روسيا تمنع الغرب من إقامة منطقة حظر جوي في سوريا
مع بداية الهجمات الجوية الروسية لضرب مقرات ومواقع الجماعات الإرهابية في سوريا لاسيما تنظيم “داعش”، أثيرت الكثير من التساؤلات والتكهنات حول طبيعة الأهداف والنتائج التي تتوخاها هذه الهجمات، في وقت يبدو فيه ان أحد أهم تلك الأهداف يكمن في منع الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا من فرض منطقة حظر جوي في سوريا.
ورغم ادعاءات المسؤولين الأمريكيين بأن الضربات الجوية الروسية تسببت في تعقيد الأزمة السورية، إلاّ ان الكثير من وسائل الاعلام الغربية ومن بينها صحيفة (فایننشال تایمز) البریطانیة تؤكد أن القلق الغربي يكمن في أن حماية الأجواء السورية من أي تهديد خارجي أصبحت بعهدة المقاتلات الروسية.
وتشير المصادر العسكرية إلى ان الطائرات المقاتلة الروسية المستقرة في ميناء اللاذقية السوري ومن بينها طائرات (سوخوي 24) و(سوخوي 25) وبقية المعدات العسكرية ومن بينها الرادارات المتطورة جداً قادرة على منع ايجاد منطقة الحظر الجوي التي يسعى الغرب إلى إيجادها في سوريا.
ويأتي الاجراء الروسي بعد أشهر من المحادثات المكثفة بين الجانبين الأمريكي والتركي. وذكر موقع (فایننشال تایمز) على شبكة الإنترنت نقلاً عن مصادر سياسية وعسكرية في ما يسمى “التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب” ان المسؤولين الغربيين وعدد من مسؤولي الدول الاقليمية الحليفة لها في المنطقة وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر والاردن أجروا محادثات مكثفة لايجاد مناطق حظر جوي في سوريا لاسيما في شمالها لمنع الطيران السوري من ضرب مقرات ومواقع الجماعات الإرهابية المسلحة وخصوصاً التابعة لتنظيم “داعش”.
وكشف الموقع ان المسؤولين الغربيين يعتقدون بأن التدخل العسكري الروسي المفاجئ قد أربك الحسابات الغربية وحالَ دون إقامة منطقة الحظر الجوي في سوريا.
في هذا السياق أعرب مسؤولون غربيون رفيعو المستوى عن إعتقادهم بأن الضربات الجوية الروسية التي تشن ضد مواقع ومقرات “داعش” في سوريا تستهدف أيضاً منع إقامة حظر جوي في هذا البلد في إطار استراتيجية موسكو لارغام أمريكا والدول الغربية الحليفة لها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لايجاد تسوية سلمية للأزمة السورية.
وقبل نحو اسبوع أكد قائد قوات حلف شمال الأطلسي الجنرال الأمريكي (فيليب بريدلاف) أن سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وإرسالها لمعدات وأسلحة متطورة إلى سوريا مكّنها من ايجاد مناطق محظورة على الغرب في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
وذكرت (فایننشال تایمز) نقلاً عن بريدلاف قوله انه كان يخشى في السابق من ارسال روسيا لطائرات مقاتلة من طراز سوخوي 30 _ فلانكر _ إلى قاعدة باسل الأسد الجوية في اللاذقية وقد تحقق هذا الأمر على أرض الواقع في الوقت الحاضر، مشيراً إلى ان هذه الطائرات ذات قدرة عالية على المناورة وبإمكانها مطاردة واستهداف جميع انواع الطائرات المقاتلة للدول الاخرى.
وقبل نحو عشرة أيام اعلنت وزارة الدفاع الروسية انها ارسلت منظومات من صواريخ “كروز” إلى ميناء اللاذقية لتأمين الأجواء السورية من أي خرق قد تقوم به طائرات التحالف الغربي لاستهداف القوات السورية التي تقاتل “داعش” وباقي التنظيمات الإرهابية.
في هذه الاثناء ذكرت مصادر عسكرية أن روسيا زوّدت سوريا بـ 64 صاروخ (بحر – جو) من طراز (إس-300) والتي تعد من أقوى المنظومات الصاروخية الروسية وأكثرها كفاءة وقدرة على ضرب أهدافها بدقة.
وأعربت (فایننشال تایمز) عن اعتقادها بأن وجود صواريخ (إس-300) وباقي الأنظمة الصاروخية والجوية الروسية المتطورة ومن بينها صواريخ (سام) في منطقة البحر المتوسط يثير مخاوف كبيرة لدى البنتاغون لأن هذه المنظومات ذات قدرات عالية تمكنها من إلحاق خسائر فادحة بالطائرات المقاتلة التابعة لـ”التحالف الدولي” ومن بينها الطائرات الأمريكية، وبالتالي فإن أحلام ومحاولات التحالف الذي تقوده واشنطن لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا قد ذهبت أدراج الرياح وأصبحت من الماضي.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق