التنين الصيني في مواجهة داعش الإرهابي
عبدالرضا الساعدي
في البدء سنطرح هذا التساؤل المهم : هل ستُكمل الخطوة الصينية ما بدأته روسيا وإيران؟
بمعنى خطوتها القادمة في المشاركة لمواجهة داعش الإرهابي وباقي العصابات الإجرامية في سوريا .. وربما في العراق أيضا .. مستقبلا ؟
أهمية الطرح تأتي في الوقت الذي بدا وكأن ‘‘ الخطوة الروسية جاءت لتكمل إنجاز محور المقاومة الميداني، وبعد أن بدا التحول في الموقف الغربي واضحاً ومرغما ، حيث لم يعد رحيل النظام شرطاً، ولأن الجميع بدا راضخاً للخطوة الروسية، على الرغم من الحملة الإعلامية المتصاعدة يوميا من جهة الغرب بشأن الموقف الروسي وضرباته ضد داعش ومكونات الإرهاب المختلفة في سوريا.. فقررت بكين الإنضمام الى الحضور الدولي على الساحة السورية.
تواجد التنين الصيني الآن له من الأهمية بمكان بحيث سيجعل التحالف الغربي عن حدوده الواقعية كي يعيد حساباته السابقة للتفرد والتلاعب في نتائج العمليات والحسم بحسب هواه وكيفما يريدها وفق الأهداف التي تصب في مصالحهم وليس مصلحة المنطقة وشعوبها أبدا.
ويرى محللون وخبراء ‘‘ أن خبر دخول حاملة الطائرات (لياونينغ) الى جانب بوارج قاذفة للصواريخ مرافقة لها إلى ميناء طرطوس السوري بالإضافة إلى قرابة 1000 من خبراء المارينز الصيني والذين سيعملون على الأرض السورية إلى جوار القوات الإيرانية والروسية ضد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، جاء كالصاعقة على الأطراف الدولية لا سيما واشنطن والغرب وتل أبيب.
الخطوة الصينية هذه قد تتطور إلى ما هو أكثر منطقية وأهمية ، فيما لو انضمت إلى التحالف الرباعي بين العراق وإيران وروسيا وسوريا ، وهي ليست بمستحيلة ، سيما وأن الهدف الرئيسي والمشترك بين هذه الدول هو مواجهة التطرف والإرهاب عن بلدانهم وعن المنطقة والعالم.. ولكن للآن ليست هناك إشارات واضحة من هذه الإطراف المتحالفة لحد الآن ، وربما يتضح هذا الأمر في المرحلة القادمة بشكل أكثر ، أو بانتظار ما تتمضخ عنه نتائج الخطوة الروسية الكبيرة وضرباتها القاصمة للإرهاب في سوريا ، وكذلك رد فعل الغرب الذي يراقب باهتمام وقلق وانزعاج من النتائج المهمة في هذه الفترة بعد الغارات الجوية الروسية المؤثرة على الأرض.
في ذات الوقت يتساءل الكثيرون عن سبب دخول الصين في هذه المواجهة المحتملة ، فقد أشارت تقارير عسكرية إسرائيلية في تحليلها لأسباب التدخل الصيني، الى أنه في شهر آب الماضي، انتقل قرابة 3500 متطرف “أويغوري” صيني مع عائلاتهم إلى منطقة “الزنبقي” في ريف جسر الشغور. ونُسبت إليهم سلسلة من العمليات والهجمات ضد مواقع النظام والشعب السوري. الى جانب أن الكثير من عناصر “الحزب الإسلامي التركستاني” انضموا إلى حركة “أحرار الشام” في سوريا. وهذا الحزب هو التنظيم المنادي بالإنفصال عن الصين، ويضم مقاتلين من “الأويغور” الذين يقطنون إقليم (شينجيانغ) غربي الصين، وهي المنطقة الصينية التي اشتهرت بتصدير الإرهابيين الى سوريا.
احتمالية دخول التنين الصيني قريبا ، في المواجهة ضد الإرهاب الداعشي بكل صنوفه ، سيعطي للقضية أبعاداً جدية وحاسمة وضرورية بعد مرحلة من التمهل والتحمل والصبر لدى دول التحالف الرباعي مضافا لهما الصين التي باتت تدرك الآن ربما ،أكثر من أي وقت مضى ، أن هدر الجهود والزمن وانتظار الآخرين (مثل أمريكا ودول الغرب المتحالفة معها) يتلاعبون بمصير المنطقة والعالم بأسره ، لن يخدم السلام والأمن .. الآن وفي المستقبل ، كما أن بين روسيا والصين الكثير والكثير من التفاهمات والروابط والأهداف المشتركة ، مثلما بينهما وبين العراق وإيران وسوريا .. وهذا يعني أن الطرق سالكة ربما كي يكون الصينيون في تحالف استراتيجي يضم هذه الأطراف المشتركة في قضية المواجهة ضد الإرهاب.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق