواقف المهمة وبوضع النقاط على الحروف . وتوجّهت أنظار العالم إلى ما سيقوله الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الروسي بوتين خاصة بعد الأحداث الأخيرة في سوريا وتدخل روسيا بشكل مباشر. واغتنم كل رئيس منبر الأمم المتحدة لتوضيح رؤيته حول قضايا متعلقة بالأزمات والأوضاع الإقليمية والدولية وبرز التقارب والتناقض بين الأطراف، وأعاد بعض الرؤساء التذكير بالثوابت فيما حاول آخرون إعطاء مواقف منخفضة الحدّة في ظل مشهد سياسي وأمني يعصف بالمنطقة كلها. فكيف كانت أبرز المواقف التي جاءت في كلمات الرؤساء بوتين وأوباما وروحاني المشاركين في أعمال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة الـ ٧٠ التي افتتحها الامين العام للمنظمة بان كي مون؟

بان كي مون: لا حلّ عسكري في سوريا واليمن
قال بان كي مون أن معالجة أزمة الهجرة إلى أوروبا يجب أن تكون بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف، وحث الإتحاد الأوروبي على القيام بالمزيد من الجهود للوصول إلى خاتمة مناسبة لحل هذه الظاهرة. وأشار إلى انه دعا إلى اجتماع وزاري في الأمم المتحدة غداً في محاولة لتحديد مقاربة شاملة لمواجهة أزمة الهجرة، مشيراً إلى أن لبنان وتركيا والأردن يستضيفون ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين.
ودعا كي مون للمرة الأولى، إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأكّد أن ّ حل الأزمة السورية هو بيد خمس دول هي روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وتركيا، وقال إن العجز الديبلوماسي لمجلس الأمن الدولي وغيره على مدى ٤ سنوات أدى إلى خروج الأزمة السورية من السيطرة، مشيراً إلى أن المسؤولية الأساسية في تسوية النزاع تقع على الأطراف المتنازعة في سوريا الذي حوَّل بلادهم إلى أنقاض. أّما فيما يتعلق بأزمة اليمن دعا الأطراف المعنية للجلوس إلى طاولة الحوار، وإلى وقف القصف في اليمن الذي يدمر المدن والبنى التحتية والتراث التاريخي في هذا البلد، مؤكداً أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع فيه. وأشاد بأهمية الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، وبأهمية تبني الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة حتى عام ٢٠٣٠.

الرئيس بوتين: لتكثيف العمل مع الأسد، وتشجيع التغيرات في العالم يؤدي إلى عواقب كارثية
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أمام الجميعة العامة للأمم المتحدة علماء المسلمين أن “يقولوا كلمتهم للحيلولة دون تجنيد الناس، في الوقت الذي يشوه فيه تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية القيم الإسلامية”. وأكّد أنه لا أحد يحارب الارهاب في سوريا سوى الجيش السوري والوحدات الكردية .
ورأى بوتين إن دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا تشهد تدفقاً للإرهابيين، وأنه لا يمكن التغاضي عن قنوات تمويل ودعم الإرهاب وأشار أن موسكو تفكر في تكثيف عملها مع الرئيس الأسد وأنّ ليس لديها طموحات في سوريا.
ودعا بوتين إلى “احترام التنوع في العالم”، مضيفاً أن “تشجيع التغيرات في العالم يؤدي إلى عواقب كارثية”. و أشار إلى تزايد الخطر الإرهابي شاملاً مناطق جديدة في العالم بما فيها روسيا. وأنه لا يمكن التغاضي عن قنوات تمويل ودعم الإرهاب، بما في ذلك التجارة غير الشرعية للنفط.
وحول مشكلة تدفق اللاجئين إلى الغرب رأى الرئيس الروسي أنه لا يمكن حلها “إلا بإعادة المؤسسات المدمرة للدول”. وكان الرئيس الروسي قد استبق لقاء القمة مع نظيره الأميركي باراك أوباما، بالإشارة إلى أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الأزمة في سوريا هو دعم الرئيس بشار الاسد. وأنّ بلاده لا تفكر بالمشاركة في عمليات برية في سوريا، أقله في الوقت الراهن.
وأعلن بوتين أن روسيا ستعقد في الأيام القريبة اجتماعاً وزارياً لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى لمواجهة داعش.

الرئيس أوباما: للتعاون مع روسيا وإيران دولة عريقة
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “إن الولايات المتحدة لن تقبل بقوة إرهابية مثل داعش في سوريا”، منتقداً في الوقت نفسه دعم دول محددة للرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه “طاغية قاتل للأطفال”. وأكد استعداد بلاده للعمل مع أي دولة بما فيها روسيا وايران من أجل حل الأزمة السورية، مشيراً :”إن الواقعية تحتم وجود مرحلة انتقالية منظمة مع حكومة جامعة”.
واعتبر أوباما أن العقوبات الغربية على روسيا بسبب أوكرانيا ليست رغبة في العودة إلى الحرب الباردة، مشدداً على أنه لا يمكن للعالم الوقوف متفرجاً فيما تنتهك روسيا سيادة أوكرانيا. وجدد الرئيس الأميركي دفاعه عن الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يجنب الحرب ويكرس أمن العالم.
وفيما يتعلق بالأوضاع الليبية المتأزمة منذ اسقاط القذافي بمساعدة طيران حلف الناتو، أقرّ أوباما بارتكاب أخطاء في ليبيا، قائلاً إنه كان على المجتمع الدولي فعل المزيد لتجنب حدوث فراغ في القيادة بليبيا التي تعيش حالة من الفوضى منذ سقوط معمر القذافي قبل أربع سنوات. وأقر أوباما بأن سياسة واشنطن بشأن كوبا “فشلت في تحسين حياة الكوبيين”، إلا انه اعتبر أن حقوق الإنسان لا تزال موضع قلق في العلاقات مع هافانا.

الرئيس روحاني: لا مباحثات مباشرة مع واشنطن حول سوريا والحل ببقاء الأسد
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته في الأمم المتحدة من أن الخطر الأكبر هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى حكومات إرهابية. وربط بين اندلاع الأزمات في الشرق الأوسط والغزو الأميركي لأفغانستان والعراق ودعم واشنطن المتواصل “لإسرائيل” ضد الفلسطينيين، وقال :”أود أن أدعو العالم بأجمعه، خاصة الدول في منطقتي، إلى وضع خطة عمل مشتركة شاملة لتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والعنف”، مقترحاً أن تكون المواجهة مع الإرهاب ضمن وثيقة في الأمم المتحدة. مؤكداً أن لا مباحثات مباشرة مع واشنطن حول سوريا وأعلن إن طهران ستعمل من أجل الإفراج عن ثلاثة أميركيين من سجونها إذا أفرجت واشنطن عن معتقلين إيرانيين لديها.
وفيما يتعلق بكارثة الحجاج في منى، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية بالتقصير على خلفية حادث التدافع في منى قرب مكة المكرمة أثناء الحج. وقال إن شعب بلاده في حزن عميق لمقتل آلاف المسلمين خلال أداء مناسك الحج، مشدداً أن حادث التدافع في منى كان سببه سوء الادارة.
وأكد الرئيس الإيراني عزم بلاده على “فتح آفاق جديدة مع العالم”، قائلاً :” إنّ العامل الاساس لإنجاح الاتفاق النووي هو التزام الجميع بتعهداتهم”. ودعا روحاني الادارة الأميركية إلى تغيير سياساتها الخاطئة التي تنفذها مع حلفائها في المنطقة بدلاً من تحوير الحقائق”. وأضاف “إنه لمس قبولاً واسعاً بين القوى الكبرى ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه”، مشيراً في مقابلة مع “سي أن أن” الأميركية إلى “أن الجميع يوافقون على بقاء الرئيس الأسد في منصبه حتى نتمكن من قتال الإرهابيين. وأن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه ضمانة لدحر تنظيم داعش. وأشار:”إذا أردنا النجاح في محاربة الإرهاب، فلا يمكننا إضعاف الحكومة في دمشق، والتي يجب ان تكون قادرة على مواصلة القتال، إذا اخرجنا الحكومة السورية من المعادلة، فإن الارهابيين سيدخلون دمشق وسيسيطرون على البلد بأكمله الذي سيتحول الى ملجأ آمن للإرهابيين”.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق