“محمد بن سلمان” الشعرة التي قصمت ظهر آل سعود
في ظل حالة التخبط والعجز داخل الأسرة الحاكمة السعودية والتي وصلت الى ذروتها، بدأت الأحاديث والتحاليل السياسية التي ترى سقوط الأسرة السعودية أمر قريب تظهر وبكثرة في التقارير الصحفية التي تنشرها وسائل اعلامية عديدة ، معتبرة أن قيام ولي ولي العهد محمد بن سلمان بجمع ادراة مفاصل الدولة بيده وتجريد أغلب أعضاء عائلته من صلاحياتهم، أرخى بظلاله على العلاقات داخل الأسرة السعودية، خاصة مع اتهام عدد من الأمراء السعوديين لمحمد بن سلمان بأنه سيء التصرف والسلوك ويسير بالبلاد الى حافة الهاوية.
وفي هذا السياق كشف المغرد السعودي الشهير باسم “مجتهد”، بأن الابن المدلل للملك السعودي، وزير الدفاع الحالي محمد بن سلمان وبعد ان استولى على السلطة كلها من خلال والده، يعمد الآن للحصول على المليارات عن طريق صفقات الدفاع، وسيطرته على قرار شركة النفظ السعودية ( أرامكو ( ، وكشف مجتهد أيضا، عن حجم الصراع بين محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، بالقول:”بدأ القلق يدب في قلب بن نايف وتيقن أن الدورعليه اليوم أو غدا بعد أن جمع بن سلمان سلطة الجيش، والحرس الملكي، وكل السلطة المالية والإعلامية بيده . “
وأكد مجتهد، أن محمد بن نايف يخشى اصدار قرار ملكي بين لحظة وأخرى وبدون علم مسبق، بتجريده من أي سلطة تحت يده مثل وزارة الداخلية أو المجلس السياسي والأمني. فلا يملك أي طريقة لمنعه، وتجري الآن مراهنات بين أبناء العائلة الحاكمة على القوة التي ينوي محمد بن سلمان السيطرة عليها في الخطوة التالية: الحرس الوطني أو الداخلية؟ .
وفي هذا الاتجاه ذهب المراقبون للشأن السعودي الداخلي في تحليلهم، والذين يرون أن الكادر الميحط بالملك السعودي محمد بن سلمان والذي يتزعمه ابنه محمد بن سلمان رتب فريقا للسيطرة على الملك بمن فيهم نائب مدير الديوان تميم السالم الذي يمتلك أسرارا وفضائح وصفت بالكارثية .
ويشير المراقبون الى أن العدوان السعودي على الشعب اليمني يشكل عنوان الصراع بين أجنحة الحكم داخل الأسرة السعودية، فبينما يرى وزير الدفاع أن أي نجاح سعودي في اليمن هو نجاح لمشروعه الشخصي، يرى طرف آخر ضمن الأسرة أن الحرب في اليمن، وبعد هذه الخسائر الكبيرة، لا أمل في نجاحها، خاصة وسط الاستنزاف الكبير في الاحتياط المالي السعودي، وهو ما كشفته صحيفة “الميدل إيست” مؤخراً حين نقلت رسالة الكترونية أرسلها عضو بارز في العائلة المالكة السعودية إلى أعضاء الأسرة الحاكمة، والتي تدعو إلى إحداث تغيير في قيادة المملكة تحوطًا من الانهيار المقبل، والذي جاء تحت عنوان “أمير سعودي يرسل نذيرًا لآل سعودخوفًا من انهيار المملكة “.
والقت الرسالة التي تم تعميمها على الأمراء السعوديين، وكتبها أحد أحفاد الملك الراحل عبد العزيز بن سعود، باللوم على الملك السعودي الحالي، الملك سلمان، وابنه محمد، لخلقه مشاكل غير مسبوقة تخاطر باستمرار بقاء النظام الملكي، حيث جاء في أحد فصول الرسالة “نحن لن نكون قادرين على وقف استنزاف المال، ووضع حد للمراهقة السياسية والمخاطر العسكرية، ما لم نغير أساليب صنع القرار، حتى لو كان ذلك يعني ضمنًا تغيير الملك بحد ذاته “.
واعتبر الانتقاد الموجه من داخل الأسرة السعودية أن المملكة اليوم على حافة الخوض في قلب عاصفة كاملة مؤلفة من عدة تحديات مترابطة، ستعصف بالنظام الملكلي السعودي رأساً على عقب، واشارت الرسالة الى أن سياسة الملك السعودي في التعامل مع قضية الذهب الأسود والمتمثل بالنفط مدمرة وكارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث اعتبر الأمير السعودي أن الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تسمح للمملكة العربية السعودية بضخ النفط بهذا الجنون لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، حيث توقعت دراسة جديدة نشرت في مجلة علوم وهندسة البترول بأن المملكة العربية السعودية سوف تشهد ذروة إنتاج النفط، وسيلي ذلك تراجع لا يرحم بحلول عام ٢٠٢٨، أي بعد ١٣ عامًا فقط .
اضف الى ذلك اعتبر الأمير السعودي أن استمرار المملكة باستنزاف احتياطياتها بمستويات غير مسبوقة، من أجل خدمة مصالح شخصية، سيدمر الاحتياط المالي السعودي والتي انخفضت تلك الاحتياطات من العملة الصعبة في السعودية من قمتها التي وصلت إليها في أغسطس ٢٠١٤ والبالغة ٧٣٧ مليار دولار، إلى ٦٧٢ مليار دولار في مايو الماضي، بمعدل إنفاق يبلغ ١٢ مليار دولار شهريًا .
وفي هذا السياق يرى عدد من الأمراء السعوديون أن بعض أعضاء العائلة المالكة الذين يعتقدون بأنهم قادرون على إنقاذ مملكتهم من الزوال الذي لا مفر منه من خلال ممارسة بعض المداورة التجريبية على سدة الحكم، هم مخدوعون بشكل مماثل لأولئك الذين يسعون لإزالتهم من مناصبهم .
وتشير المعلومات الى أن الامراء السعوديون يرون أن وزير الدفاع السعودية، محمد بن سلمان يتملك خاتم سلمان، في اشارة الى قدرة الشاب الكبيرة وتحكمه في جميع مقاليد ومفاصل المملكة، ومن ثم في الديوان الملكي، في حين أن محمد بن سلمان يوصَف أيضاً من قبل عارفيه بالمتهور والمراهق، وإن المناصحة أو إبداء رأي مخالف لرأيه يؤدي بصاحبه إلى إطاحته أو الانتقام منه.
ويرى كثير من المحللين السياسيين أن وزير الدفاع محمد بن سلمان، سيشكل الشعرة التي ستمزق و تقصم ظهر بعير آل سعود، والتي بدأت فعلاً باحداث شرخ عمودي في الأسرة، حيث بدأ التنافس التاريخي مع بقية الأجنحة يطفو رويداً رودياُ الى السطح، في ظل حقائق هيكلية مترسخة تؤكد بالفعل أن الاسرة السعودية هي على حافة فشل تاريخي وسقوط قريب.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق