التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

محور الممانعة یسحب البساط من تحت الجمیع، فی محاربة الإرهاب 

بعد أكثر من أربع سنوات من المكابرة و العناد رضخت الدول الكبرى لحلف الممانعة و اعترفت بعجزها عن درأ خطر المجموعات الارهابية لوحدها، فبعد آلاف الغارات الجوية لم تنكسر شوكة تنظيم داعش في سوريا و العراق و لم تسجل أسلحتهم المتطورة انجازا أكثر من عملية تقليم أظافر لتنظيم لم يكن ليصل في بطشه و اجرامه الى ما وصل اليه لولا دعمهم و تسليحهم و تمويلهم من قبل الدول العربية النفطية.

في تطور لافت قررت الحكومة الروسية رفع سقف دعمها للنظام السوري، فقد سبقت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تعزيزات روسية وصلت على وجه السرعة الى الساحل السوري، تخللها نقل عتاد عسكري يتضمن طائرات حديثة مع طواقمها اضافة الى الدعم الجوي اليومي عبر طائرات شحن عملاقة تصل تباعا الى القاعدة الروسية المتمركزة على ساحل اللاذقية.

تزامنا مع هذا الحشد العسكري طرأ تطور لافت في كلام المسؤولين الغربيين بدا و كأنه نسف لاستراتيجية دامت أربع سنوات دون أن تجدي نفعا، فبعد أن كان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا لبدء أي حوار أو اتفاق، صار وجوده ممكنا و التنسيق معه أمرا منطقيا للقضاء على التطرف الذي جلبوه بأنفسهم الى سوريا. فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن امکانية وجود الرئيس السوري داخل استراتيجية الحل المتوقع ابرامها قريبا، كذلك کان موقف ترکيا حيث أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “إن الرئيس السوري بشار الاسد يمكن أن يكون جزءاً من مرحلة انتقالية في إطار حل الازمة السورية”. تصريحات أردوغان تأتي بعد أكثر من اربع سنوات من التصريحات المغايرة تماما و الموقف المتطرف لجهة الاطاحة بالأسد قبل أي حديث عن الحل في سوريا. لين الكلام هذا قابله تعنت من الرئيسين الفرنسي و الأمريكي سرعان ما بالرد المباشر ضمن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي علق قائلا “بأن الرجلين ليسا سوريين لكي يقررا ان كان الأسد سيبقى أو يرحل”، مذكرا بذلك أن الأسد رئيس منتخب من الشعب السوري بأغلبية ساحقة و باشراف الأمم المتحدة بعد اندلاع الأحداث الدامية عام 2011م.

واشنطن بدورها أعلنت عن موقف مهم يجب التوقف عنده خصوصا أنه تصريح رسمي صادر من البيت الأبيض، ألا و هو عزوف الادارة الأمريكية عن تدريب المعارضة السورية التي طالما اعتبرتها معتدلة، و لو كان هذا القرار مؤقتا كما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض. سبق هذا الاعلان معلومات و تسريبات تحدثت عن انضمام مقاتلين تدربوا على يد الجيش الأمريكي الى المجموعات الارهابية المختلفة، مما اضطر وزارة الخارجية الأمريكية الى النفي.

بدورها السعودية العالقة في المستنقع اليمني تحاول اقحام نفسها في التحالف الجديد لكي لا يتم تحييدها عن المشهد الاقليمي أكثر من ذلك، و هي لم تعارض فكرة دخول روسيا و ايران كلاعبين أساسيين في الاستراتيجية الجديدة ليس من منطلق رضاها و حرصها على القضاء على الارهاب، بل مرغمة على القبول و الموافقة بعد أن خسرت أوراقا كثيرة بدعمها و تمويلها الجماعات المسلحة بشكل فاضح و غير مدروس العواقب، و اليوم خسرت صفة “مملكة الخير” التي روجت لها طويلا بعد مجازرها الوقحة بحق الشعب اليمني و المجزرة الأخيرة التي حصلت في منى و راح ضحيتها مئات الحجاج بين قتيل و جريح و مفقود، و كرد فعل استباقي أعلن السفير السعودي في موسكو عبد الرحمن بن إبراهيم بن علي الرسي، لوكالة «سبوتنيك»، أن زيارة الملك سلمان إلى موسكو ستكون قريبة جداً، مشيراً إلى رغبة الرياض بإقامة علاقات إستراتيجية بين البلدين.

وافق مجلس الدفاع الأعلى الروسي على شن عمليات عسكرية خارج الحدود الروسية و بالفعل فقد بدأت الطائرات الروسية بشن غاراتها في أكثر من محافظة سورية، تحرك الدب الروسي، و النشاط العسكري الايراني لم يهدأ على جبهات العراق و سوريا منذ اندلاع الأزمة، بل سيزداد فعالية و تأثيرا خصوصا مع انشاء غرفة استخبارات مركزية مشتركة مع روسيا و العراق مقرها بغداد، و خلاصة القول أن اقتنعت جميع الأطراف بأن الارهاب لن يقف عند حدود معينة بل سيأخذ بالانتشار و التفشي لذا فاقتلاعه بات أمرا مصيريا للجميع.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق