كريستيانو رونالدو .. اسم كتب التاريخ وينتظر تحديات المستقبل
رياضة – الرأي –
بالأمس القريب، وتحديداً في الليلة التي حملت تاريخ الثلاثين من سبتمبر من العام 2015، قام كريستيانو رونالدو النجم البرتغالي الدولي ولاعب نادي ريال مدريد الاسباني لكرة القدم، بسحب البساط من تحت أقدام أسطورة ريال مدريد راؤول جونزاليس ، ليتساوى معه في رصيد الأهداف المسجلة بالقميص الأبيض وهو 323 هدف.
وبلا شك، هذه المشاركة في صدارة هدَّافي ريال مدريد تاريخياً لن تدوم كثيراً، فلا يبدو لمُتابعي ريال مدريد أنَّ كريستيانو رونالدو سيقبل بهذه الشراكة، وليس لفترة طويلة رونالدو سيضع اسمه منفرداً على رأس اللائحة.
البرتغالي سجل هذا الموسم 10 أهداف حتى الآن بواقع 5 أهداف في الليجا من 6 مباريات إضافةً لمثيل عدد الأهداف في دوري أبطال أوروبا لكن في لقائين فقط.
هدفي رونالدو بالأمس أمام مالمو السويدي لم يضعاه فقط إلى جانب راؤول في صدارة هدّافي النادي الملكي تاريخياً، بل منحا لهذا النجم البرتغالي فرصة الوصول لرصيد تهديفي يصل إلى 501 هدف في مسيرته بين الأندية والمنتخب.
رقمٌ جعل من كريستيانو رونالدو أسطورةً حيَّة تنبض في أرجاء سانتياجو بيرنابيو وملاعب القارة العجوز، ورقمٌ سيجعل جيل ريال مدريد الحالي من المُشجعين يفتخر بمعاصرة هذا النجم كما يفتخر القُدامى بمعاصرة دي ستيفانو.
بحثٌ سريع بالأرقام يُلقي به موقعكم ، الضوءَ على خبايا مسيرة البرتغالي، وكيف صنع لاسمه شُهرةً في الملاعب الأوروبية بالتركيز على الأرقام القياسية التي حطمها هُنا وهُناك:
– كريستيانو رونالدو هو أول لاعب في إنجلترا يستطيع تحقيق جميع الجوائز الممنوحة لأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي والمقدمة سواءً من رابطة الكرة الإنجليزية أو جوائز الصحفيين.
– برصيد 55 هدف دولي، يكون كريستيانو هو البرتغالي الوحيد عبر التاريخ الذي يتجاوز رصيد 50 هدف بقميص المنتخب.
– كريستيانو رونالدو هو هدَّاف مسابقة دوري أبطال أوروبا عبر تاريخها برصيد 82 هدف.
– رونالدو هو صاحب أكبر عدد من الأهداف مُسجلة في نسخة واحدة من الشامبيونزليج، كان ذلك في 2013-14 برصيد 17 هدف في 11 مباراة.
– في الليجا، كريستيانو سجل 28 هاتريك بقميص ريال مدريد، أكثر من أي لاعب مرَّ عبر تاريخ المُسابقة الإسبانية.
– البرتغالي هو أسرع لاعب في تاريخ مسابقة الليجا يصل لرصيد 150 هدف (في 140 مباراة)، والأسرع كذلك وصولاً لـ 200 هدف ( في 178 مباراة ).
– كريستيانو رونالدو هو اللاعب الوحيد في العالم الذي حقق جائزة الحذاء الذهبي مع ناديين مُختلفين.
إذاً .. ما الذي تبقى لكريستيانو رونالدو ذو الأرقام التاريخية ليحفر اسمه وحيداً دون مُنافس ليكون أعظم هدَّاف كروي مرَّ على تاريخ المُستديرة؟.
نظرة سريعة ومقارنة بسيطة بين ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة وكريستيانو رونالدو في بعض الجوانب قد تكشف لنا ما الذي ينقص البرتغالي.
النجم الأرجنتيني لنادي برشلونة سجل رقماً قياسياً بأكثر عدد من الأهداف المُسجلة في موسم واحد من الليجا وكان ذلك في 2011-12، حيث سجل 50 هدف، بينما أفضل سجل لرونالدو في هذا الجانب يتمثل في 48 في العام الماضي.
ميسي أيضاً وضع رقماً قياسياً آخر مُسجلاً باسمه تمثل بتسجيله لـ 82 هدف في موسم واحد (2011-12)، ويبدو أنَّ كريستيانو رونالدو بعيد عن هذا الرقم، حيث يبلغ مجموع أقصى عدد من الأهداف سجلها في موسم واحد هو 69.
ويبقى للأرجنتيني ليونيل ميسي رقم قياسي آخر يتفوق على رونالدو به وهو كونه الهدَّاف الأفضل في تاريخ الليجا برصيد 289 هدفاً بينما يمتلك رونالدو 230 هدف.
وبعد كل هذا، لا يزال كريستيانو رونالدو يمتلك في جعبته ما يتفوق به على الأرجنتيني، فبالنظر إلى المُعدل التهديفي في الليجا، فإنَّ رونالدو يُسجل بمعدل 1.11 هدف في المباراة بينما يُسجل ميسي بمعدل 0.9 الذي يمتلك ذات مُعدل تهديف أسطورة الدوري الإسباني تيلمو زارا .
ما الذي ينتظر كريستيانو رونالدو؟
لكلِّ بداية نهاية، لكن إلى حين اعتزاله كرة القدم، فإنَّ رونالدو سيكون بمقدوره تحطيم المزيد من الأرقام والتي يأتي على طليعتها مقدرته على أن يكون أسرع لاعب في تاريخ الليجا يصل لرصيد 250 هدف، الرقم القياسي هُنا مسجل باسم زارا الذي سجل هذا العدد في 272، بينما يتوجب على رونالدو أن يُسجل 20 هدف في 44 مباراة مقبلة في الليجا ليتجاوز رقم زارا وهو الأمر غير المُستبعد على الإطلاق.
ولعلَّ التفوق على ليونيل ميسي في الكلاسيكو سيكون أمر ذو طعم خاص لرونالدو الذي يتأخر عن ميسي بـ 7 أهداف في إجمالي الأهداف التي سجلها الثنائي في الكلاسيكو، غياب ميسي المحتمل عن الكلاسيكو المقبل قد يمنح لرونالدو فرصة تقليص الفارق وانتظار المستقبل إن كان يحمل الجديد.
تحدي آخر ربما ينتظر رونالدو وإن كان يبدو صعباً، هو تجاوز قائده السابق إيكر كاسياس في دوري أبطال أوروبا، حيث يمتلك رونالدو 117 مباراة في الوقت الذي يمتلك به كاسياس الرقم القياسي بـ 152 مُشاركة، وصول ريال مدريد لمراحل متقدمة في المسابقة وحفاظ رونالدو على لياقته والبقاء مع الفريق لمواسم مقبلة قد يُعطيه فرصة تبدو بعيدة المنال نوعاً ما.
ويبدو أنَّ التحدي المُستحيل للنجم البرتغالي مع المستقبل، هو أن يُسطر اسمه كأفضل هدَّاف دولي مع المنتخبات في تاريخ كرة القدم وهو الرقم المُسطر باسم الإيراني علي دائي بـ 109 أهداف في 149 مباراة (بمعدل: 0.73 هدف في المباراة).
بالنسبة لرونالدو يمتلك 55 هدف دولي في 122 مباراة مع المنتخب (بمعدل : 0.45 هدف في المباراة الواحدة).
وحتى إن كان صراع رونالدو هو أن يكون الهدَّاف الدولي الأفضل على مستوى المنتخبات الأوروبية، فهذا الأمر يبدو صعباً أيضاً حين نُدرك أنَّ بوشكاش سجل 84 هدف في 85 مباراة.
انتهى