التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

كيف ألقى آل سعود بأنفسهم في التهلكة 

“السعودية تشكل “دمية” للأمريكان في دعم الإقتصاد الأمريكي وتنفيذ مصالح أمريكا بالمنطقة، والصراع بين أفراد الأسرة الحاكمة وحرب اليمن وضعف الإقتصاد سيؤدي الى الانهيار “الوشيك” للنظام السعودي”.

بهاتين العابرتين البسيطتين والعميقتين، في آن واحد، لخّص الخبير السياسي في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات” جون هانا حال السعودية اليوم حيث يمكننا القول أن المشهد الإقليمي إنقلب رأساً على العقب، وغدت السعودية ، تواجه العديد من الأزمات المصيرية من منطلق الدفاع لا الهجوم، كما كان الحال سابقاً في أغلب مواجهاتها، وما يجري اليوم في اليمن خير دليل على ذلك.

لا نقصد بالدفاع السعودي، تعرّضها للهجوم من أطراف خارجية، بل إن السياسة الهمجية المتبعة من قبل الطاقم الجديد برئاسة الملك سلمان وقيادة إبنه الشاب محمد، أوقعت الرياض في مستنقع عميق ينذر بسقوط العائلة الحاكمة ونهاية حكاية آل سعود.

عند قرأة المشهد السعودي بشكل معمّق لا يمكن التوصل إلا لنتيجة جون هانا، الذي أكّد أن “تحديات خطيرة تواجه السعودية تهدد استقرارها”، وهي سائرة “ربما في طريقها إلى الهاوية”.

لا يمكن حصر التحديات السعودية بوجهة واحدة، فبعد أن كانت تحدياتها في السابق، إبان الملك عبدالله خارجية بإمتياز، وتقتصر خسائرها على الفشل في سوريا و بعبارة آخرى فشل الرياض في إيجاد موطئ نفوذ جديد، غدت اليوم تواجه أزمة مصير بسبب عدوانها على اليمن، وتحديات أمنية صعبة على الصعيد الداخلي إضافةً إلى إبتعادها عن مصر في الآونة الإخيرة التي بدورها إنسحبت تدريجيا بإتجاه دمشق، فضلاً عن الأزمة الإقتصادية الخانقة بسبب إنخفاض أسعار النفط، وناهيك عن “النزاعات الداخلية ضمن العائلة المالكة التي قد تضع البلاد على حافة الهاوية”، وفق هانا.

يمنياً، لم تقتصر نتائج العدوان الفاشل على الشعب اليمني على ميدان صنعاء فحسب، فرغم مرور أكثر من ستة أشهر على العدوان، وإستمراره حالياً دون أفق للحل، لا يمكن حصر نتائجه بالشق العسكري، بل هناك جملة من التبعات أبرزها:
أولاً، التكلفة الإقتصادية الباهظة والتي تقدر وفق بعض المراقبين بأكثر من 200 مليار دولار أمريكي ما يعني إستنزاف الصندوق السيادي السعودي، المستنزف بالأصل جرّاء العجز في الكبير ميزانية العام 2015.
ثانياً، ظهور روافد خلاف عائلي مما ينذر بتحول العدوان على اليمن إلى مصدر إنقسام داخلي، وبالتالي خروج الأوضاع عن سيطرة الملك سلمان ونجله اللذان يقودان البلاد بإتجاه خراب سياسي وعسكري واقتصادي خطير. إن آل سعود من خلال سكوتهم على سياسات محمد بن سلمان المتهورة يرمون بأنفسهم في التهلكة. ثالثا، ضعف القدرات الناعمة للرياض بسبب فشلها في تكريس قدرتها الخشنة، فالسعودية التي كانت تمتلك هالة ورباطة جأش، غدت اليوم دولة متهوّرة ومعتدية في نظر العديد من شعوب المنطقة والعالم.

وأما عند الدخول في الشق الإقتصادي الذي شكّل لعدّة سنوات عامل القدرة لدى العائلة الحاكمة، فلا بد من الإشارة إلى أن الحديث عن سياسة التقشف بات أمراً لا محال منه، حيث أوضحت مصادر اقتصادية خليجية مطلعة ان الملك سلمان بن عبد العزيز قد بدأ في اطلاق حملة تقشف واسعة في مختلف قطاعات الدولة بسبب ارتفاع العجز في الميزانية (20 بالمئة). السعودية التي كانت منبعاً يغذي العديد من الدول الإقليمية والجماعات التكفيرية تريد اليوم إستخدام سياسة تقشفية محكمة عبر تخفيض الدعم للمحروقات والكهرباء والماء وبعض السلع الاساسية الاخرى، وربما الغائه كليا، ودراسة امكانية فرض سياسات تقشفيّة آخرى كالرسوم والضرائب. قد ينتج عن سياسة التقشف نتائج سلبية على الإقتصاد السعودي عبر هروب رؤوس الاموال من البلاد.

وقد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في عددها الصادر الجمعة مضمون رسالة بعث بها العاهل السعودي الى وزير المالية تحمل عنوان “سري للغاية”في تاريخ 28/9/2015 ميلادية، وتنص على ضرورة اتخاذ اجراءات تقشفية لتقليص الانفاق الحكومي في الاشهر الثلاثة الاخيرة من ميزانية العام الحالي من بينها الايقاف الفوري لكل مشاريع البنى التحتية الجديدة، والعديد من المشاريع الضخمة أبرزها تجميد مشروع البناء الاضخم في منطقة الشرق الاوسط.
رغم الأزمة السعودية، لا يلوح في الأفق أي نيّة أمريكية لاتخاذ خطوات إضافية لطمأنة قلق السعودية بسبب إنشغالها بالتدخل الروسي الذي أربك حسابات الرياض. بإختصار، السعودية تلفظ أنفسها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق