التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

قراءة في مواقف عربية معادية لايران بالأمم المتحدة 

أدت كارثة مشعر منى الى رفع مستوى التوتر بين ايران والسعودية وكذلك باقي الدول الخليجية التي تدور في الفلك السعودي فالقادة السعوديين لم يظنوا بأن احتمال قيامهم بدفن ضحايا هذه الكارثة في السعودية دون موافقة الجانب الايراني سيجلب اليهم تهديدا من اعلى مراكز القرار في ايران بتلقي رد عنيف وقاسي، وقد تسبب هذا التهديد الذي وجهه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بحالة هلع عند المسؤولين السعوديين ومسؤولي باقي الدول الصغيرة في المنطقة كما وجه الرئيس الايراني ايضا انتقادات لاذعة الى الرياض من على منبر الامم المتحدة ومن ثم عمد السعوديون وحلفائهم الى اتخاذ مواقف غير مسؤولة خلال كلماتهم امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وبدا واضحا ان هناك سعي سعودي لايجاد زخم دولي ضد طهران.

الموقف السعودي
وفي سياق هذه المواقف السعودية المعادية لايران يمكن الوقوف عند تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في نيويورك حيث قال الجبير أن “إيران آخر من تتحدث عن السعي إلى استقرار المنطقة” وأضاف في تعليق حول خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، “آخر من يتحدث عن الديموقراطية يجب أن يكون الرئيس الإيراني فايران تدعم نظام بشار الأسد عن طريق إرسالها آلاف المقاتلين الإيرانيين وتجنيدها لحزب الله وميليشيات أخرى في المنطقة وإرسالها إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد”، ولم يتطرق الجبير الى دعم السعودية وحلفائها العرب للجماعات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة الذين قتلوا مئات الالاف من ابناء الشعب السوري بشهادة السوريين انفسهم وكذلك دعم الرياض للارهابين في العراق وللنظام القمعي في البحرين.
وفيما يتعلق باليمن تجاهل الجبير مقتل اكثر من 7 آلاف من اطفال اليمن ونسائه وشيوخه وشبابه بالقنابل والصواريخ السعودية وقال : الإيرانيون هم أحد الأسباب الرئيسية في الحرب الآن في اليمن، وهم يحاولون أن يزيدوا إشعال النار عن طريق محاولة تهريب السلاح لانصارالله في مخالفة للقوانين الدولية وقرار مجلس الأمن 2216، فآخر من يتكلم عن الأمن والاستقرار في اليمن هم الإيرانيون، وهم أحد الأسباب الرئيسة فيما يحدث في اليمن الآن.
وبشأن ما ورد في خطاب الرئيس روحاني حول حادثة التدافع في منى حاول الجبير قلب الحقائق حیث قال:”أعتقد أن ما ذكره الإيرانيون يتناقض مع مبدأ السيادة وعدم التدخل في شؤون الآخرين وان آخر من يتكلم عن الاهتمام بأمور الحج والحجاج وبيت الله الحرام هم الإيرانيون، لأنهم في الماضي سببوا المشكلات للحجاج عدة مرات”، وذلك في اشارة الى المجزرة المروعة التي ارتكبتها السلطات السعودية ضد الحجاج الايرانيين في الثمانينيات من القرن الماضي.
وتأتي تصريحات الجبير بعد ان واجهت السعودية ضغوط هائلة من قبل الرأي العام العالمي وخاصة المسلمين بسبب كارثة منى حيث يبدو واضحا ان السعوديين يسعون الى فتح حرب دعائية جديدة ضد ايران وتشاركهم في هذا المسعى كل من الامارات والبحرين والحكومة المستقيلة في اليمن.

الموقف الاماراتي
بدأ وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشن هجوم على ايران متجاهلا مشاركة بلاده في قتل الاطفال والنساء اليمنيين قائلا “تقف دولة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية بحزم، أمام أي محاولات إيرانية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية” كما اشار الى تصريحات الرئيس حسن روحاني حول كارثة مشعر منى وقال “أن سجِل إيران لا يؤهلها لانتقاد السعودية في حادثة تدافع منى وكذلك التحدث عن حقوق الإنسان وسياساتها لا تسمح لها بأن تتناول مسائل الاستقرار في الخليج والشرق الأوسط”.
كما حاول عبدالله بن زايد تكرار الادعاءات الامارتية الكاذبة بشأن الجزر الايرانية الـ 3 في الخليج الفارسي وقال “نطالب باستعادة السيادة الكاملة على هذه الجزر”.

الموقف البحريني
بدوره اتهم وزير الخارجية البحريني خالد بن خليفة في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة ايران بعدم التقيّد بمبادئ حسن الجوار، واستمرار التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى واستخدام من اسماهم الفئات المتطرفة، وإيواء الهاربين من العدالة، وفتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات الى البحرين.
وتأتي اتهامات وزير الخارجية البحريني لايران في وقت يعلم الجميع بأن النظام الخليفي في البحرين يمعن في قتل المعارضين البحرينيين منذ انطلاق الثورة البحرينية قبل 5 اعوام وتزج بالمعارضين في السجون وتعذبهم حتى الموت.

موقف الرئيس اليمني المستقيل
اما الرئيس اليمني المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي فقد اتهم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إيران بالسعي إلى”تدمير” بلاده، وألقى بالمسؤولية على حركة انصارالله في المعاناة التي يمر بها أبناء شعبه.
وقال هادي الثلاثاء “إننا نقاتل في معركة الدفاع عن البلد ومقدراته وشرعيته وحتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة منها السيطرة على باب المندب”، وتجاهل هادي سقوط ما يقارب من 7 آلاف طفل وامراة ورجل يمني قتلى بنيران الاسلحة المحرمة التي تستخدمها السعودية في اليمن وذلك بناء على طلب التدخل العسكري الذي تقدم به هادي نفسه.
وفي رد فعل على تصريحات هادي، نفى مسؤول بارز بوزارة الخارجية الإيرانية تدخل بلاده في الشؤون الداخلية لأي بلد وقال إنها تدعم السلام والاستقرار.
ويمكن الاستنتاج بسهولة ان موقف السعودية وحلفائها المعادي لايران في الامم المتحدة تهدف بالدرجة الاولى الى صرف الانتباه عن كارثة منى الأليمة ونتائجها وكذلك حرف الانظار عما يقوم به هؤلاء في اليمن والبحرين وسوريا والعراق، كما يجب القول ان هذه الدول ممتعضة بشدة من الاتفاق النووي الحاصل بين ايران والدول الست ومن تعاون ايران وروسيا في سوريا وايضا من انتصارات انصارالله في اليمن ولذلك صدرت منهم هذه المواقف المعادية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق