التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

قلق الناتو من التدخّل الروسي.. أهداف وأبعاد 

تتوالى تبعات الحزم الروسي في التدخل العسكري ضد الجماعات الإرهابية في سوريا، اذا لم تكتفي القوى الغربية منفردة بشجب هذا التدخل، بل سارع حلف الناتو إلى عقد إجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف في بروكسل.

لم يخلص إجتماع بروكسل إلى أي نتائج غير متوقعة، فقد أعلن أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ في أعقاب الاجتماع، عن استعداد الناتو لنشر قواته للرد السريع في الحدود الجنوبية للحلف (تركيا)، وتابع قائلاً: إن الناتو سيدرس خلال الأشهر القادمة الاحتياجات الأمنية الجديدة التي ظهرت عند حدوده الجنوبية، مؤكدا أنه بالتزامن مع ذلك سيواصل العسكريون الأطلسيون التدريبات، من أجل تعزيز قدراتهم على العمل الجماعي الفعال.

أهداف الناتو

عند التدقيق في كلام ستولتنبرغ في أعقاب الاجتماع وزراء الدفاع، وكذلك إجتماع الناتو قبل يومين على مستوى المندوبين لبحث حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، يتضح أن الحلف الأطلسي يرمي إلى جملة من الأهداف، أبرزها:

أولاً: يحاول الحلف الأطلسي من خلال الحديث عن “حماية تركيا”، زرع الشكوك لدى الرأي العام حول أهداف روسيا من الضربات التي توجّهها للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش. في الحقيقة، يحاول ستولتنبرغ تفعيل قضية إختراق روسيا للمجال الجوي التركي، بغية إظهار مشاركة تركيا كعزو لأحد الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، لا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، مع العلم أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، جدّد إصرار موسكو على أن توضيحاتها حول حادث اختراق الأجواء التركية كافية، لكنه أكد على استعداد الجانب الروسي لمواصلة الحوار مع أنقرة بهذا الشأن.

ثانياً: حاول حلف الناتو فصل محاربة تنظيم داعش الإرهابي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث دعا الحلف روسيا إلى التركيز على مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، بدلا من تقديم الدعم للرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد المعارضة المسلحة. حديث الناتو مجانباً للواقع حيث أن أي مساعدة لأي طرف ستكون على حساب الطرف الآخر، لأن العلاقة عكسية فيما بينهم، فهل يريد الحلف تسيير داعش الإرهابي ضمن إطارمعيّن للقضاء على الرئيس الأسد.

ثالثاً: إن حلف الناتو الذي يدّعي أغلب أعضائه مكافحتهم للإرهاب، إعترض على إستخدام أسلحة متطورة من قبل روسیا، حيث قال ستولتنبرغ “إننا نرى أن روسيا تستخدم في سوريا مختلف الأنواع من أسلحتها الأكثر حداثة. وتثير الأحداث هناك قلقنا”. فهل يريد الناتو أن تكون ضربات روسيا مشابهة لضربات التحالف الدولي التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ ألا تدل هذه التصريحات على تواطئ غربي مع التنظيم الإرهابي؟

رابعاً: تزامن إجتماع الناتو مع المشاورات العسكرية بين روسيا وأمريكا من أجل منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها في أجواء سوريا ، فهل تحاول أمركيا إستخدام سياسةالعصا والجزرة مع روسيا؟ ألم يكن كافياً التدخل الروسي في أوكرانياً لإثبات فشل هذه النظرية في التعاطي مع موسكو؟. في الحقيقة، إن نتائج المباحثات بين روسيا وأمريكا هي من ترسم موقف الناتو لا العكس.

خامساً: أشار الناتو إلى إستعداده للدفاع عن جميع الحلفاء بإعتباره عزز قدراته على النشر السريع لقوات الردع، ولكن هل يتدخل الناتو اليوم في ظل دخول روسيا بشكل مباشر في الحرب السورية، بعد أكثر من سنتين على عزوفه عن الدخول في المستنقع السوري تحت الذريعة الذهبية حينها “السلاح الكيميائي”؟ وهل يريد الحلف الأطلسي تكرار سيناريو أفغانستان؟

الرد الروسي

لم يقف رجل الكرملين الستيني مكتوف الأيدي إزاء التهديدات الغربية بل أكد القصر الرئاسي أنه سيرد على اقتراب الحلف من حدود روسيا، ولكن يتّضح من خلال تعاطي موسكو عسكرياً وسياسياً مع الازمة السورية أن الرئيس پوتين سيمضي قدماً في الدفاع عن آخر قواعده الإستراتيجية خارج الإقليم الروسي.

روسيا التي لم تجد أي جديد في إجتماع الناتو، أكّدت أنها لا تريد الانجرار إلى سباق تسلح جديد أو تغيير التوازن في المنطقة “اليورو- أطلسية، إلا أن ما يلوح في الأفق اليوم، وبعيداً عن تصريحات الناتو الإعلامية، هو تنسيق أمريكي روسي تعلن نتائجه لاحقاً، ولكن لا بد له أن يرضي الجانب الروسي قبل واشنطن.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق