سوريا .. عندما تندمج قوة الطائرات الروسية مع قوة المقاومة على الارض
اظهرت سرعة وحزم التحرك العسكري الذي قامت به ايران والعراق وسوريا وروسيا وحزب الله في مواجهة الجماعات الارهابية ان هذا الحلف الجديد عاقد العزم على انهاء وجود هذه الجماعات وانه قد وضع خطة مناسبة من اجل ذلك ووزع الادوار بين اطرافها وهذا يعني ان قوات المقاومة الموجودة على الارض ستنفذ هجماتها بالتزامن مع قيام الطائرات الروسية بمهاجمة مواقع الارهابيين.
وقد نقلت وكالة رويترز للانباء عن مصادر لبنانية ان اعدادا كبيرة من العناصر الايرانية والعراقية واللبنانية قد دخلوا سوريا خلال الايام الاخيرة، واضافت هذه المصادر ان الجيش السوري والقوات المتحالفة معه سيتقدمون على الارض بالتزامن مع الغارات الجوية التي تشنها روسيا.
وليست هذه المرة الاولى التي تنشر فيها انباء عن وجود قوات ايرانية في سوريا، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية قبل ٣ أشهر ان مابين ٧ الى ١٥ ألف مقاتل قد دخلوا سوريا قادمين من العراق وايران لكن وكالة الانباء الايرانية نقلت عن مسؤولين ايرانيين ان الانباء التي نشرتها رويترز هي انباء كاذبة، ورغم هذا كله تشير التقارير الواردة ان هناك تنسيق كامل بين روسيا ومحور المقاومة التي تقودها ايران من اجل مكافحة الارهاب في سوريا وقد تم التخطيط وتوزيع الادوار بدقة.
ويقول المحلل الامني في صحيفة الرأي الكويتية “ايليا ج مغانير” ان قوات خاصة ايرانية وصلت الى دمشق خلال الاسبوع الماضي للالتحاق بالقوات الروسية وعناصر حزب الله وقد جرى تقسيم مناطق انتشار القوات الروسية والايرانية وعناصر حزب الله حيث تتولى القوات الروسية مسؤولية السيطرة على اللاذقية وحماه وحلب وتنتشر القوات الايرانية في دمشق ودرعا والقنيطرة والجولان كما تتوزع عناصر حزب الله عند خطوط المواجهة مع القاعدة وداعش، واضاف مغانير ان حزب الله تسلم اخيرا ٧٥ دبابة وهو يعمل حاليا على تشكيل اول كتيبة للمدرعات في صفوفه.
وفيما اكد مسؤولون عراقيون ان هناك غرفة عمليات استخباراتية مشتركة في بغداد يديرها ضباط عراقيون وايرانيون وسوريون وروس لم تتوضح حتى الآن ما هي المنطقة التي ستشهد اولى العمليات التي تنفذها قوات المقاومة بالتنسيق مع الجانب الروسي لكن المعطيات تشير ان هذا الحلف سيركز عملياته اولا على مناطق شمال غربي سوريا التي احتلتها الجماعات الارهابية المدعومة من تركيا وقطر والسعودية في بداية العام الحالي.
وفي هذا السياق قالت وكالة رويترز ان العمليات البرية يمكن ان تشمل ريف ادلب أو حماه، وقد قال احد قادة الجيش السوري وهو بسام احمد ميروب (قائد الوحدات المدرعة في ريف حماه) لوكالة ريا نوفوستي الروسية ان الجيش السوري يتحضر لشن عملية برية واسعة في المناطق الجنوبية لمحافظة حماه لدحر الارهابيين.
من جانبه قال احد المواقع اللبنانية ان قوات المقاومة ستشن اكبر عملياتها البرية باسناد من القوات الجوية الروسية من اجل السيطرة على شمال سوريا، واضاف الموقع ان الهدف الاول لهذه العمليات هو استعادة منطقة سهل الغاب بشكل كامل والتي تمتد من ريف حماه حتى ريف ادلب، كما ان المقاومة التي باتت تحظى بغطاء جوي روسي تنوي ايضا تحرير مدينتي جسر الشغور واريحا وريفيهما بالكامل.
في هذه الاثناء قالت مصادر اعلامية ان وحدات حزب الله قد انتقلت من مدينة الزبداني الى شمال سوريا، وقال موقع لبنان ٢٤ ان القوات الخاصة التابعة لحزب الله المدربة على القصف الجوي والمدفعي ستشارك في هذه العمليات وان الطائرات الروسية ستقوم بتنفيذ غارات تمهيدية في بداية هذه العمليات ومن ثم تتوالى الغارات بالتنسيق مع القوات البرية المتقدمة.
وسيخلق التنسيق الجديد بين موسكو ومحور المقاومة في سوريا شكلا جديدا من الحرب على ارض سوريا حيث تختلط القدرات الجوية الروسية مع قدرات القوات البرية التابعة لمحور المقاومة وان الايام القادمة ستكشف مدى نجاح هذه الخطة في وجه الجماعات الارهابية المدعومة من المحور الغربي العربي التركي.
المصدر / الوقت