التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

بين الضربات الروسية وردة فعل الغرب 

عبد الرضا الساعدي
من قبل أن تبدأ الغارات الروسية ضرباتها على أوكار الإرهاب في سوريا الشقيقة ، شنّت الحكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا وحلفاؤها ، حملة إعلامية مضادة على الموقف الروسي بشكل يدعو للنقاش والتساؤل بعدة مستويات ..
أولها إذا كان هدف الولايات المتحدة وحلفاؤها هو ضرب داعش والإرهاب -كما يدعون- وقد مضى 4 سنوات على وجود الإرهاب في سوريا وهو يدمر كل شيء أمامه ويقتل الناس ويهدر دماءهم وكان السبب الأول في تهجير الملايين منهم ، والتحالف الأمريكي (يمشي الهوينا ) _ كما يقول الشاعر العربي _ إزاء ما يحصل دونما نتيجة واضحة وحاسمة على الأرض ، فلماذا يستكثرون على الموقف الروسي موقفه الجاد والحازم في مواجهة هذا الوباء المدمر لسوريا والمنطقة والعالم بأسره ؟
وثانيا .. أن الروس نفذوا العمليات الجوية بعد طلب من سوريا ، البلد المتضرر والمستهدف من قبل كل صنوف الإرهاب ، وإن اختلفت تسمياتهم وعناوينهم ، والبلدان روسيا وسوريا تربطهما روابط ومصالح مشتركة قديمة ومهمة ، فلماذا يحق لأمريكا ما لا يحق لغيرها من الدول ؟

ثالثا .. ماذا ينتظر الروس بعد الذي حصل ، وهناك بحدود 2000 روسي ومن الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة يحاربون إلى جانب جماعات إرهابية في سوريا، وقد أكد الرئيس بوتين هذا ، كما أشار إليه مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي مؤخرا ، فلاديمير تشيجوف : أن حوالي ألفي مواطن روسيا ومن الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة يحاربون إلى جانب جماعات إرهابية في سوريا، مشيرا إلى الخطر الذي سيشكلونه لدى عودتهم إلى بلدانهم.
ويضيف المندوب الروسي موضحا الموقف الروسي من هذا كله : أن عملية موسكو الجوية العسكرية في سوريا تهدف إلى القضاء على الخطر الذي يشكله الإرهاب على المنطقة والمجتمع الدولي برمته ، كما وأكد “نية موسكو استمرار تواجدها في الشرق الأوسط” في المجالين الدبلوماسي والسياسي، وإذا لزم الأمر، ففي المجال العسكري أيضا اعتمادا على القانون الدولي”.
هذا وأشار الدبلوماسي إلى أن التواجد العسكري الروسي في المنطقة ليست مثيرا بالمقارنة مع تواجد بعض الدول الأخرى هناك”.
وذكر تشيجوف أنه ليس على علم بموعد انتهاء العملية الروسية في سوريا، موضحا أنها ضرورية طالما يوجد هناك تهديد إرهابي.
وردا على السؤال عن سبب إقدام روسيا على خطوات نشيطة في سوريا بعد أربع سنوات على اندلاع النزاع هناك قال تشيجوف: “أصبح الوضع يشكل خطرا ليس على سوريا فحسب، وإنما على منطقة الشرق الأوسط برمتها.. فشعرنا بأنه علينا أن نبدأ العمل وفق القانون الدولي”.
رابعا ..هل الأمن القومي الأمريكي أهم من الأمن في روسيا مثلا ، أم هي ازدواجية المعايير والنفاق الغربي وانحيازه الواضح لمصالح إسرائيل وحلفائها في المنطقة ؟
وخامسا .. لماذا لم يكن للولايات المتحدة موقف من تدخل السعودية وقطر وغيرهم في شؤون سوريا منذ اندلاع الأزمة هناك ، ولماذا لم يكن له ردة فعل وموقف واضح من التدخل العسكري السافر في اليمن وقتل أبنائه وتدمير البنى التحتية لهذا البلد الفقير .. أليس هذا تشجيعا وتأييدا واضحا للإرهاب الدولي في المنطقة ؟
ويبدو الآن أن ردة فعل الغرب في تصاعد واستياء وانزعاج مستمر ، وقد لاحظوا الفرق الكبير بين الضربات الحقيقية للإرهاب من قبل السلاح الجوي الروسي ، وما تحقق على الأرض بعد ساعات قليلة من بدء الحملة الروسية في سوريا ، وبين ضرباتهم الشكلية على مدار زمني طويل والتي لا تعني شيئا في مسار هذه الحرب الخبيثة التي يراد لها أن تطول لأغراض وأهداف أمريكية وإسرائيلية بعيدة المدى .. كما أن ردة الفعل الغربية ستزداد انزعاجا بعد التأييد العراقي وكذلك التأييد المصري مؤخرا من الموقف الروسي وغاراته المؤثرة والحقيقية في مواجهة داعش الإرهاب بكل أشكاله وعناوينه .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق